المؤتمر التأسيسي: طرح "إنقلابي" أم حاجة ملحة لتطوير النظام؟

Read this story in English W460

بعد فراغ رئاسي مهد لاتفاق الطائف عام 1989 الذي قلص صلاحيات رئيس الجمهورية، وبعد فراغ رئاسي اخر أتى باتفاق الدوحة الذي رمم ما أوقعته أحداث السابع من أيار 2008 والذي اتى بقائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وبسعد الحريري رئيسا للحكومة، يبدو أن الوقت قد حان بنظر بعض القوى السياسية في لبنان لطرح فكرة اقامة مؤتمر تأسيسي، فهل يكون الشغور الرئاسي ممرا للاعلان عن هذا الطرح صراحة؟

فيما يرى البعض عبر تصاريح اعلامية حاجة ملحة الى اقامة مؤتمر تأسيسي جديد، يشدد البعض الاخر على رفضه له، باعتبار انه "فكرة انقلابية" تنسف النظام اللبناني.

النائب في حزب "الكتائب اللبنانية" ايلي ماورني راى أن "البحث في مؤتمر تأسيسي هو ضرب لكل الصيغ التي قام عليها لبنان الوطن الرسالة"، معتبرا أنه" الغاء لفكرة الدولة وكأن كل ما كان عبر الطائف لم يكن موجودا".

وقال ماروني لموقع "نهار نت": "أرفض المؤتمر كفكرة أولا، و أرفضه ثانيا في ظل وجود سلاح حزب الله"، موضحا انه "لا يجوز البحث بالدستور في ظل وجود فريق يحمل السلاح ويهيمن على الفريق الآخر".

وسأل ماروني "هل نحن وطن قيد الإنشاء نحن أسسنا بلدا مستقلا منذ 1943".

وفي رد على سؤال "هل من الممكن أن يكون المؤتمر التأسيسي بابا للاصلاحات الدستورية لا لنسف الطائف" قال "ممكن من خلال الحوار في مجلس النواب الوصول إلى تعديلات دستورية أي من خلال اتفاق بين الجميع لا من خلال المؤتمر الذي يلغي فكرة الدولة".

القيادي في حزب "القوات اللبنانية" ادي ابي اللمع رفض أيضا فكرة المؤتمر التأسيسي، وصرح لـ"نهار نت": "المؤتمر لن يقود الا الى خراب البلد لا سيما في ظل وجود سلاح حزب الله".

وأشار الى أن "المؤتمر يسمح للفريق الآخر بتعديل أي شيء يريدونه في التركيبة اللبنانية"، معتبرا أنه "لا يمكن أن يكون الا لاعادة توزيع السلطات في لبنان".

وشرح أن "هذا المؤتمر يريد أن يوزع السلطة بحسب معادلات جديدة لفرض واقع جديد يرديون أن يأخذوا حقهم عبره على حساب الطوائف الأخرى".

وإذ سأل "لما المؤتمر فيما الطائف لم يطبق أصلا"، اعتبر أبي اللمع انه "عندما لا يطبق الطائف يكون المؤتمر نوع من قوطبة على مفاهيم اتفقنا عليها في السابق ولم يتم تنفيذها جراء الاحتلال السوري الذي قوض الطائف".

وأردف: "لسنا بحاجة إلى مؤتمر بقدر ما نحن بحاجة إلى تطبيق الدستور كما هو. يتكلمون عن المؤتمر ويرفضون تطبيق الدستور".

وتابع: "لماذا يريدون اقامة مؤتمر تأسيسي من أجل من؟ الدستور الحالي لا يطبقونه كيف يريديون تعديله؟ هل لأن لديهم فائض قوة ويريدون تقوية طائفة على طائفة أخرى؟ الدستور أقر المناصفة فلماذا التغيير".

وفي السياق عينه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف الياس ابوعاصي لموقعنا أن "فكرة المؤتمر بحد ذاتها هي فكرة انقلابية ونوع من مخطط لضرب المرتكزات التي يقوم عليها لبنان ويتضمنها"، " معتبرا أن "الظروف لا تسمح لمؤتمر تأسيسي ولا مبرر له إذا كانت النيات الصادقة لأن لدينا اتفاق الطائف الذي أصبح دستورنا".

وفيما أكد أنه "لا يمكن ان نبدأ بمؤتمر تأسيسي وكأن لا دستور ولا مؤسسات"، رأى أبو عاصي أنه "ممكن لأي فريق أن يقترح تطوير النظام أو سد ثغرات والتصدي للشوائب"، مشددا على ان "الإصلاحات يمكن أن تتقدم بمشروع قانون وهذا أمر مرحب فيه من الجميع".

المؤتمر بحسب أبوعاصي "لا يحمل أي نية صادقة"، معتبرا أنه لا يقدر أن يعطي "أي سبب تخفيفي له". وقال: "يجب تطبيق الطائف أولا وبعدها يتم تطويره مع الممارسة".

عليه، اوضح أن "القوانين تؤثر فيها موازين القوى ونعلم اليوم من الأقوى ومن الأقدر على فرض ما يريد من خلال السلاح".

"نهار نت" اتصلت بعضو كتلة "الوفاء والمقاومة" النائب نواف الموسوي الا أنه رفض الادلاء بأي تصريح حول الموضوع.

اما عضو تكتل "التغيير والاصلاح" آلان عون فرفض ان يتم طرح الموضوع على أنه "تطيير للنظام والذهاب نحو المثالثة" .

واوضح ان "أي تطوير بالنظام إذا أتى بالتوافق بين اللبنانيين لا يخيف"، مضيفا: "أما طرح الأمر كأننا في حرب وأحدهم يريد أخذ المكاسب فالأمور ليست كذلك".

الا انه قال "نحن وصلنا إلى حائط مسدود في نظامنا وبات بحاجة إلى تعديلات و التعديلات الدستورية تأتي كما أتى الطائف الذي لم يجلس الجميع على طاولته وبالتالي لم يكن فيه أي توازن".

وتابع في حديثه لـ "نهار نت" "إذا كان الطائف في المبدأ صحيحا لكن التطبيق غير صحيح".

يشار الى أن فكرة إقامة "مؤتمر تأسيسي" كان طرحها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله منذ سنتين في الاحتفال بالذكرى الثالثة والعشرين لرحيل الامام الخميني الذي قال خلالها "على طاولة الحوار مناقشة خيار بناء الدولة وتطوير الفكرة الى عقد مؤتمر تأسيسي وطني عنوانه بناء الدولة".

ومؤخرا أعيد طرح هذه الفكرة على لسان كل من رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب الذي أيد فكرة اقامة مؤتمر تأسيسي مع تأكيده في درجة اولى على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين، ورئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان الذي دعا الى مؤتمر تأسيسي أيضا، قائلا انه "لم يعد بمقدور النظام اللبناني إلا تحريك الفتن ونهب الناس" ، وأن "اتفاق الطائف أول ضحايا الكذب والتكاذب".

م.ن.

التعليقات 1
Thumb lebanon_first 19:13 ,2014 حزيران 06

There is no talk about constituent assembly! What if a lowlife like wiam wahab voiced such an opinion? Hassan mentionned it 2 yrs ago then didnt mention it. Why are we giving this such media airtime?