القوات العراقية تتصدى لهجمات و انتشار "اول دفعة" من المستشارين العسكريين الاميركيين في العراق

Read this story in English W460

أعلنت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الثلاثاء ان اول دفعة من المستشارين العسكريين الاميركيين الذين ارسلوا الى العراق لدعم القوات الحكومية في قتالها ضد المتطرفين الاسلاميين، بدات مهمتها في بغداد.

وصرح الاميرال جون كيربي للصحافيين "بدأنا في نشر فرق التقييم الاولى"، مضيفا ان نحو 40 عسكريا من اصل حوالى 300 مستشار وعدت واشنطن بارسالهم "بداوا مهمتهم الجديدة". 

وكان هؤلاء الجنود الاربعون متمركزون حتى الان في سفارة الولايات المتحدة في بغداد.

وبدا نحو 90 جنديا اخر تابعين للقيادة العسكرية الاميركية التي تغطي منطقة الشرق الاوسط واسيا الوسطى، مهمتهم التي تتضمن، بحسب الاميرال كيربي، اقامة "قيادة مشتركة" تتولى قيادتها القوات العراقية بالشراكة مع الاميركيين.

من جهة اخرى، سيصل خمسون جنديا اميركيا اضافيا في الايام المقبلة الى العاصمة العراقية.

وقال الاميرال كيربي ان "هذه الفرق ستعمل على تقييم تماسك ووضع جهوزية القوات الامنية العراقية"، ثم ستحيل نتائج تحليلاتها الى قيادتها "في غضون اسبوعين الى ثلاثة اسابيع".

ونجحت القوات العراقية الثلاثاء في وقف تقدم المسلحين المتطرفين غرب وشمال البلاد، في وقت حث وزير الخارجية الاميركي جون كيري على الوحدة وعلى تشكيل حكومة جديدة توقف زحف المسلحين الذي قتل فيه اكثر من الف شخص بحسب ارقام الامم المتحدة.

ويشن مسلحو "الدولة الاسلامية في العراق والشام" وتنظيمات سنية متطرفة اخرى هجوما منذ نحو اسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه بينها مدن رئيسية مثل الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت (160 كلم شمال بغداد).

واكد تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" اقوى التنظيمات الاسلامية المتطرفة التي تقاتل في العراق وسوريا، عن نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية.

وقد اعلنت الامم المتحدة الثلاثاء ان اكثر من الف شخص قتلوا في العراق بين 5 حزيران و22 من الشهر نفسه مع سيطرة مقاتلي تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" على اجزاء كبرى من شمال وغرب العراق.

وقال المتحدث باسم مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان روبرت كولفيل للصحافيين في جنيف ان 1075 شخصا قتلوا على الاقل واصيب 658 بجروح في البلاد مشددا على ان هذه الاعداد "تعتبر عموما الحد الادنى".

وعلى صعيد التطورات الميدانية، قال ضابط في الشرطة برتبة رائد لوكالة فرانس برس ان "الجيش في حديثة (210  كلم شمال غرب بغداد) تسانده قوات العشائر صدوا هجوما صباح اليوم لقوات داعش واجبروهم على التراجع".

واضاف ان "الجيش والعشائر شيدوا سواتر ترابية حول المدينة لمنع تقدم عناصر داعش" في اشارة الى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام".

وتقع مدينة حديثة التي تضم احد اكبر محطات الكهرباء في الانبار على الطريق المؤدي الى الرمادي (100 كلم غرب بغداد) عاصمة المحافظة التي تسكنها غالبية من السنة وتشترك مع سوريا بحدود بطول نحو 300 كلم.

ويحاول مسلحو "الدولة الاسلامية في العراق والشام" والتنظيمات المتطرفة الاخرى الزحف غربا في الانبار حيث تمكنوا من السيطرة على مدن القائم وعنه وراوة قبل ان توقف القوات الحكومية زحفهم هذا في حديثة.

وقصفت الطائرات العراقية الثلاثاء جسرين حيويين على نهر الفرات قرب مدينة القائم (340 كلم شمال غرب بغداد) كان يستخدمها المسلحون للانتقال من محافظة نينوى التي يسيطرون عليها الى محافظة الانبار.

وفي شمال العراق، صدت القوات الحكومية هجمات جديدة على مصفاة بيجي قرب مدينة بيجي (200 كلم غرب بغداد) والتي تعتبر اكبر مصفاة نفط في العراق، بينما قتل 19 شخصا على الاقل واصيب 17 بجروح في غارات جوية شنتها القوات العراقية فجر الثلاثاء على احياء في المدينة، وفقا لمصادر مسؤولة وطبية.

وقتل ايضا 13 شخصا هم سبعة مسلحين وستة مدنيين في غارات مماثلة استهدفت مدينة القائم، وفقا لما افاد به شهود عيان في اتصال مع فرانس برس.

واغتال مسلحون مجهولون رئيس مجلس مدينة كركوك منير القافلي وهو سياسي تركماني بارز في وسط المدينة الواقعة شمال العراق بحسب ما افادت مصادر امنية وطبية فرانس برس. 

في هذا الوقت، قررت الحكومة العراقية في جلستها الاسبوعية وقف صرف رواتب موظفيها في المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين، على ان تجمع هذه الرواتب وتصرف لهم بعد انتهاء "العمليات الحربية".

سياسيا، اكد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني لوزير الخارجية الاميركي جون كيري في اربيل ان الهجوم الواسع الذي يشنه المسلحون المتطرفون في شمال وغرب وشرق البلاد خلق "واقعا جديدا وعراقا جديدا".

وقال كيري من جهته ان "تحدي تشكيل الحكومة هو التحدي الرئيسي الذي نواجهه"، داعيا بارزاني الى العمل مع قادة البلاد على ترسيخ الوحدة في ما بينهم في هذا "الوقت الحرج" للعراق. 

واجرى كيري في زيارته التي لم يعلن عنها مسبقا الى اربيل محادثات مع المسؤولين الاكراد بعد يوم من زيارته بغداد ولقائه بعدد من المسؤولين العراقيين بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي.

وكيري اول وزير خارجية اميركي يزور اقليم كردستان منذ الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس في العام 2006 حين كانت البلاد غارقة في حرب طائفية بين السنة والشيعة قتل فيها الالاف.

واعلنت الولايات المتحدة التي سحبت قواتها من هذا البلد نهاية العام 2011 بعد ثماني سنوات من اجتياحه، استعدادها لارسال 300 عسكري بصفة مستشارين، والقيام بعمل عسكري محدود ومحدد الهدف، علما ان طائراتها تقوم بطلعات جوية في اجواء العراق.

وكان كيري تعهد في بغداد الاثنين بان تقدم بلاده دعما "مكثفا ومستمرا" للعراق في مواجهة "التهديد لوجوده" الذي يمثله هذا الهجوم، داعيا قادة البلاد الى الوحدة حتى يصبح هذا الدعم "فعالا".

ومنذ بدء الهجوم، تولت قوات البشمركة الكردية مسؤوليات امنية اضافية في ظل انسحاب الجيش العراقي من عدة مواقع في شمال العراق وشرقه، حيث بسطت خصوصا سيطرتها على مناطق متنازع عليها مع الحكومة المركزية، على راسها مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) الغنية بالنفط.

وقال بارزاني في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" قبيل لقائه كيري "قمنا بكل ما نستطيع القيام به على مدى الاعوام العشرة الماضية لبناء عراق ديموقراطي، الا ان هذه التجربة وللاسف لم تنجح". 

واضاف ردا على سؤال حول امكانية ان يحاول الاكراد اعلان استقلالهم في ظل هذا الوضع ان على "شعب كردستان ان يحدد مستقبله ونحن سنلتزم بقراره"، معتبرا ان "العراق يتهاوى على كل حال، ومن الواضح ان الحكومة الفدرالية او المركزية فقدت السيطرة على كل شيء".

التعليقات 1
Missing karim.. 08:10 ,2014 حزيران 25

"State television said 19 "terrorists" were killed in the earlier set of Baiji raids."

Excellent news. Burn in hell terrorists.