أكثر من 70 قتيلا في معارك بين قوات النظام وتنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا

Read this story in English W460

قتل اكثر من سبعين شخصا في معارك بين القوات النظامية السورية وتنظيم "الدولة الاسلامية" في شمال سوريا، في وقت أسقط الاردن طائرة من دون طيار قرب الحدود مع سوريا، في خطوة تشكل سابقة منذ بداية النزاع السوري.

في الوقت نفسه، اعلنت الامم المتحدة عبور قافلة من المساعدات الانسانية الى سوريا قادمة من تركيا، من دون موافقة السلطات، في اول تطبيق لقرار مجلس الامن الصادر في منتصف تموز والهادف الى مساعدة اكثر من عشرة ملايين سوري متضررين من النزاع المستمر منذ اكثر من ثلاث سنوات.

وتسببت الحرب التي بدأت بحركة احتجاجية ضد النظام السوري في منتصف آذار 2011، ثم تطورت الى نزاع دام متشعب الاطراف، بمقتل اكثر من 170 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. كما ادت الى تشريد تسعة ملايين شخص، بينهم اكثر من مليونين خارج سوريا.

وبرز الى الواجهة خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية تصاعد التوتر بين تنظيم "الدولة الاسلامية" والقوات النظامية؟

وبعد تطورات الايام الاخيرة التي فتحت خلالها ايضا جبهة بين "جبهة النصرة"، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وحلفائها ضد النظام، كتائب المعارضة المسلحة، يمكن رسم خريطة الجبهات على الشكل التالي: تقاتل كتائب المعارضة المتعددة الولاءات والانتماءات، كلا من النظام و"الدولة الاسلامية" و"النصرة".

بينما تقاتل "الدولة الاسلامية" كلا من النظام و"النصرة" وكتائب المعارضة والمقاتلين الاكراد الساعين الى التفرد في ادارة مناطقهم في شمال سوريا اجمالا.

ميدانيا، شن تنظيم "الدولة الاسلامية" الخميس هجمات في ريف الرقة (شمال) والحسكة (شمال شرق) وريف حلب (شمال) على مواقع لقوات النظام، وفقا للمرصد الذي يقول انه يستند الى مصادر مدنية وطبية وعسكرية.

وافاد المرصد الجمعة عن مقتل 74 شخصا غالبيتهم من المقاتلين والعسكريين في الهجمات والمعارك التي تلتها. وبين القتلى 32 مقاتلا جهاديا و30 عنصرا من قوات النظام و12 عنصرا في حزب البعث.

واقدم مقاتلو "الدولة الاسلامية" على نحر قيادي في حزب البعث في الحسكة وستة عسكريين بينهم ضابط في الرقة. وتم على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت تناقل صور مرعبة لتنكيل وتشويه لحق بجثث هؤلاء.

وهي المواجهة الاولى بهذا الحجم بين "الدولة الاسلامية" والنظام منذ ظهور التنظيم في سوريا في 2013. علما ان التنظيم الذي اعلن اخيرا اقامة "الخلافة الاسلامية" انطلاقا من مناطق تفرد بالسيطرة عليها في شمال العراق وغربه وشمال سوريا وشرقها، كان يتهم من فصائل المعارضة المسلحة ب"التواطؤ" مع النظام.

لكن مدير المرصد رامي عبد الرحمن يشير الى رغبة لدى التنظيم، بحسب مصادره، ب"تنظيف" المناطق التي يسيطر عليها من جيوب النظام او فصائل المعارضة.

وفي حادث هو الاول من نوعه منذ بدء النزاع السوري، افاد مصدر امني اردني الجمعة أن الدفاعات الجوية الاردنية "اطلقت فجرا صاروخ ارض جو على طائرة استطلاع مجهولة الهوية كانت تحلق في منطقة قريبة من مخيم الزعتري (85 كلم شمال شرق عمان) في محافظة المفرق قرب الحدود الشمالية مع سوريا واسقطتها".

ولم تعرف هوية الطائرة.

ودمرت طائرات سلاح الجو الملكي الاردني غير مرة في 11 أيار و14 نيسان الماضيين سيارات وآليات حاولت عبور الحدود من سوريا الى المملكة.

ويستضيف الاردن المتهم من دمشق بدعم المعارضة المسلحة، اكثر من نصف مليون لاجىء سوري هربوا من العنف الدائر في بلدهم، بينهم ما يزيد على مئة الف لاجىء في مخيم الزعتري.

في نيويورك، اعلنت الامم المتحدة ان اول قافلة مساعدات الى سوريا قادمة من تركيا عبرت الحدود صباح الخميس عند نقطة باب السلامة متجهة الى سوريا. ولم تحصل القافلة على موافقة السلطات السورية للدخول.

واوضح مكتب الشؤون الانسانية التابع للمنظمة الدولية ان القافلة مؤلفة من تسع شاحنات محملة بمواد غذائية ومعدات طبية اضافة الى تجهيزات لتنقية المياه وبناء ملاجىء.

وتاتي هذه الخطوة في اطار بدء تنفيذ القرار الصادر عن مجلس الامن الدولي في 14 تموز والذي يجيز عبور القوافل الانسانية من تركيا والاردن والعراق الحدود السورية من دون موافقة الحكومة السورية المسبقة.

وتقدر الامم المتحدة عدد السوريين الذين يحتاجون الى مساعدات بنحو 10,8 ملايين. وتقصر السلطات السورية اجمالا موافقتها على دخول المساعدات المتجهة الى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

في لاهاي، اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان الاسلحة الكيميائية السورية التي اخرجت من سوريا خلال الاشهر الماضية، سلمت الى مصانع متخصصة في فنلندا وبريطانيا والولايات المتحدة، وان عملية اتلافها بدأت.

ووافقت دمشق على تسليم اسلحتها الكيميائية بعد اتفاق بين حليفتها روسيا والولايات المتحدة الداعمة للمعارضة اثر هجوم استخدمت فيه اسلحة كيميائية في ريف دمشق الصيف الماضي تسبب بمقتل المئات، واتهمت دمشق به. وعلى رغم من نفيها اي تورط، انضمت الحكومة السورية الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية ووافقت على جمع الاسلحة تحت ضغط تهديد اميركي بتنفيذ ضربة عسكرية على ارضها.

التعليقات 0