طرابلس: المجموعات المسلحة تخطف جنديا والجيش يخرج المدنيين ويؤكد الاستمرار في "القضاء على الارهاب"

تواصل قوى الجيش المنتشرة في طرابلس عملياتها العسكرية في المدينة، حيث تتجدد الاشتباكات مع المجموعات المسلحة التي خطفت صباح الأحد أحد الجنود من منزله، فيما يؤكد الجيش الاستمرار بالقضاء على الارهاب.

وبعد أن أفادت وسائل الاعلام عن "اعلان وقف اطلاق النار في المدية نتيجة اتصالات هيئة العلماء المسلمين وبعد اتصال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بقائد الجيش العماد جان قهوجي"، نفت مصادر عسكرية الأمر.

وقالت المصادر لقناة الـ ـLBCI "لا اتفاق على وقف إطلاق النار بطرابلس وما يجري هو عملية لتسهيل خروج المدنيين فقط".

وأوضحت أن "وقف إطلاق النار ﻻ يتم بين جيش نظامي وجماعات مسلحة قد تستغل أي هدنة للهجوم مجددا على الجيش".

عليه، اكد الجيش في بيان صادر عنه الأحد الاستمرار في عملياته "حتى القضاء على كل عمل إرهابي، ولا صحة لما يتردّد عن مساع لإخراج المسلحين".

وبعد هدوء حذر ساد المدنية بعض الوقت، تجددت الاشتباكات على محاور شارع سوريا وسوق الخضار و سوق الغرباء وساحة الاحمر وسوق القمح بحسب وسائل الاعلام، فيما أفيد عن دخول "20 سيارة اسعاف في داخلها عشرات المسعفين إلى أماكن الاشتباكات في التبانة، لاجلاء الجرحى، ومساعدة من يحتاج إلى عمليات إسعاف".

وصباح الأحد قال الجيش في بيان اصدره ان "عناصره المتواجدة في طرابلس تقوم بتوسيع إنتشارها في محلة التبانة والرد على مصادر النيران، ودهم أماكن المسلحين".

وفجر الاحد، أفيد عن تدهور الوضع الامني في بعض أحياء باب التبانة حيث اندلعت مواجهات بين عناصر الجيش والمسلحين واستخدمت فيها القذائف الصاروخية والاسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.

وقامت مروحيات للجيش بطلعات استطلاعية فوق احياء طرابلس وسجل احتراق عدد من المنازل في محيط مسجد الطرطوسي، فضلا عن الاضرار الجسيمة التي لحقت بالمنازل والمحال.

وأشار الجيش الى ان الاشتباكات ادت الى مقتل الطفل علي الشيخ من منطقة باب التبانة واصابة مواطنين بجروح.

وبعد ظهر الأحد وصل خمسة جرحى أصيبوا في اشتباكات طرابلس الى المستشفى الاسلامي في المدينة.

وكانت قيادة الجيش أعلنت أن "عناصر مسلحة أقدمت على خطف المعاون أول فايز العموري من فوج الحدود البرية الأول".

وقالت ان العموري كان متواجدا في منزله بوضع المأذونية في محلة باب التبانة. وأضافت ان العمل جارٍ للكشف عن مكان اقتياد العسكري المخطوف لتحريره.

اثر ذلك، أكد شادي المولوي المنضم الى مجموعة اسامة منصور في طرابلس، للـ LBCIان العموري "بخير ويشترط وقف الجيش العمليات العسكرية للافراج عنه".

سياسيا، دعا وزير العدل اللواء أشرف ريفي القوى الامنية الى تأمين ممر آمن للمدنيين والجرحى ولسيارات الاسعاف في مناطق الاشتباكات في طرابلس.

كما طلب رئيس الحكومة تمام سلام من قائد الجيش العماد جان قهوجي توفير ممر آمن لإجلاء الجرحى وإخراج المدنيين المحاصرين في طرابلس.

وبحسب بيان صدر عن مكنب رئاسة الحكومة أوضح فيه ان سلام طلب من قهوجي "اعطاء الأمر الى القوات التي تتعامل مع اوكار الارهابيين في باب التبانة، لتوفير ممر آمن لاجلاء الجرحى والمصابين واخراج المدنيين المحاصرين".

واكد سلام أن "السلطة السياسية تقدم كل الدعم لقوانا المسلحة، من جيش وقوى أمنية، في المعركة التي تخوضها لاستئصال الارهاب وإعادة الأمن والاستقرار الى طرابلس والشمال وجميع المناطق اللبنانية".

وقال ان "الحكومة لن تقصّر في واجبها تجاه المتضررين فور انحسار غبار هذه المعركة الوطنية القاسية التي يخوضها الجيش دفاعا عن اللبنانيين جميعا".

هذا واعلن وزير التربية الياس بو صعب إقفال فروع الجامعة اللبنانية ومراكزها في محافظة الشمال غدا الاثنين بسبب الأوضاع الأمنية.

وفي اجتماع طارئ عقد في دارة النائب محمد كبارة حضره وفد من "هيئة العلماء المسلمين"بحضور ريفي، أعلن كبارة عن ان طرابلس كانت ولا تزال في كنف الدولة وانها ضد الارهاب.

وطالب بتطبيق الخطة الامنية في طرابلس وبمعالجة الامور لجهة "انصاف طرابلس"، رافضا

"أي اعتداء تطال المراكز العسكرية او العسكريين أنفسهم".

وقتل عسكريون ومدنيون وأصيب العديد بين عسكريين ومدنيين في اشتباكات في الأسواق الداخلية لمدينة طرابلس بدأت منذ مساء الجمعة واستمرت حتى السبت إلى حين أعاد الجيش انتشاره إثر انكفاء المسلحين وسيطر على مناطق الإشتباك.

م.ن.