خبراء: التهديد بضربة اسرائيلية لايران "ورقة دبلوماسية

W460

رغم التهديدات الاسرائيلية بضرب ايران اذا فشلت الدول العظمى في وقف طموحاتها النووية في المحادثات التي دخلت مرحلة حاسمة في فيينا، الا ان خبراء اعتبروا ذلك بمثابة "ورقة دبلوماسية" ضمن سياسة حافة الهاوية التي تمارسها اسرائيل الى درجة ما.

ومع  اقتراب مهلة تنتهي بعد غد الاثنين للتوصل الى اتفاق دائم، تواصل اسرائيل ممارسة الضغوط على الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن الدولي والمانيا، الدول المشاركة في المحادثات مع ايران. 

واسرائيل التي تعد القوة النووية الوحيدة غير المعلنة في المنطقة، تعتبر نفسها اول هدف محتمل اذا قامت ايران بتصنيع قنبلة نووية، وحذرت من التوصل الى ما وصفته "بالاتفاق السيء" مع طهران.

وقال وزير الاستخبارات يوفال شتاينيتز في وقت سابق هذا الاسبوع انه اذا تم التوقيع على اتفاقية تضع ايران على عتبة القوة النووية "فاننا سنحتفظ بكافة الخيارات وكامل حقوقنا لنقوم بما نعتبره مناسبا للدفاع عن اسرائيل".

غير ان اميلي لاندو مديرة احد مشاريع مراقبة الاسلحة في مركز جافي للدراسات الاستراتيجية بجامعة تل ابيب قالت ان اسرائيل "لا تريد حربا".

واضافت "ان اسرائيل بتلويحها بالتهديد بتدخل عسكري فانها تعتمد على عامل الردع".

وتابعت "ان اتفاقية جيدة (مع ايران) غير ممكنة لانها لن تشمل الصواريخ الايرانية العابرة للقارات التي يمكن تزويدها بروؤس نووية".

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو قد حذر في وقت سابق من ان اتفاقا نوويا "سيئا" يترك لايران امكانية تخصيب اليورانيوم سيكون "كارثيا" واسوأ من عدم التوصل الى اتفاق.

ونشرت وسائل الاعلام الاسرائيلية في آذار الماضي تقريرا مسربا على ما يبدو ذكر ان نتانياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون اصدرا اوامر للجيش بتخصيص ميزانية احتياطية بقيمة 3 مليارات دولار لهجوم محتمل ضد منشآت نووية ايرانية.

وفي العلن، وجه يعالون صفعة لاميركا حليفة اسرائيل.

وقال "ان الولايات المتحدة بدأت مفاوضات مع الايرانيين لكن لسوء الحظ  اصبح الامر بازارا فارسيا حيث الايرانيين هم الافضل".

وتعارض اسرائيل بشدة المفاوضات مع عدوها اللدود، واعربت مرارا عن استعدادها للتحرك منفردة في حال الضرورة، بعمل عسكري استباقي ضد المنشآت النووية لايران.

غير ان افرايم كام، من معهد الدراسات الامنية الوطنية الاسرائيلي، قال انه بالكاد هناك فرصة كي تشن ايران ضربة ضد الجمهورية الاسلامية.

وقال "خلال السنة الماضية لم يتحدث الاميركيون عن الخيار العسكري" واضاف "اذا تم تمديد المفاوضات، وهناك فرصة كبيرة لذلك، فان اسرائيل لا يمكنها ان تسمح لنفسها بالتحرك منفردة فيما الاميركيون يواصلون المبحادثات مع الايرانيين".

وقال "لدى اسرائيل القدرة على تأخير البرنامج النووي الايراني سنوات عديدة لكن ليس القضاء عليه تماما".

وتهدف مفاوضات فيينا الى تحول اتفاقية مرحلية تم التوصل اليه مع ايران العام الماضي الى اتفاق دائم.

ويهدف مثل هذا الاتفاق، بعد 12 عاما من تصاعد التوتر ، الى تهدئة المخاوف من ان ايران ستقوم بتطوير سلاح نووي تحت غطاء نشاطها المدني، الامر الذي تنفيه الجمهورية الاسلامية.

وقال الخبير النووي افرايم اسكولاي، المسؤول الكبير السابق في لجنة الطاقة النووية الاسرائيلية، ان اسرائيل "لديها مصلحة في لعب الورقة الدبلوماسية كي لا يتم رفع العقوبات الدولية عن ايران".

واضاف "في حال التوصل الى اتفاق فإن اسرائيل لن تكون قادرة على مهاجمة دولة لديها اتفاق مع الولايات المتحدة".

ويقول المحللون ان لدى اسرائيل القدرات العسكرية لضرب ايران اذا ارادت، كما انها تقوم بتعزيز دفاعاتها الصاروخية.

ويعتقد انه في 2007 قامت طائرات اسرائيلية بضرب منشأة نووية سورية غير معلنة رغم ان الدولة العبرية لم تؤكد قيامها بذلك.

وفي ايلول، اعلنت اسرائيل انها اجرت بنجاح تجربة مشتركة مع الولايات المتحدة على نسخة مطورة من النظام الصاروخي حيتس-2 (آرو-2) الاعتراضي فوق البحر المتوسط.

والنظام المصمم لاعتراض الصواريخ البعيدة المدى، اعترض بنجاج نماذج شبيهة بصواريخ شهاب-3 الايرانية في ظروف اختبار مختلفة.

ويقول افرايم هاليفي، احد الرؤساء السابقين لجهاز الاستخبارات (موساد) ان "اسرائيل قادرة على ضرب ايران وتكبيدها خسائر بالغة". ويقول خبراء ان الموساد تواصل تخطيطها لعمليات سرية تستهدف علماء نوويين ايرانيين.

لكنه يضيف ان "الخيار العسكري الحقيقي هو الولايات المتحدة التي تنشر جنودها وبحريتها وسلاحها الجوي في الخليج". ويتابع "ان (الحل) الامثل لاسرائيل والولايات المتحدة هو كسب المعركة عبر استعراض قوتهما دون استخدامها فعلا".

التعليقات 0