اتصالات الفرصة الاخيرة لتجنب تمديد المفاوضات حول الملف النووي الايراني

Read this story in English W460

دخل المفاوضون في الملف النووي الايراني الاحد في فيينا في محادثات الفرصة الاخيرة توصلا الى اتفاق يجنب تمديد هذه المفاوضات، وذلك عشية الموعد المحدد للتوصل الى اتفاق تاريخي بين ايران والقوى العظمى.

وسيكون هذا اليوم حاسما، إما للتوصل الى اتفاق سياسي حقيقي، وإما للبحث في تمديد جديد للمفاوضات قد يكون بالغ الخطورة سياسيا.

واكد مصدر روسي لوكالة ريا نوفوستي "ليس هناك نقاش جار حول التمديد. الجميع يعمل من اجل التوصل الى اتفاق سياسي". واكد مصدر ايراني في اطار محموم من المشاورات المتواصلة تقريبا من دون انقطاع، "حتى الان، جميع المفاوضات مخصصة للبحث عن حل سياسي ممكن قبل +الموعد النهائي+ مساء الاثنين".

وقد عقد وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والايراني محمد جواد ظريف لقاء على انفراد صباح الاحد للمرة الخامسة منذ مساء الخميس باشراف المفاوضة الاوروبية كاثرين اشتون. وقال مصدر ايراني انهما سيلتقيان بعد الظهر ايضا.

ويتوقع وصول وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مساء الاحد الى العاصمة النمساوية لتحريك النقاش، وكذلك وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند. وسيتناول هذان الاخيران العشاء مع كيري ووزير الخارجية الالماني فالتر شتاينماير.

لكن عشية الموعد المحدد لانتهاء المفاوضات، وفيما تستمر الخلافات العميقة، تتحدث ايران ومجموعة "5+1" (المانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) عن سيناريو احتمال تمديد المفاوضات.

وقد اعربت الولايات المتحدة للمرة الاولى مساء السبت عن موافقتها المبدئية على النظر في حلول بديلة من اتفاق كامل ونهائي. لكن مصدرا ايرانيا قال بمزيد من الدقة الاحد لوكالة فرانس برس ان طهران ستكون مستعدة في حال فشل المفاوضات لتمدد من جديد اتفاق جنيف المرحلي الموقع في تشرين الثاني 2013، "ستة اشهر او سنة".

وهذا الاتفاق الذي تنتهي مدته مساء الاثنين اتاح اطلاق المفاوضات بعد توتر استمر 12 عاما. وينص الاتفاق الذي مدد مرة واحدة حتى الان على تجميد قسم من الانشطة النووية الايرانية في مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية.

وقال المصدر الايراني ان تمديده مرة اخرى "سيكون اهون الشرين"، موضحا ان الأسوأ سيكون "مناخا من المواجهة مع تصعيد من هذا الجانب وذاك. على سبيل المثال، كأن نرد على عقوبات جديدة بتطوير البرنامج النووي".

وتطالب الاسرة الدولية ايران بخفض قدراتها النووية لاستبعاد اي جانب عسكري للبرنامج. وتؤكد طهران ان برنامجها النووي لاغراض سلمية وتشدد على حقها في برنامج نووي مدني وتطالب برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

وسينعش التوصل الى اتفاق الاقتصاد الايراني، خصوصا لدى رفع الحظر الغربي على النفط. وسيفتح ايضا الطريق لتطبيع للعلاقات بين ايران والغرب وبالتالي التعاون حول العراق وسوريا.

وبعد حوار مستمر منذ حوالى السنة، يبقى الخلاف على وتيرة رفع العقوبات من جهة والقدرات الايرانية لتخصيب اليورانيوم من جهة اخرى.

لكن الخبيرة في الملف النووي كيلسي دافنبورت من هيئة مراقبة الاسلحة قالت "لا يستطيع اي طرف ان يسمح بإفشال المفاوضات". واضافت ان "التوصل الى اتفاق جيد اهم من الالتزام بالمهلة المحددة".

من جانبه، اكد علي اكبر صالحي رئيس البرنامج النووي الايراني والوزير السابق للخارجية لشبكة المنار اللبنانية مساء السبت، "عاجلا ام آجلا، ستوقع ايران ومجموعة 5+1 اتفاقا".

واجرى كيري الموجود في فيينا منذ مساء الخميس والذي تسعى ادارته للتوصل الى تسوية مع ايران، مزيدا من المشاورات، خلال اجتماعات او عبر الهاتف مع نظرائه الاوروبيين والعرب والتركي ومع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يتخوف من تقارب بين واشنطن وطهران.

والتقى كيري بعد ظهر الاحد نظيره السعودي الامير سعود الفيصل في اطار المفاوضات الدولية حول البرنامج النووي الايراني. 

وعقد اللقاء في طائرة الوزير السعودي في مطار العاصمة النمساوية، كما قال ديبلوماسيون.

ويؤيد نواب اميركيون فرض مجموعة جديدة من العقوبات على طهران، وابتداء من كانون الثاني، سيسيطر المعارضون الجمهوريون لباراك اوباما على الكونغرس بأكمله، فيعرقلوا بذلك هامش المناورة لدى الرئيس الديموقراطي.

وسيضعف الفشل في فيينا ايضا الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني الذي يرهن قسما كبيرا من مصداقيته على نجاح هذا الانفتاح على القوى العظمى.

التعليقات 0