هجوم مزدوج لـ"زينة" بحرا وجبلا...إغلاق المدارس وتعليق الملاحة الجوية لساعة

دخل لبنان أجواء العاصفة "زينة" التي كللت جباله بالثلج ومن المتوقع أن تشتد ليلا وفي الأيام المقبلة، فيما غطت أمواج البحر بعض المطاعم حتى أن المياة دخلت البيوت وتكسرت بعض الزوارق.

ولهذا السبب قررت إدارة مطار رفيق الحريري الدولي تعليق حركة الملاحة الجويةحتى اشعار آخر، بانتظار أن تخف العاصفة وتتراجع سرعة الرياح.

وأعلنت الوكالة "الوطنية للإعلام" بعد ساعة استئناف حركة الملاحة الجوية في المطار.

وفي إجراء تربوي، أعلن وزير التربية الياس بو صعب إغلاق المدارس الخاصة والرسمية والمهنية الأربعاء، تاركا للجامعات الرسمية والخاصة حرية اتخاذ قرارها في هذا الشأن.

وكما كل سنة تختلط مشاعر الفرح بالحزن. ففيما استعد أهل الجبل لاستقبال العاصفة علت صرخة بعض أهالي الساحل.

وفي هذا الإطار أفادت قناة "المستقبل" أن "الوضع في منطقة الجناح كارثي ومياه البحر دمرت كل شيء عند الشاطئ".

وقال نقيب الصيادين للقناة عينها "معظم الزوارق قد تحطمت وغرقت"، مناشدا "سماحة المفتي والهيئة العليا للاغاثة والدولة لمساعدتنا لأن الجناح منطقة تحولت الى منكوبة".

وسقطت شجرة على سيارة من نوع مرسيدس، في منطقة وطى المصيطبة، مما أدى إلى تضررها من دون الإبلاغ عن إصابات.

في جبيل نشر موقع LiveLoveByblos صورة التي تظهر مطعم Byblos Sur Mer غارقاً بالمياه في حين أعاد حساب غرفة التحكم المروري على تويتر نشر تغريدة تُظهر مرفأ جبيل كمدينة عائمة في المياه.

كما نشرت قوى الأمن صورا تظهر المياه تطأ عتبة أرضية العديد من المطاعم في المدينة.

كذلك أعلن رئيس بلدية جبيل زياد الحواط أن "العاصفة تهدد مرفأ المدينة الأثري بالانهيار والمعنيون في وزارتي الثقافة والأشغال لا يتجاوبون".

وناشد "وزارة الثقافة وضع يدها على ملف المرفأ وإبلاغ وزارة الأشغال سريعا للتحرك"، ولكن "حتى الساعة لا ضرر كبيرا" كما تابع.

في صور شهدت البلدات جوا عاصفا مصحوبا برياح شديدة تقوى بين الحين والاخر، ترافق ذلك مع امطار غزيرة تساقطت وبكميات كبيرة في المنطقة.

وادت سرعة الرياح الى خسائر في المزروعات وبساتين الحمضيات والموز وبخاصة البيوت البلاستيكية التي تطايرت بفعل الرياح وعمل اصحابها قدر المستطاع على لمها لتفادي الضرر، اضافة الى ذلك ادى تدني درجات الحرارة الى ملازمة الاهالي منازلهم.

واقتلعت شجرة كبيرة في حي الثانوية ما أدى إلى اقفال الطريق. وعلى الفور عملت بلدية صور والدفاع المدني على سحبها من الشارع.

كما ان حركة الملاحة توقفت في ميناء المدينة بفعل ارتفاع الامواج التي وصلت في بعض الاحيان الى الشارع المحاذي للميناء، حيث لازم صيادو الاسماك باحة الميناء، وتعذر عليهم الابحار.

أما شمالا وتحديدا في البترون تسببت العاصفة بأضرار في الشبكتين الكهربائية والهاتفية، حيث غرق عدد من القرى في الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي. كما شهد الشاطىء البتروني ومرفأ الصيادين ارتفاعا في مستوى الامواج.

في الإطار عينه أفادت "الوطنية للإعلام" أن "اشتداد الرياح وارتفاع الموج، أدى إلى دخول المياه إلى عدد من المنازل الواقعة على شاطئ البحر في كفرعبيدا ومناطق مجاورة".

كما أفيد عن ظهور "تنين البحر" أكثر من مرة، على شاطئ البترون وكفرعبيدا متسببا بأضرار في عدد من المنازل وإصابات طفيفة جراء تحطم الزجاج وتطاير عدد من الشبابيك.

صعودا نحو طرابلس وتحديدا في جبل البداوي اقتلعت الرياح عددا من الأشجار وسقطت العشرات من اللافتات المعلقة على المحال التجارية وتكسرت واجهات بعض المحال، واقتصرت الأضرار على الماديات.

الرياح العاتية ضربت أيضا محافظة عكار، حيث بلغت سرعتها في المناطق الساحلية والوسطية لاسيما في منطقة الدريب اكثر من 80 كيلومترا في الساعة، وقد تسببت بالحاق اضرار كبيرة ببساتين الحمضيات وبكل الاشجار المثمرة التي تكسرت اغصانها وتساقطت ثمار الحمضيات ارضا.

وأفادت الوكالة "الوطنية للإعلام" أن الرياح "مزقت اغطية النايلون في البيوت الزراعية المحمية في مناطق ببنين والمحمرة ووادي الجاموس وقبة شمرا وغيرها من البلدات السهلية".

ويجهد المزارعون لاعادة مد اغطية جديدة قبل تساقط الامطار التي من شانها مفاقمة خسائرهم واتلاف محاصيلهم الزراعية.

هذا، وقد تحوط صيادو السمك واصحاب مراكب الصيد من الانواء البحرية ولجاوا الى ارساء مراكبهم في حرم مرفا صيد الاسماك في العبدة وبعضهم قصد مرفا طرابلس . وآثروا جميعا عدم الخروج الى عرض البحر.

وأفيد أيضا عن انهيار حائط دعم لمبنى في بلدة حرار.كما أدت الرياح الى تمزيق عدد من البيوت البلاستيكية في سهل عكار، مما أدى الى أضرار كبيرة خصوصا في مواسم الفريز.

الى ذلك، شهدت محطات الوقود حركة لافتة لشراء مادة المازوت، فيما حصلت أعطال عديدة بالتيار الكهربائي في بعض البلدات.

وشهدت منطقة الضنية تساقطا كثيفا للثلوج في المناطق التي ترتفع 1000 متر عن سطح البحر، وما فوق، يرافقها جو عاصف وسرعة رياح شديدة.

وتسببت العاصفة بانقطاع التيار الكهربائي في غالبية بلدات وقرى المنطقة، فضلا عن اقتلاع وتكسر عدد من الأشجار الحرجية الكبيرة، ومنها شجرة سرو، اقتلعتها الريح عند مدخل بلدة بخعون.

وتسببت العاصفة بانقطاع التيار الكهربائي في غالبية بلدات وقرى المنطقة، فضلا عن اقتلاع وتكسر عدد من الأشجار الحرجية الكبيرة، ومنها شجرة سرو، اقتلعتها الريح عند مدخل بلدة بخعون.

في الجبال، تساقط الثلج بغزارة في كفرذبيان - كسروان ووصل بعد الظهر إلى 60 سنتمترا. وغطى الثلج أيضا عيون السيمان.

في حين لوحظ بدء تساقط الثلوج على طريق ضهر البيدر وباتت الطرقات سالكة فقط للسيارات الرباعية الدفع المجهزة بالسلاسل المعدنية.

وأعلنت شعبة العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي، أن الطرقات المؤدية الى مراكز التزلج في كفردبيان سالكة لسيارات الدفع الرباعي والمجهزة بسلاسل معدنية بسبب كثافة الثلوج على الطرقات.

كما أفادت أن جميع الطرقات في منطقة بشري سالكة، باستثناء طريق عيناتا - الارز مقطوعة بسبب تراكم الثلوج.

وبحسب مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني ستلامس الثلوج ليلا الـ600 متر "وما دون في المناطق الشمالية".