معارضون سوريون يجتمعون في موسكو قبل مفاوضات مع وفد النظام

Read this story in English W460

بدا ممثلون عن المعارضة السورية اجتماعا الاثنين في موسكو قبل ان ينضم اليهم موفدون من النظام الاربعاء على امل استئناف الحوار بعد اربع سنوات تقريبا من النزاع في هذا البلد.

وتاتي المحادثات في حين ادى بروز تنظيم الدولة الاسلامية الى تغيير المعادلة في سوريا ودفع الغربيين وفي مقدمتهم واشنطن الى التفكير في تغيير الاستراتيجية والتساؤل عما اذا كان التنظيم الجهادي الذي يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق بات يشكل تهديدا اكبر من نظام بشار الاسد.

ويجتمع ممثلون عن المعارضة التي لا يرفضها النظام وخصوصا من هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي يومي الاثنين والثلاثاء لاجراء محادثات مغلقة في احد مقار وزارة الخارجية الروسية.

واعلن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ان المحادثات الاولى بدات عند الساعة 11,00 (08,00 تغ)، حسبما نقلت عنه وكالة "ريا نوفوستي".

وقال بوغدانوف ان "قرابة 25 شخصا من المعارضة هنا وسيكونون في النهاية 30 شخصا".

الا ان الائتلاف الوطني المعارض في المنفى ليس حاضرا اذ اعتبر ان المحادثات يجب ان تتم تحت اشراف الامم المتحدة وفي بلد "محايد" وليس موسكو الحليف القوي لدمشق.

الا ان خمسة من اعضاء الائتلاف سيشاركون بصفة فردية بينهم احمد الجربا الرئيس السابق للائتلاف والمقرب من السعودية. 

ومن المفترض ان ينضم وفد للنظام برئاسة السفير السوري الى الامم المتحدة بشار الجعفري الى المحادثات الاربعاء، بحسب صحيفة الوطن.

ويرافق الجعفري ست شخصيات بينهم احمد عرنوس احد مستشاري وزير الخارجية وليد المعلم، بحسب الصحيفة القريبة من النظام.

ولن تستمر المحادثات بين ممثلي المعارضة والنظام سوى يوم او يومين اذ ان المحادثات مقررة حتى 29 كانون الثاني.

واشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى عدم وجود جدول اعمال كما انه ليس من المنتظر توقيع وثيقة او اتفاق.

ويرفض لافروف فكرة اجراء "مفاوضات" وفضل الحديث عن "محادثات قبل المفاوضات" من اجل اقامة "اتصالات شخصية" بين معارضين وممثلين عن النظام.

الا ان غياب قسم من المعارضة يقلل من اهمية المحادثات الى حد كبير.

وفي مقابلة مع مجلة "فورين افيرز" الاميركية نشرت الاثنين، اعرب الرئيس السوري بشار الاسد عن دعمه للقاءات رغم تشكيكه في شرعية بعض المشاركين.

وصرح الاسد "ما يجري في موسكو ليس مفاوضات حول الحل، انها مجرد تحضيرات لعقد مؤتمر (...) اي كيفية التحضير للمحادثات". 

لكن الاسد تساءل "مع من نتفاوض؟ (...) لدينا مؤسسات وجيش ونفوذ (...) والاشخاص الذين سنتفاوض معهم يمثلون اية جهة؟".

وكان مصدر في الحكومة السورية اعلن لوكالة فرانس برس الاسبوع الماضي ان دمشق تامل في ان يتفق المشاركون على خارطة طريق تتضمن "مكافحة الارهاب" و"المصالحة على المستوى المحلي" ومباحثات من اجل تشكل "حكومة وحدة وطنية".

من جهتها، تريد المعارضة في الداخل وفي الخارج التباحث في تشكيل حكومة انتقالية لوضع حد للنزاع الذي اوقع اكثر من مئتي الف قتيل.

وتاتي مبادرة موسكو الحليف التقليدي لدمشق بعد مؤتمر جنيف الاول لمحادثات السلام في حزيران 2012 والثاني في شباط 2014 تحت اشراف الامم المتحدة والقوى العظمى.

وتواصل موسكو من خلال استضافة معارضين وممثلين للنظام السوري هدفها الذي يكمن في اضفاء الشرعية على نظام الاسد، بحسب محللين اتصلت بهم وكالة فرانس برس.

من جهتها، اعلنت واشنطن دعمها "لاي جهود" من اجل التوصل الى "حل دائم للنزاع".

وقبل المحادثات في موسكو دعا العديد من المعارضين السوريين في الداخل وفي الخارج الى انعقاد مؤتمر واسع للمعارضة في القاهرة هذا الربيع من اجل التوصل الى حل سياسي يضع حدا للنزاع المسلح في البلاد.

ومن الامور النادرة التي شهدها الاجتماع في القاهرة وجود ممثلين عن "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي" اهم كتلة للمعارضة السورية في الداخل التي يغض النظام الطرف عن نشاطها ، واعضاء في الائتلاف الوطني للمعارضة في المنفى فضلا عن مستقلين.

ووضع المشاركون في الاجتماع وثيقة من عشر نقاط تنص على حل سياسي للحرب في سوريا "يضمن التغيير الديمقراطي الجذري الشامل ويجرم العنف والطائفية".

التعليقات 0