خلاف بين بوصعب وحرب يطيّر جلسة الحكومة.. وسلام: غياب الرئيس أمر سلبي

أدى خلاف بين وزير التربية الياس بو صعب ووزير الإتصالات بطرس حرب حول آلية عمل الحكومة إلى تطيير جلسة عقدت الخميس، في حين ذكّر رئيس الحكومة تمام سلام بضرورة انتخاب رئيس لحل هذه الأزمة الدائمة في الجلسات.

وفي التفاصيل، شرح بو صعب لإذاعة "صوت لبنان 93.3" بعد ظهر الخميس "ذكّرت الوزير بطرس حرب بأنّه كان في الماضي يعرقل امضاء المراسيم وهو لم يوقّع المراسيم المتعلّقة بوزارات التربية الطاقة والمياه الخارجية ووزارة الثقافة لأنّها وزارات تكتّل "التغيير والاصلاح"".

ورأى أن هذا الأمر "يتكرّر واليوم هناك مرسوم لوزارة التربية مجمّد منذ شهرين".

إلا أن الخلاف الأساسي كشف عنه بو صعب لقناة "الجديد" قائلا "هدفنا تأمين الأموال للبلديات ونأمل من الوزير بطرس حرب عدم توقيف المراسيم".

وما زال هذا الموضوع خلافيا بين وزراء تكتل "التغيير والإصلاح" ووزير الإتصالات. ويقول التكتل أن عائدات الخليوي تذهب إلى شركات النظافة وبينها "سوكلين"، مطالبا بإحالتها إلى البلديات فقط "وفق ما ينص عليه القانون".

لكن حرب قال الخميس عبر حسابه على موقع "تويتر" أن "الجهة السياسية التي تثير الضجّة الإعلاميّة وتعترض على تحويل عائدات الخليوي هي ذاتها التي لم تدفع للبلديات حقوقها من عائدات الخليوي"، في إشارة إلى وزير الإتصالات الأسبق جبران باسيل.

وأضاف "اكد ديوان المحاسبة على أنه لا يجوز لوزارة الاتصالات دفع حصص البلديّات من الهاتف الخليوي مباشرة للبلديّات".

وإذ قال "لا شيء يمنع من تقديم إقتراح قانون بتعديل المادة 55 من قانون الضريبة على القيمة المضافة"، ختم قائلا "علينا عدم عرقلة الناس واعادة النظر بآلية عمل مجلس الوزراء وأرفض اعتماد آلية تصبح هي القاعدة وكأن البلد بخير بدون رئيس".

وبالفعل فقد أرجأت الجلسة بسبب هذا الخلاف كما أقر وزير الإعلام رمزي جريج.

وقال جريج بعد انتهائها "نقاش بين الوزير بو صعب والوزير حرب ادى الى إرجاء الجلسة ولا تنتظروا منا إعطاء كامل التفاصيل".

ونقل عن سلام أنه "يجري بعض المشاورات من أجل البحث بتعديل الالية في مجلس الوزراء وهذا الامر يحتاج الى توافق".

إلى ذلك ذكّر سلام أن التأخر في اجراء الانتخابات الرئاسية "ينعكس سلباً على مؤسسات الدولة واعمالها".

وأمل سلام في ان يكون تنفيذ الخطة الامنية في البقاع التي انطلقت صباح الخميس، "حاسماً وحازماً".

واستذكر في الجلسة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في الذكرى العاشرة لاغتياله آملاً في الوصول الى الحقيقة. من جهة أخرى، طالب سلام الوزراء المعنية بإجراء مسح لأضرار العاصفة "يوهان" التي تضرب لبنان، ومعالجة الاضرار الناجمة عنها.

يُذكر ان سلام وفي تصريح الى صحيفة "النهار"، الخميس، كشف سلام انه "ليس في وارد طرح موضوع آلية عمل مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال وانه لم ينجز اتصالاته بعد في هذا الشأن".

وأضاف انه "لا يزال يتواصل مع القوى السياسية المكونة للحكومة من اجل التوصل الى توافق على آلية جديدة تساهم في تفعيل عمل الحكومة وتجنب الفيتو الوزاري الذي ادى الى تعطيل صدور بعض القرارات".

الى ذلك، كشف سلام عبر "النهار" انه "لم يلق أي معارضة بعد للافكار التي يجري البحث فيها، ولكن هذه الافكار لم تتبلور بعد لتشكل صيغة متكاملة ناجزة لطرحها على مجلس الوزراء".

من هنا، أفادت صحيفة "الجمهورية" ان الاقتراح الذي يتشاور فيه سلام مع مختلف القوى السياسية "ينصّ على إقرار البنود من خلال التصويت بأكثرية الثلثين زائداً واحداً".

وأضافت ان رئيس الحكومة "أجرى اتصالاته مع مختلف القيادات الممثلة داخل الحكومة لعرض هذا الاقتراح، ولم يتلقّ بعد أجوبة".

يُذكر ان رئيس مجلس النواب نبيه بري كان قد كشف امام زواره، الاربعاء انه سيلتقي في وقت قريب سلام من أجل البحث في آلية عمل الحكومة.

يُشار الى ان لبنان يعيش فراغاً رئاسياً منذ أيار الفائت، بسبب رفض الرئيس السابق ميشال سليمان تمديد ولايته وفشل النواب في التوافق على اسم رئيس. ووفق الدستور فإن الحكومة تتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية. ويتّبع رئيس الحكومة تمام سلام مبدأ توقيع "كل الوزراء" على الملفات.

م.س/ج.ش