الهجوم على حافلة في باكستان دليل على تزايد نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية

Read this story in English W460

يرى المحققون في اول هجوم تبناه تنظيم الدولة الاسلامية في باكستان ان مجموعة محلية تسعى الى تعزيز علاقاتها في الشرق الاوسط هي من يقف وراءه.

وكان مسلحون هاجموا الشهر الماضي حافلة في كراتشي  مما ادى الى سقوط 45 قتيلا من الشيعة، في احد اكثر الهجمات دموية في البلاد هذا العام.

وسارع تنظيم الدولة الاسلامية الى تبني الهجوم ليكون بذلك اول عملية في باكستان يقف وراءها هذا التنظيم الجهادي الذي يسيطر على مساحات شاسعة من اراضي العراق وسوريا.

الا ان اسلام اباد نفت رسميا ان يكون التنظيم ناشطا على اراضيها التي تشهد اعمال عنف مرتبطة بتنظيم القاعدة وحركة طالبان منذ اكثر من عقد.

لكن المحققين يعتقدون ان الهجوم من تنفيذ جماعة عسكر جنقوي السنية التي تسعى على ما يبدو الى توسيع نطاق نفوذها للحصول على دعم مالي من تنظيم الدولة الاسلامية.

وهذه الجماعة المتطرفة مسؤولة عن عدد كبير من الاعتداءات على الطائفة الشيعية التي تشكل 20% من السكان في مختلف انحاء البلاد.

واعلن مسؤول امني يشارك في التحقيق رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "نحن نحقق في امكان وقوف جماعة عسكر جنقوي وراء الهجوم واحد المشتبه بهم الموقوفين مرتبط بها".

وتابع المسؤول ان "الجماعة تريد لفت انتباه تنظيم الدولة الاسلامية لغايات التمويل والهجوم على الشيعة يشكل الاسلوب الافضل لانه اثار اهتماما عالميا".

ويقول مسؤولون كبار في الاستخبارات ومصادر ضمن ناشطين ان قياديين من الجماعة حاربوا في سوريا وعادوا بعد ان تاثروا باسلوب الجهاديين الوحشين وبقدراتهم الدعائية.

ويعمل هؤلاء المقاتلون العائدون على تدريب جيل جديد من الجهاديين المتحدرين من الطبقة الوسطى والذين حصلوا تعليما عاليا وانتقلوا طوعا الى التطرف على امل نشر نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية في باكستان.

وقال مسؤول في الاستخبارات يتابع جماعة عسكر جنقوي منذ سنوات ان الجماعة المتمركزة في ولاية بنجاب (جنوب) الاكثر ثراء واكتظاظا في البلاد ارسلت مئات المقاتلين الى سوريا.

وتابع المسؤول لوكالة فرانس برس ان "غالبية الناشطين الذين يتوجهون الى سوريا والعراق يتحدرون من الطبقة الوسطى وحازوا تعليما على مستوى عال".

وفي العقد الماضي، ركزت المجموعات المسلحة المنضوية تحت لواء حركة طالبان باكستان على شن حملة في الداخل تستهدف الحكومة والقوات المسلحة بشكل خاص.

الا ان ناشطا سابقا في جماعة عسكر جنقوي كان  يعمل على اعداد مواد دعائية الكترونية لمجموعات ارهابية قال ان الناشطين الشباب في باكستان يركزون الان على تنظيم الدولة الاسلامية والشرق الاوسط.

واضاف "العديد من الجهاديين وخصوصا من البنجاب توجهوا للقتال في سوريا وقتل قسم منهم هناك. وخلافا للسابق، فان الاخبار من سوريا والعراق واليمن هي الاكثر تداولا على منتديات الجهاديين في باكستان".

واعتبر المحلل الامني امير رانا ان جماعة عسكر جنقوي لديها مقاتلين في العراق منذ العام 2013 حتى انها اقامت معسكرات تدريب هناك.

واضاف لفرانس بلرس ان "العلاقة الايديولوجية والعملانية بين جماعات مسلحة باكستانية وتنظيم الدولة الاسلامية ليست حديثة، فالمقاتلون الباكستانيون جزء من التنظيم منذ تاسيسه".

وتابع ان "التهديد الفعلي على باكستان يتمثل في عودة مقاتلي جماعة عسكر جنقوي بعد مشاركتهم في القتال في سوريا والعراق".

وتقف الجماعة التي تاسست في 1996 وراء اكثر الهجمات دموية ضد الشيعة في تاريخ البلاد، من بينها تفجيران كبيران في كويتا (جنوب غرب) في 2013 اسفرا معا عن مقتل مئتي شخص تقريبا.

وتابع المسؤول الامني ان الجماعة تسعى الان الى توسيع نطاق عملياتها موضحا انها "تنتقل من منظمة تحارب الشيعة الى منظمة لديها مصالح عابرة للحدود".

وتتهم السلطات الجماعة بتنفيذ هجمات في افغانستان وبانها بدات باستهداف مسيحيين وهندوس واقليات اخرى من المسلمين.

واضاف المسؤول الامني "هناك ادلة على ان الجماعة في العامين الماضيين متورطة في هجمات ضد اقليات في المدن حيث اقامت لنفسها قواعد قوية خصوصا في كراتشي".

وتابع ان "الجماعة لم تعلن مسؤوليتها عن اي من تلك الحوادث اذ عادة ما تتبناها تنظيمات لا تتمتع بهيكلية فعلية".

ومضى يقول ان الجماعة حافظت على بنية خليوية بحيث لا يكون افراد وحدة معينة على علم بوجود اخرين، كما انها اجتذبت احيانا ناشطين من جماعات اخرى لتنفيذ مهمات محددة.

وفي 20 ايار/مايو، اعلن رئيس حكومة ولاية السند قائم علي شاه اولى عمليات التوقيف المرتبطة بالهجوم على الحافلة في كراتشي.

وقال ان اربعة مشتبه بهم ذوي "تحصيل علمي عال" اعترفوا بتورطهم ومن بينهم احد خريجي معهد ادارة الاعمال المعروف في كراتشي.

واثار توقيف المشتبه بهم الذين تعتقد الشرطة انهم قاموا بتنسيق تحركات المسلحين على الارض مفاجاة في باكستان حيث غالبا ما يكون الفقراء هم من ينتقلون الى التطرف.

الا ان عمليات التوقيف لم تشكل مفاجاة للسلطات التي تحقق في القضية. فقد اعلن مسؤول الاستخبارات الذي يشرف على التحقيق في كراتشي ان وفرة المنشورات الجهادية على الانترنت تجتذب اشخاصا من الطبقة الوسطى ذوي تحصيل علمي على مستوى عال.

واشار مسؤول كبير اخر في الاستخبارات الى ان الاشخاص الذين حصلوا تعليما عاليا يتم تجنيدهم باعداد متزايدة منذ بدء النزاع في سوريا.

وتابع هذا المسؤول ان "هؤلاء +الجهاديين المثقفين+ مندمجون في المجتمع ويعيشون حياة عادية ويمارسون ايديولوجيتهم على الانترنت حيث من الصعب مراقبتهم".

التعليقات 0