تركيا تعد بتعزيز أمنها بعد الهجوم الانتحاري في سوروتش

Read this story in English W460

وعدت الحكومة التركية الاسلامية المحافظة بتعزيز الاجراءات الامنية غداة هجوم انتحاري نسب الى تنظيم الدولة الاسلامية وضرب مدينة سوروتش (جنوب) بالقرب من الحدود السورية، مما اودى بحياة 32 شخصا على الاقل.

واعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اغولو الثلاثاء ان الشرطة التركية تعرفت على هوية مشتبه به مرتبط بالهجوم الانتحاري الذي قال ان حصيلة ضحاياه ارتفعت الى 32 قتيلا.

وقال في مؤتمر صحافي في شانلي اورفة "تم تحديد هوية مشتبه به ويتم التحقق من صلاته المحتملة مع الخارج او داخل تركيا. الاحتمال الاكبر هو ان يكون الامر هجوم انتحاري على علاقة بداعش".

وبعدما بقيت طويلا في منأى عن الحرب الدائرة على ابوابها منذ اربع سنوات، طال النزاع تركيا الاثنين في عملية كبيرة.

وكان المركز الثقافي في سوروتش ظهر الاثنين هدفا لهجوم موجه ضد شبان مقربين من القضية الكردية يرغبون في المشاركة في اعادة اعمار مدينة عين العرب او كوباني الكردية الواقعة على الجانب الآخر من الحدود ودمرتها معارك انتهت في كانون الثاني بانتصار اكراد سوريا على تنظيم الدولة الاسلامية.

ونشرت الصحف التركية اليوم الثلاثاء على صفحاتها الاولى صور جثث الضحايا تغطيها الدماء والاشلاء وقد غطي بعضها بالكاد باوراق صحف.

وكان داود اوغلو حمل منذ مساء الاثنين التنظيم الجهادي مسؤولية الهجوم ووعد بتعزيز الاجراءات الامنية. ووعد داود اوغلو الذي يبدأ الثلاثاء جولة في المنطقة، امام الصحافيين "بمواصلة تعزيز الامن على حدودنا".

واعلن اليوم عن  جلسة استثنائية للحكومة "للتباحث في اي اجراءات امنية جديدة محتملة" بعد الهجوم. وقال "سنتباحث في خطة عمل تشمل اجراءات امنية جديدة على حدودنا"، مؤكدا انه "سنبذل كل الجهود ضد المسؤولين (عن الهجوم) ايا كانت هوياتهم".

وشدد على ان "التحقيق سينتهي باسرع وقت ممكن".

ولم تتبن اي جهة حتى الآن اعتداء سوروتش. وفي حال تأكدت فرضية تورط الجهاديين، فانه سيكون اول هجوم يقع على الارض التركية منذ ظهور التنظيم المتطرف الذي يسيطر منذ عام على مساحات واسعة من الاراضي السورية والتركية وخصوصا بالقرب من تركيا.

ويتهم حلفاء تركيا منذ اشهر انقرة بانها لا تبذل جهودا كافية لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية وحتى بدعمه سرا مع ان السلطات التركية تنفي ذلك باستمرار.

وقال رئيس الحكومة التركية ان "تركيا اتخذت دائما اجراءات ضد داعش والمنظمات المماثلة".

وفي الاسابيع الاخيرة، شنت الشرطة التركية سلسلة عمليات استهدفت بشكل واضح للمرة الاولى شبكات تجنيد تعمل على اراضيها وتسمح بمرور اعداد من المجندين وخصوصا الاجانب، الى "الجبهة" السورية.

وكتبت صحيفة صباح الموالية للحكومة في افتتاحيتها ان "هذا الهجوم الارهابي (...) هو عمل انتقامي ضد التزام تركيا مكافحة الارهاب، غذته الفوضى التي تسود المنطقة".

في المقابل شككت اصوات بسياسة انقرة "المتساهلة" مع المنظمات المتطرفة التي تقاتل النظام السوري واتهمت الحكومة بانها لم تقدر خطر التهديد الجهادي.

وقالت فيجين يوكسيكداغ التي تشارك في رئاسة اكبر حزب كردي في تركيا "لا يمكن لاي قوة التحرك في تركيا بدون ان تكون الاجهزة السرية او وحدات الاستخبارات على علم بذلك".

وكشفت صحيفة حرييت الثلاثاء ان اجهزة الامن حذرت الحكومة مؤخرا من خطر حدوث هجوم ارهابي على الاراضي التركية.

ويرى نهاد علي اوزكان من مركز الدراسات تيباف في انقرة، في اعتداء سوروتش "انتقالا الى الاراضي التركية" للحرب التي يخوضها الاكراد والجهاديون. وقال لفرانس برس ان "هذا الهجوم يمكن ان يؤدي الى اندلاع النزاعات العقائدية والاتنية والسياسية في تركيا".

ومع انها في التحالف ضد الجهاديين، رفضت تركيا حتى الآن التدخل عسكريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وقد ادى رفضها الى تظاهرات مؤيدة للاكراد في جنوب شرق البلاد.

وعبرت انقرة مرات عدة عن تخوفها من ان تظهر في سوريا منطقة مستقلة يسيطر عليها مقاتلون اكراد قريبون من حزب العمال الكردستاني الذي يخوض حركة تمرد في تركيا منذ 1984.

وغداة الهجوم، اقيمت صلاة اليوم الثلاثاء في جامع غازي عنتاب (جنوب) غير البعيدة عن سوروتش على ارواح 25 من ال31 قتيلا.

من جهته، قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان  كورتولموش ان 32 من الجرحى الذين بلغ عددهم نحو مئة ما زالوا في المستشفيات في المنطقة. واضاف ان "بعضهم اصاباتهم خطيرة".

من جهته، قال داود اوغلو ان 29 من الجرحى ما زالوا في المستشفيات.

 

 

 

 

 

 

   

التعليقات 0