جعجع يعلن أسباب عدم مشاركته في حوار 9 أيلول: سنكون رأس حربة ضد حكومات تقاسم المغانم

أعلن رئيس حزب "القوات" اللبنانية سمير جعجع عدم مشاركته في الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري في التاسع من أيلول، واصفا اياه بـ"المضيعة للوقت"، ومعتبرا انه يصرف الانظار عن خطوة رئيسية تتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية.

ولم تخل كلمة جعجع التي ألقاها في مناسبة قداس "شهداء المقاومة اللبنانية" من معراب من التشديد على أن حزبه سيكون "رأس حربة" في معارضة حكومات تتقاسم الفساد بمعزل عن فرقي 8 و 4 آذار.

وقال جعجع في المناسبة السبت "من سنة 2006 الى هذه اللحظة هناك أكتر من 50 جلسة، غير جلسات الحوار الثنائية بين كافة الأطراف، أي مئات ومئات الساعات من جلسات الحوار"، سائلا "ماذا كانت نتيجتها"؟

واوضح "كل جلسات الحوار اللي صارت لم تجنبنا أزمة الزبالة، ولم تسمح لحكومة انتقالية أن تتصرف بالحد الأدنى الأدنى كحكومة إنتقالية، ولم تجعلنا نحترم بالحد الأدنى المواعيد الدستورية وننتخب رئيس جمهورية".

وأضاف "كل جلسات الحوار بم تجعلنا نقدر نقنع البعض باحترام حدود لبنان الدولية وعدم القتال بسوريا (...) ولم تسحب قطعة سلاح وحدة لا من داخل المخيمات ولا من خارجا، ولم توصلنا الى قانون انتخابات جديد ولا لانتخابات نيابية، ودفعتنا غصب عنّا للقبول بالتمديد للمجلس النيابي خوفاً من الفراغ الدستوري الكامل".

وسأل كم من حوار حصل بإطار الحكومة الحالية، للإتفاق على صيغة للعمل الحكومي، ومن أشهر وأشهر ولم نتوصل الى نتيجة".

عليه، راى جعجع ان "كل شي على الإطلاق يدل أن الحوار الحالي سيكون كما غيره وبالتالي مضيعة للوقت"، قائلا "ميشان هيك ما رح نروح عا هالحوار".

وأردف "مرتا مرتا تهتمّينَ بحِوارات كثيرة والمَطلوب واحد في الوقتِ الحاضِر النزول الى المجلس النيابي وإِنتِخابُ رئيسٍ للجمهورية".

وإذ ذكر ان "مواقف الأطراف كلها معروفة ومعلنة وواضحة من إنتخابات رئاسة الجمهورية"، لفت جعجع الى أن "الذهاب الى الحوار سيحرف الأنظار والإهتمام عن الخطوة الأساسية المفصلية الوحيدة اللي ممكن تشكل باب فرج وخلاص بالوقت الحاضر ويللي هيي إنتخاب رئيس".

وجدد القول "الحوار المدعو الو رح يكون حوار مضيعة للوقت وصرف للأنظار عن مشاكلنا الحقيقية، من مشكلة النفايات لمشكلة إنتخابات رئاسة الجمهورية وما بينهما".

واستطرد "بالمناسبة، كم شخص من الذين سيتواجدون على طاولة الحوار يتحملون مسؤولية أزمة النفايات وما وصلنا اليه؟".

وتوقف رئيس "القوات" في مستهل كلمته عند الحراك الشعبي الذي شهده لبنان في الايام القليلة الماضية، متوقفا عند بعض الشعارات التيرفعت والتي تنادي بـ"إسقاط النظام" ، سائلا في هذا الاطار "هل الفساد اين نظام معين؟".

وقال "البعض الآخر طرح نظرية أن كل هذه الطبقة السياسية فاسدة وبحاجة الى تغيير، في وقت ان قسم من هذه الطبقة السياسية فاسد عالأكيد، لكن هناك قسم آخر غير فاسد اطلاقا".

وهنا أكد لفت جعجع الانتباه الى أن "القوات" "لم تشارك عمليا في أي حكومة من نهاية الحرب، إلا استثناءً وبشكل بعيد جداً لضرورات سيادية جمهورية لا أكثر".

وأعطى جعجع دليلا على ذلك من خلال تذكيره لرفض حزبه "المشاركة عن سابق تصوّر وتصميم ، وبكل وعي وإدراك، في الحكومة الحالية"، معتبرا أن "الطريقة اللي تشكلت فيها الحكومات ما بتسوا لا سيادياً، ولا جمهورياً، ولا أخلاقيا".

في هذا الاطار شرح جعجع أن سبب الفساد المستشري هو في فساد بعض السياسيين، وفي طريقة تشكيل الحكومات".

وقال "الحكومة مفترض ان تكون سلطة تنفيذية تتحرك بدينامية وسرعة وفعالية كي تحل مشاكل الناس بينما حكومات الوفاق الوطني هي "نكاية" ولا يتفقون إلا على طريقة توزيع الحقايب ، يعني توزيع الحصص".

وأضاف حين يتفق ناس من 8 وناس من 14 على تقاسم المغانم والمنافع، بمعزل عن الطروحات السياسية المتناقضة لـ8 و 14 يتواجد الفساد".

وأكد بلغة شديدة اللهجة "لن نقبل بهذا الواقع ،ورح إعلنا من هلّق ثورة جمهورية كاملة عا كل شيء إسمه فساد بمعزل عن 8 و 14".

واكد لن نقبل أن تنقضي الأمور معنا بعدم المشاركة بأي حكومة تتشكل متل العادة، على أسس غير واضحة وبتقاسم مغانم. سنكون راس حربة في معارضة هكذا حكومات".

في هذا السياق، جزم جعجع ان "الخطوة الأولى والوحيدة التي يمكنها ان تنقذنا من الوضع الحالي هي انتخاب رئيس جديد للجمهورية".

وشرح "نشكل حكومة جديدة على قدر طموحاتنا فور انتخاب رئيس، ثم تجري الحكومة الجديدة إنتخابات نيابية على أساس قانون جديد للإنتخابات".

م.ن.