انتخابات جبل لبنان: تحالفات متناقضة والمعركة الأقوى في جونية واتهامات بشراء أصوات

انطلقت اليوم الاحد الجولة الثانية من الإنتخابات البلدية والإختيارية في أقضية جبل لبنان الستة: الشوف – عاليه – بعبدا – المتن الشمالي – كسروان وجبيل، حيث فتحت صناديق الاقتراع عند السابعة صباحا امام الناخبين، في استحقاق يجري على عدة مراحل لم تشهده البلاد منذ ست سنوات.

وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها وسط اجراءات امنية امام الناخبين في جبل لبنان والذين بلغ عددهم، بحسب الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية، "834768 ناخبا".

ووصلت نسبة الإقتراع في محافظة جبل لبنان إلى 47.4 في المئة حتى الساعة الخامسة من بعد الظهر، وتوزعت على الشكل التالي: جبيل : 55 %، المتن: 43.8 %،الشوف: 46 %، كسروان : 55.14 %، عاليه: 45 % وبعبدا: 39,5 %

وتحتدم المعركة الانتخابية في كل من جونيه ودير القمر. ففي جونيه يتنافس حزب "القوات اللبنانية" والتيار"الوطني الحر" على خلاف انتخابات زحلة حيث تحالف الفريقين مع بعضهما البعض.

وتتنافس في جونية لائحة برئاسة جوان حبيش ومدعومة من التيار الوطني الحر"، في وجه لائحة يترأسها فؤاد البواري، ويتحالف فيها آل فرام والنائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن والقوات اللبنانية.

وتم ضبط رشاوى في جونيه. إذ عرضت قناة "الجديد" فيديو يظهر عضو في المكنة الانتخابية للائحة المدعومة من"الوطني الحر" و"الكتائب" وهو يدفع مبلغ 600 دولار لمراسلة في القناة أقنعته بان بإمكانها تأمين ثلاثة أصوات للائحة.

هذا وكشف وزير الداخلية نهاد المشنوق انه تم توقيف 4 أشخاص في بلدتي يحشوش ورعشين في قضاء كسروان – الفتوح بتهمة الرشوة وفتح القضاء المختص تحقيقا معهم.

وخلال زيارته سرايا جونية، أعلن المشنوق أنه أخرج المرشح عن لائحة "كرامة جونية" جوان حبيش من الاجتماع الأمني في السرايا "لأنه مرشح وليس من الطبيعي أن يحضر الاجتماع".

وأعلنت القوى الامنية انها سجّلت 15 حادثة أمنية اليوم، مرتبطة بالانتخابات البلدية.ففي عاليه والضاحية رصدت قوى الامن حالتي إطلاق نار.

ووقع اشكالان في الناعمة وحارة الناعمة أديا الى اقفال قلمي اقتراع لبعض الوقت قبل أن تعود الامور الى طبيعتها.

وفي جبيل، حصل تلاسنا بين أنصار لائحة "جبيل أحلى" والوزير السابق شربل نحاس أمام مركز ثانوية جبيل.

كما وقع اشكال في مركز اقتراع في أفقا بجرد قضاء جبيل. وسجل إشكال آخر أمام قلم الاقتراع في اللقلوق بين أنصار اللائحتين المتنافستين.

هذا ووقع اشكال مسلح بين لائحتي "حزب الله" و"حركة أمل" في مشان في قضاء جبيل وتتطور الى اطلاق نار ما أدى الى إصابة إمرأة من آل شمص بجروح خطيرة

وفي ترتج- قضاء جبيل، توقفت عملية الاقتراع لنحو ساعة بسبب اشكال. وأوضح وزير الداخلية ان غرفة العمليات المركزية كفت يد رئيس القلم في ترتج بعد العثور على 3 لوائح انتخابية في جيبه وتم استبداله بآخر.

وكما في الجولة الأولى فإن الإنتخابات البلدية والإختيارية في قرى وبلدات ومدن جبل لبنان تتسم بتناقضات في التحالفات بحيث تتفق أحزاب وقوى سياسية في عدد من القرى والبلدات الى حدود تزكية بعض اللوائح من دون الحاجة الى فتح صناديق الاقتراع، في حين تترجم اتفاقاتها في قرى وبلدات ومدن أخرى من خلال تحالفات على لائحة واحدة، لتتنافس في مناطق أخرى من خلال معارك انتخابية شرسة يخوضها المتحالفون أنفسهم في مناطق أخرى.

وبطبيعة الحال فإن الجولة الثانية تتأثر بنتائج الجولة الأولى التي شهدتها بيروت وذيولها السياسية لا سيما على العلاقات بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي والقوى السياسية والحزبية المسيحية التي ينتظر أن تترجم في قرى وبلدات إقليم الخروب في شكل خاص.

كما تتركز الأنظار في الجولة الثانية على الضاحية الجنوبية لبيروت (الغبيري، برج البراجنة، حارة حريك) لمعرفة ما ستكون عليه نتائج المواجهات بين اللوائح المدعومة من حزب الله وحركة أمل وبين بعض اللوائح الخارجية عن الطاعة السياسية للثنائي الشيعي.

أما على الساحة المسيحية فتعتبر الجولة الثانية اختبارا جديدا للتحالف المستجد بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر في بعض القرى والبلدات والمدن، ومقياسا لحجم كل منهما منفردا في مناطق أخرى.

وتخوض قيادات سياسية محلية الإنتخابات بالتحالف فيما بينها حينا، او مع الأحزاب حينا آخر في محاولة لتوجيه أكثر من رسالة سياسية الى من يعنيه الأمر في شأن الأوزان السياسية المؤثرة في الإنتخابات النيابية.

وتجري الانتخابات البلدية في لبنان كل ست سنوات، ويطغى عليها في المدن الكبيرة نفوذ الاحزاب وزعماء الطوائف. اما في البلدات والقرى الصغيرة، يتداخل هذا النفوذ مع الصراعات العائلية.

وكانت المرحلة الاولى من العملية الانتخابية انطلقت في الثامن من ايار في محافظات البقاع وبعلبك - الهرمل وبيروت، وهي تجري على مراحل في محافظات لبنان الخمس الاخرى حتى 29 ايار.

وهي عملية الاقتراع الاولى التي تجري منذ العام 2010، اذ لم تنظم انتخابات برلمانية منذ العام 2009 وتم التمديد مرتين لمجلس النواب في وقت لم ينتخب البرلمان رئيسا جديدا للجمهورية على الرغم من مرور سنتين على شغور منصبه.