الحريري: سوريا ستتخلص من كابوس الاسد وطرابلس تستعد لتلعب دورها التاريخي

W460

توجه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الى أبناء طرابلس خلال الإفطار الذي دعا اليه في عاصمة الشمال بالقول: أنا لست آت لكي أعاتبكم، أنا آت لكي أحترمكم، وأحترم صوتكم وإرادتكم، وقال: نحن من مدرسة الديمقراطية، وعندما تنتخب طرابلس مجلسها البلدي نحن نتعاون مع هذا المجلس، لمصلحة طرابلس.

وتابع الحريري: أعضاء مجلسكم البلدي الجديد جميعهم إخواني وأصدقائي وأحبابي. ونحن نرى مصلحة طرابلس فوق كل اعتبار، ووفاء طرابلس لتيار المستقبل ولخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري ممنوع أن يكون محل تشكيك أو مراجعة أو إعادة تقييم.

واعتبر الحريري أن طرابلس لا تخرج من جلدها! وطرابلس قدمت لرفيق الحريري، عندما كان ممنوعا على رفيق الحريري أن يقدم أي شيء لطرابلس. ولكل واحد يحاول تسخيف العلاقة بين طرابلس وبيننا لعلاقة منفعية أقول بوضوح: نحن "ما إلنا عليكن، إنتو إلكن علينا!".

وقال الحريري: لكل شخص صوت لهذه اللائحة، أو تلك، لهذا المرشح أو ذاك، وكل شخص جلس في البيت وحجب صوته: جميعكم.... وصلني صوتكم، ووصلتني رسالتكم، وأنا مسؤول عنها. لأن مفهومنا للسياسة، هو خدمة الناس، وتطلعات الناس وطموحات الناس، وقضايا الناس.

وأضاف: نحن لم ندخل إلى السياسة من أجل مناصب، ولا من أجل مكاسب وأموال. نحن اسمنا حريري: مناصبنا الشهادة، وأموالنا نخسرها في السياسة. ونحن لا نرى من السياسة إلا وسيلة لخدمتكم، لخدمة أهلنا، بالكورة وبطرابلس وبكل لبنان. هذا ما يحمـلنا المسؤولية، أنتم الذين تحملوننا المسؤولية، وهذه المسؤولية لا نتهرب منها، لو مهما حدث. نحن مسؤولون عن ناسنا، هذا أساس الحريرية الوطنية.

وغمز الحريري من قناة الوزير أشرف ريفي بقوله: بما أنه في هذه الأيام هناك موضة، كل الناس تشرح لنا ما هي الحريرية الوطنية وما هو فكر رفيق الحريري، وخط رفيق الحريري، ووصلت المواصيل إلى حد دعوة بيت الحريري لكي يعودوا للحريرية، ودعوة سعد ليعود حريريا، ودعوة سعد ليعود لرفيق، دعوني أقول لكم ماذا قال رفيق الحريري هو بنفسه. في نهاية العام 2004، بعد محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، سأل الصحافي غسان شربل الرئيس رفيق الحريري سؤالا واضحا ومباشرا. قال له: ماذا تتوقع في المرحلة المقبلة؟ وسأقول لكم جواب رفيق الحريري: "إنها مرحلة تستلزم من الجميع الحكمة والصبر والتبصر. مرحلة صعبة. دعني أختصر لك موضوع التنازلات في تشبيه لا أعرف إن كان دقيقا. أنت أمام طائرة مدنية مخطوفة، ولا تستطيع تحرير الركاب بالقوة فماذا تفعل؟ جوابي (جواب رفيق الحريري) هو أن الأولوية لسلامة الركاب وإنقاذهم، فمجرد إنقاذ بيروت ولبنان يشكل عقابا للخاطفين". انتهى جواب رفيق الحريري. أليس هذا لسان حالنا ولسان حال بلدنا اليوم؟ نعم. ما زالت الطائرة مخطوفة، وواجباتي، ومسؤولياتي، أن أعمل بروح رفيق الحريري على إنقاذ الركاب وتأمين سلامتهم. ومن الآن أقول لكم: الخاطف لن يتمكن أن يكمل والطائرة، قريبا بإذن الله، ستهبط بالسلامة في مطار رفيق الحريري الدولي وتعطي الأمان والكرامة للركاب ولكل لبنان! والخاطف ... سينال نصيبه! هذه مدرستنا، وهذه مسؤولياتنا.

وتابع الحريري: إذا كان لديك رأي مختلف، بأنه يجب أن نكسر شباك الطائرة، أو نفجر عبوة بقمرة القيادة، أو تريد أن تقتل القائد، أو تريد أن تقفز من الطائرة من علو 30 ألف قدم؟ يا أخي أنت حر برأيك، ولكن أرجوك، "حل عن رفيق الحريري وعن المزايدات والعنتريات على بيت الحريري باسم رفيق الحريري".

وقال: عندما تهمل طرابلس، فنحن مسؤولون. وعندما تظلم طرابلس، فنحن مسؤولون. وعندما تكون طرابلس على حق، فنحن مسؤولون أيضا عن إحقاق هذا الحق. نحن، في خدمة طرابلس، وليس العكس. وعندما نضع أنفسنا في خدمة طرابلس، نقدم أعظم خدمة للاعتدال والإستقرار في كل لبنان.

ورأى الحريري أن هناك محاولة قائمة منذ سنين طويلة، ووصلت إلى درجات مسعورة مؤخرا، لإلصاق صورة التطرف بكل أهل السنة عموما وبطرابلس بشكل خاص. جزء من هذه المحاولة، مع الأسف، هو خرق، داخل البيت الواحد، يحاول إظهار الاعتدال وكأنه ضعف. والحقيقة، أن الاعتدال ليس ضعفا، بل الاعتدال قوة. وقوة حقيقية. الاعتدال الواقف في وجه الإرهاب وفي وجه الفتنة والضلال والهمجية، قوة. الاعتدال الذي أنقذ طرابلس وكل لبنان من المصير الأسود الذي يواجهه إخوتنا في سوريا، قوة... وليس ضعفا. الاعتدال الصامد على مشروع الدولة، المتمسك بمواقفه، حتى عندما يحاور، قوة، وليس ضعفا. عندما أكون معتدلا، أنا واحد من مليار و500 مليون مسلم في العالم، مؤمنين أن دينهم دين اعتدال، هذه قوة، وليست ضعفا.

ولفت الحريري الى أن الاعتدال في لبنان سمح للجيش اللبناني أن يضرب فتنة فتح الإسلام التي أرسلها إلينا المجرم بشار الأسد. الاعتدال في لبنان، هو الذي أعاد المجرم ميشال سماحة إلى السجن، هذا الذي كان قد أرسله معلمه المجرم في سوريا لكي يفجر فتنة مذهبية وطائفية في لبنان والذي أنقذنا منه وسجنه بطل الكورة وبطل كل لبنان اللواء الشهيد وسام الحسن. من يقتل، هو الضعيف ومن يطالب بالعدالة وبالحق، هو القوي، هو المعتدل.

وتابع الحريري: الاعتدال في لبنان هو الذي أتى بالمحكمة الدولية، وقبلها، هو الذي أخرج النظام السوري من لبنان بعدما نزل كل المعتدلين من كل المناطق والطوائف، وأنتم على رأسهم، إلى الساحات في 14 آذار 2005. هذه هي القوة الحقيقية، هذا هو الاعتدال. فلا يأتين أحد لـ"يبيعنا" أن الاعتدال ضعف ولا يحاولن أحد أن يصوركم إنكم أهل تطرف وغوغائية.

وأشار الحريري الى أن طرابلس لم تكن يوما ولن تكون بؤرة للتطرف والإرهاب، لكنكم لن تقبلوا، ونحن لن نقبل أن تكون هذه المدينة الحبيبة مستنقعا إقتصاديا. هذه مدينة تقيم على خط اليأس منذ عقود طويلة. وقد آن الأوان لحشد كل الجهود في سبيل رفع الظلم عنها ووضعها في الموقع المتقدم، على خارطة النهوض الوطني.

وشدد الحريري على أن النهوض بطرابلس أمانة في رقابنا جميعا. وأنا على رأس تيار المستقبل ومع كل الأوفياء من أبناء المدينة وفعالياتها سأكون في مقدمة حملة النهوض بطرابلس وإعادتها منارة مضيئة، بإذن الله على ساحل المتوسط.

إنني أطلق أمامكم عهدا، ولا أتوجه بأي وعود. العهد، في أن نبذل أقصى الجهد، ونوفر كل الإمكانات، من خلال الدولة ومؤسساتها، ومن خلال القطاع الخاص واستثماراته لإطلاق ورشة وطنية في طرابلس تشمل المعرض والمرفأ والأسواق القديمة والشواطئ، والجزر، والدفع في كل اتجاه يضع المدينة على خريطة الإقتصاد الوطني والعربي. شبعت طرابلس وعودا من هنا ومن هناك وهي تطلب منا قرارا يضع مشاريع تطويرها موضع التنفيذ.

وختم الحريري: الحل السياسي في المنطقة آت، وسوريا ستتخلص من كابوس بشار الاسد! وطرابلس يجب أن تستعد لتلعب دورها التاريخي. هذا الكلام ليس أنا من يقوله: بان كي مون يقوله، والبنك الدولي يقوله وكل من ينظر إلى الخريطة الجغرافية وخريطة الطاقات البشرية الممتازة التي يمتلكها شباب وشابات مدينتكم، يقوله! جل ما هو المطلوب أن نصمد، ونحفظ الاستقرار، ونحفظ أهلنا وبلدنا، ونعمل ونخطط للمستقبل، والمستقبل قريب، والمستقبل واعد بإذن الله.

التعليقات 0