سنة بعد هجوم سان برنادينو الولايات المتحدة تبحث عن افضل السبل لمنع الهجمات المنفردة

W460

بعد عام على هجوم سان برنادينو الذي قام فيه زوجان باقتحام مكتب وقتل 14 شخصا بالرصاص واصابة 22 اخرين، لا تزال الولايات المتحدة تبحث عن افضل السبل لمنع هجمات ما يعرف ب"الذئاب المنفردة".

و"الذئاب المنفردة" هي التسمية التي تطلق على الاشخاص الذين يستوحون طريقة عمل الجهاديين لكن يعملون من دون تلقي اوامر من تنظيم معين.

ويرى خبراء ان خطر الهجمات المنفردة ظهر مرة اخرى الاسبوع الماضي بعد إقدام طالب جامعي من اصول صومالية على صدم حشد بسيارته في جامعة ولاية اوهايو قبل مهاجمة مارة بسكين مطبخ، ما ادى الى اصابة 11 شخصا قبل ان تقتله الشرطة، في آخر اعتداء من هذا النوع منذ 12 شهرا.

وقال استاذ القانون الدولي وخبير الامن في جامعة كورنيل جينس ديفيد اولين "نحن مقبلون على فترة خطيرة للغاية لان نوعية الهجمات هي من النوع الذي يصعب صده".

واضاف "هذه هجمات بسيطة للغاية مع اقدام شخص او اثنين على استخدام سلاح ناري، على الاغلب اوتوماتيكي... وفي اعتداء اوهايو، استخدمت فقط سيارة وسكين".

ويظهر هذا النوع من الهجمات المنفردة تحديا جديدا امام الولايات المتحدة ودول غربية اخرى مع قيام تنظيم الدولة الاسلامية على استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لتشجيع التطرف.

وكان اكثر هذه الاعتداءات دموية في حزيران/يونيو الماضي بعد ان  فتح عمر متين النار في ملهى للمثليين في اورلاندو في ولاية فلوريدا (جنوب شرق) يرتاده عدد كبير من المتحدرين من اصول اميركية لاتينية، ما ادى الى مقتل 49 شخصا.

وفي الثاني من كانون الاول/ديسمبر 2015، فتح الاميركي سيد فاروق (28 عاما) وزوجته الباكستانية تاشفين مالك (29 عاما) النار في مادبة غداء بمناسبة عيد الميلاد لموظفي قطاع الصحة في سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا، ما اوقع 14 قتيلا. وتمكنت الشرطة من قتل الزوجين اللذين كانا يحملان بنادق هجومية ومتفجرات.

واشاد تنظيم الدولة الاسلامية بالمجزرة ومنفذيها، من دون ان يتبنى الاعتداء.

وتم تنظيم العديد من الفعاليات التذكارية الجمعة في ذكرى مرور عام على الهجوم، بينها قداس ومسيرة شموع.

- عالم متغير -ويتوقع الخبراء المزيد من الاعتداءات الداخلية مع استغلال المتطرفين للانترنت في التجنيد ونشر الدعاية الجهادية.

ويعتقد المحققون ان الطالب الصومالي عبد الرزاق علي ارتان الذي صدم بسيارته حشدا وهاجم عددا من الاشخاص بسكين في اوهايو، استوحى الفكرة من تنظيم الدولة الاسلامية الذي اعلن ان ارتان "جندي في الدولة الاسلامية".

ويقول ابراهام فاغنر من معهد الدراسات المتقدمة حول الارهاب "نعيش في عالم مختلف تماما حيث لا يوجد نموذج مشابه لهجمات 11 أيلول (2001) مع ارهابيين تلقوا تدريبهم في الخارج ثم يدخلون الى الولايات المتحدة مع تأشيرة دخول مزيفة او قانونية ثم ينفذون هجوما".

واضاف "الان، هناك اشخاص يتم في الغالب تجنيدهم عبر الانترنت.. والجماعات (مثل تنظيم الدولة الاسلامية) يصبحون أفضل في القيام بذلك".

ويعكس فاغنر رأيا سائدا يقول ان اجهزة الاستخبارات الاميركية فشلت في مراقبة وتحليل منشورات تنظيم الدولة الاسلامية ومناصريه على وسائل التواصل الاجتماعي، لان وكالات الاستخبارات المختلفة لم "تقم بربط المعطيات ببعضها" عندما حاولت تحديد المخاطر المحتملة.

ويقدم فاغنر مثلا على ذلك قصة مهاجم اورلاندو الذي حقق معه مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) ثلاث مرات للاشتباه بتعاطفه مع الجهاديين ثم لم يتم توجيه اي اتهام له بسبب عدم وجود ادلة.

وقال فاغنر "لم يكن مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) يملك اي قضية ضده، ولكن لو قام بفحص منشوراته على مواقع التواصل الاجتماعي"، فانها كانت ستشكل تنبيها لهم.

واضاف "يمكننا القيام بافضل بكثير مع انواع التكنولوجيا المختلفة والمصادر التي نملكها".

- قوة خطاب ترامب -وهناك مخاوف من امكانية ان يؤدي خطاب الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب المعادي للمسلمين في حملته الانتخابية، الى تشجيع المهاجمين المحتملين، لا سيما مع اختياره الجنرال المتقاعد مايكل فلين كمستشار للامن القومي، وهو المعروف بتصريحاته المتشددة التي اعتبرها بعض منتقديه قريبة من معاداة الاسلام.

ويقول اولين "بالتأكيد، ان اسلوب حملة ترامب في تقديم ذلك كصراع حضارات بين الغرب والاسلام لم يساعد ابدا وقد يجعل الامور اسوأ".

ولكنه يضيف "من المهم ايضا عدم المبالغة كون الولايات المتحدة كانت تشن بالفعل حملة عسكرية ضد داعش... قبل ظهور ترامب".

ومن التحديات التي تواجه وكالات الاستخبارات الاميركية بينما تتعامل مع طريقة استخدام تنظيم الدولة الاسلامية لشبكة الانترنت لزيادة عناصره، حماية الولايات المتحدة دون التعدي على حقوق الانسان الاساسية والقانون الدولي.

ويؤكد كل من اولين وفاغنر ان الواقع الجديد يشير الى ان عدد الهجمات المنفردة على الاراضي الاميركية من المتوقع ان يزداد، حتى مع الحصول على افضل المعلومات الاستخباراتية الممكنة.

ويضيف فاغنر "في النهاية، سيقبض على البعض بينما سيفلت اخرون".

التعليقات 0