ماذا ستفعل بيونغ يانغ حيال الأزمة السياسية في الجنوب؟

Read this story in English W460

يشكل الاعلان عن سقوط الرئيسة بارك غيون-هي انتصارا لعدد كبير من الكوريين الجنوبيين. لكن الفراغ في السلطة الذي ينجم عن ذلك قد يدفع بيونغ يانغ ايضا الى المزايدة.

والمعلومات التي رافقت طوال اسابيع الفضيحة السياسية التي ادت الجمعة الى التصويت على اقالة الرئيسة، نقلت الى المرتبة الثانية مسألة النزاع بين الكوريتين، فيما كان العام 2016 متوترا في شبه الجزيرة.

وقد احرزت كوريا الشمالية التي اجرت تجربتين نوويتين واطلقت حوالى عشرين صاروخا، منذ كانون الثاني، تقدما في الجهود المبذولة لاقتناء صواريخ عابرة للقارات.

وحيال هذا الجار الذي يشكل تهديدا، فان آخر ما تتمناه كوريا الجنوبية هو ان تبدو ضعيفة.

لذا، تشكل عملية الانتقال السياسي الطويلة التي بدأت بعد تصويت نواب كوريا الجنوبية على الاقالة، فرصة ذهبية لتؤكد بيونغ يانغ  قوتها.

وقد تطرق فجأة الى هذا التهديد، رئيس الوزراء هوانغ كيو-ان، المدعي العام السابق غير المنتخب، والذي يصبح بعد اتهام بارك، قائد القوات المسلحة الكورية الجنوبية.

وخلال اجتماع طارىء السبت، دعا الجيش الى توخي الحيطة والحذر. وقال ان "الحكومة تتخذ كل التدابير الضرورية لمنع الفراغ في السلطة وتهدئة قلق الناس".

- ساحرة عجوز مختلة عقليا-

واضاف "لم نلاحظ حتى الان في الشمال اي تطور لافت للنظر. لكن يتعين على جميع مسؤولي كوريا الجنوبية ان يفكروا في هذا الوضع".

لكن وسائل الاعلام الرسمية في كوريا الشمالية تحدثت الاحد عن مناورة عسكرية كبيرة، تحاكي هجوما على مقر الرئاسة الكورية الجنوبية. ولم تحدد تاريخ اجراء هذه المناورات.

ورافقت وسائل الاعلام في كوريا الشمالية بابتهاج كل فصول اقالة رئيسة كوريا الجنوبية.

وقد وصفتها السبت صحيفة "رودونغ سينمون" الناطقة باسم حزب العمال الحاكم في بيونغ يانغ بأنها "عشبة"، واعتبرت انها تصرفت مثل "ساحرة عجوز ومختلة عقليا لا مثيل لها" عندما رفضت الاستقالة.

هل ستمضي بيونغ يانغ الى ما يفوق خطابها الطفولي؟

يشكك عدد كبير من الخبراء في ذلك، معتبرين ان بيونغ يانغ ستختار الانتظار ومراقبة التطورات السياسية في الجنوب، وخصوصا السياسة الاميركية لادارة دونالد ترامب.

ودائما ما رغبت كوريا الشمالية في الواقع، في اختبار الرؤساء الاميركيين الجدد. لكن الامور يمكن ان تكون مختلفة، بما ان بيونغ يانغ تطرح تساؤلات ايضا حول السياسة الخارجية للرئيس الاميركي الجديد.

واعتبر يانغ مو-جين الاستاذ الجامعي للدراسات الكورية الشمالية في سيول، ان "كوريا الشمالية ترغب في ادارك التوجهات السياسية لادارة ترامب".

واضاف "لن تجري على الارجح تجربة نووية جديدة قد ترغم ترامب على التشدد فجأة".

-صبر-

من جهته، يعرب ليف-اريك ايزلي الباحث في معهد أسان للدراسات السياسية في سيول عن اعتقاده بأن البرنامج النووي والبالستي الكوري الشمالي تحدده اعتبارات علمية.

واضاف ان "التجارب الاخيرة اعطت العلماء والمهندسين (في الشمال) كثيرا من المعطيات التقنية للاستفادة منها".

وقال ان "بيونغ يانغ تستطيع لذلك ان تنتظر لتعرف من هو الزعيم الذي سيخرج من الفوضى السياسية في كوريا الجنوبية".

وقد انتهجت بارك غيون-هي سياسة حازمة، ورفضت اي تنازل ما لم تتخذ كوريا الشمالية تعهدات ملموسة للتخلص من السلاح النووي. وعمدت ايضا الى اقفال مجمع كايسونغ الصناعي، آخر مشروع للتعاون بين الكوريتين.

ويقول كوه يو-هوان، استاذ العلوم السياسية في جامعة دونغوك، ان "كيم جونغ-اون يعرف بالضبط ماذا يفعل".

واضاف "ليس ثمة ما يحمله على القيام بأعمال استفزازية تؤكد صوابية اراء الصقور في سيول".

وفي الشمال، يجرى الاستعداد لاحياء مجموعة من المناسبات المهمة، كالاحتفال بمولد كيم جونغ-ايل وكيم ايل-سونغ في شباط ونيسان المقبلين او تأسيس الجيش.

وفي السنوات الاخيرة، تراففت هذه الاحتفالات مع تجارب على اسلحة كورية شمالية.

والسؤال المطروح هو هل ستتحلى بيونغ يانغ بالصبر حتى انتهاء الازمة السياسية في الجنوب؟ وقد تحتاج المحكمة الدستورية الى ستة اشهر لتأكيد الاقالة. لذلك يتعين في هذه الحالة الانتظار على الارجح شهرين اضافيين لاجراء انتخابات رئاسية في الجنوب.

التعليقات 0