الجيش السوري يمشط احياء حلب الشرقية غداة سيطرته على كامل المدينة

Read this story in English W460

يقوم الجيش السوري الجمعة بتمشيط الاحياء الشرقية الاخيرة التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب غداة اعلانه استعادة كامل المدينة، ليعزز انتصاره الاكبر منذ بدء النزاع في البلاد قبل نحو ست سنوات.

ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، احد ابرز حلفاء دمشق سياسيا وعسكريا، الجمعة سيطرة الجيش السوري على حلب بـ"الخطوة المهمة جدا" نحو حل النزاع في البلاد.

واعلن الجيش السوري مساء الخميس استعادته السيطرة على كامل مدينة حلب بعد انتهاء اجلاء عشرات آلاف المدنيين والمقاتلين من آخر جيب كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة في عملية تمت بموجب اتفاق روسي ايراني تركي بعد نحو شهر من هجوم عنيف شنه الجيش السوري على الاحياء الشرقية.

وافاد مصور لوكالة فرانس برس في حي السكري ان الجيش يمشط منذ صباح الجمعة المنطقة للكشف عما اذا ترك مقاتلو الفصائل المعارضة خلفهم الغام او عبوات متفجرة. 

ونقل مشاهدته لجنود يبحثون بين الاسلاك والدمار بينما تركزت عمليات التمشيط على مراكز الفصائل المعارضة.

واثر هجوم واسع للجيش السوري بدأ في منتصف تشرين الثاني، انحصر وجود الفصائل المعارضة في بضعة احياء في شرق حلب قبل ان تخرج منها بموجب اتفاق الاجلاء.

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري دخل صباح الجمعة الى حيي الانصاري والمشهد بحثا عن الغام او عبوات ناسفة تمهيدا لعودة السكان الى منازلهم.

- "لم يبق شيء" -ومن بين السكان من نزح من منزله مؤخرا هربا من القصف والمعارك خلال هجوم الجيش الآخير، وآخرون تركوا منازلهم قبل سنوات حين تحولت المدينة الى ساحة معارك رئيسية وانقسمت بين احياء غربية وشرقية في العام 2012.

وشاهد مراسل فرانس برس مدنيين يرتدون ثيابا شتوية يجتازون الطرق الطينية ويتفادون الحطام المنتشر من كل جانب للوصول الى منازلهم والاطمئنان على ممتلكاتهم. 

وفي حي بستان القصر، عملت الجرافات على رفع الانقاض المنتشرة من الشوارع، فيما صعد جندي على احد الاعمدة الكهربائية ليرفع العلم السوري.

ويقول خالد المصري، وهو في طريقه الى منزله في حي بستان القصر، "أتيت للاطمئنان على منزلي الذي تركته منذ خمس سنوات وانتقلت للسكن في منزل بالايجار فيحي صلاح الدين". 

ويضيف "آمل الا يكون بيتي تعرض للدمار".

وفي حي الميسر المجاور، وجدت ام عبدو (42 عاما) منزلها مدمرا وهي التي نزحت منه ايضا قبل سنوات الى حي صلاح الدين.

وتقول "لم يبق شيء من البيت في حي الميسر، لكن البيت من الممكن تعويضه وكل شيء ممكن تعويضه".

- "وضع مؤلم" -بمجرد إعلان الجيش السوري الخميس سيطرته الكاملة على مدينة حلب، تحولت شوارع عدة الى ساحات احتفال، ونزل الآلاف الى الشوارع الرئيسية في الاحياء الغربية التي بقيت تحت سيطرة الجيش السوري منذ انقسام المدينة في العام 2012.

أما في الجهة المقابلة، فكانت الأحياء الشرقية التي سيطر عليها الجيش خلال شهر شبه خالية بعدما غادرها عشرات الآلاف من سكانها هربا من المعارك الاخيرة، كما اجلي عشرات الآلاف في الأسبوع الأخير.

وانتهت الخميس عملية الاجلاء التي بدأت قبل اسبوع، من آخر جيب كانت تسيطر عليه الفصائل المعارضة.

وافادت اللجنة الدولية لللصيب الاحمر الجمعة عن اجلاء "نحو 35 الف شخص" من مقاتل ومدني من المدينة الى ريف حلب الغربي التي تسيطر عليه الفصائل المعارضة.

وقالت رئيس بعثة الصليب الاحمر الى سوريا ماريان غاسر في بيان "هذه مجموعات تدمرت احياءها جراء العنف وعائلات تعاني منذ اشهر بحثا عن الآمان والغذاء والرعاية الطبية والملجأ المناسب".

واضافت "بدا انهم مستميتون من اجل المغادرة حتى وان كان هذا الوضع مؤلم بالنسبة لهم".

- "خطوة مهمة" -وغادر هؤلاء من شرق حلب مقابل اجلاء 1200 شخص، غالبيتهم نساء واطفال وعجز، من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من قبل الفصائل الاسلامية في محافظة ادلب (شمال غرب). 

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة ان "تحرير حلب من العناصر المتطرفة يشكل خطوة مهمة جدا نحو اعادة الوضع الى طبيعته بالكامل في سوريا وآمل، في المنطقة باسرها ايضا".

وتشكل استعادة حلب تحولا جذريا في مسار الحرب في سوريا وتعد الانتصار الابرز لدمشق وحلفائها الذين قدموا لها منذ بدء النزاع دعما سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا وابرزهم روسيا وايران. كما تضع النظام السوري على طريق تحقيق هدفه باستعادة كل المناطق الخارجة عن سيطرته.

وباتت المدن الخمس الرئيسية في البلاد، دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية، تحت سلطة الحكومة السورية. 

لكنها تشكل في المقابل ضربة قاسية بالنسبة الى المعارضة السورية. كما تعد خسارة للدول الداعمة لها وتحديدا دول الخليج وتركيا ودول الغرب.

التعليقات 0