الرياض ترمم مع ترامب الحلف الاميركي السعودي بعد سنوات من الفتور

Read this story in English W460

رغم الانتقادات التي توجه اليه من غالبية دول العالم الاسلامي، وجدت المملكة العربية السعودية في الرئيس الاميركي دونالد ترامب حليفا تعيد معه بناء العلاقة التاريخية بين واشنطن والرياض بعد سنوات من الفتور.

ويؤكد لقاء الثلاثاء في واشنطن بين ترامب وولي ولي العهد السعودي وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ان الادارة الجديدة في البيت الابيض ترى في المملكة النفطية شريكا اساسيا في الامن والاقتصاد، بحسب محللين.

والامير محمد بن سلمان (31 عاما)، نجل العاهل السعودي الملك سلمان والرجل القوي في البلد المحافظ، واحد من اوائل المسؤولين الذين يزورون ترامب الذي سبق وان تعهد بمحاربة "التطرف" الاسلامي و"الارهاب".

وجاءت الزيارة بعد سلسلة من التعليقات والتصريحات المرحبة والايجابية الصادرة عن الرياض تجاه ادارة ترامب في اعقاب الفتور الذي طغى على العلاقات السياسية مع ادارة الرئيس الاسبق باراك اوباما.

ويقول سلمان الانصاري رئيس لجنة العلاقات العامة السعودية الاميركية المعروفة اختصارا باسم "سابراك" لوكالة فرانس برس ان ترامب "يرى في القيادة السعودية المحرك الرئيسي للعالم الاسلامي".

ويضيف ان لقاء واشنطن يمثل تاكيدا من قبل ادارة ترامب بان "السعودية هي المصدر الرئيسي للاستقرار والامن في الشرق الاوسط وللازدهار الاقتصادي للمنطقة" ولدور الولايات المتحدة فيها.

من جهته، يقول انور عشقي مؤسس مركز الشرق الاوسط  للدراسات الاستراتيجية والقانونية في جدة ان ترامب دعا الامير محمد لزيارته من اجل "ان يضعا معا خطة للشرق الاوسط".

ويضيف الجنرال المتقاعد ان الرئيس الاميركي والامير السعودي يتطلعان الى التصدي معا لايران الشيعية وتنظيم الدولة الاسلامية المتطرف.

وسبق وان عبر قادة السعودية عن ترحيبهم بمواقف اعضاء ادارة ترامب المتشددة تجاه طهران، الخصم اللدود والمنافس الاقليمي الرئيسي للرياض في الشرق الاوسط.

وكان وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس وصف ايران بانها "اكبر مصدر لزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط"، في وقت يعبر ترامب عن تحفظات تجاه الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه مع ايران في 2015 في عهد اوباما.

وتتهم الرياض طهران بالتدخل في شؤون دول المنطقة وبينها سوريا حيث تدعم ايران نظام الرئيس السوري بشار الاسد بينما تقدم السعودية الدعم الى جماعات مسلحة مناهضة لهذا النظام.

ومنذ اكثر من عامين، تقود المملكة المسلمة تحالفا عسكريا عربيا في اليمن لمساندة حكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي في مواجهة المتمردين الحوثيين الشيعة المؤيدين لايران.

وتنقل الولايات المتحدة من جهتها معلومات استخبارية الى التحالف العربي وتزوده بالوقود والاسلحة، علما ان اوباما قام في كانون الاول/ديسمبر بتعليق نقل ذخائر دقيقة التوجيه الى الرياض بسبب المخاوف من سقوط ضحايا في صفوف المدنيين.

- شريك استراتيجي رئيسي -يرى عشقي ان ادارة ترامب قد تقدم مساعدة عسكرية اكبر للتحالف العربي من اجل زيادة الضغوط على المتمردين الحوثيين واجبارهم على العودة الى طاولة المفاوضات لاستكمال محادثات السلام.

ويقول من جهته انتوني كوردسمان الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن انه ليس واضحا بعد "ما اذا كانت هناك خطط محددة" لاحتواء ايران وتعزيز جهود "مكافحة الارهاب".

الا ان واشنطن ترى في الرياض على الرغم من ذلك "شريكا استراتيجيا رئيسيا"، بحسب الباحث.

والولايات المتحدة ليست وحدها هدف التحركات السعودية الدولية الاخيرة. فبينما كان ولي ولي العهد يزور الولايات المتحدة، كان والده الملك سلمان يقوم بجولة اسيوية تستمر لشهر وتشمل الصين واليابان وماليزيا واندونيسيا.

وأصبح الامير محمد الرجل القوي في المملكة مع جمعه المناصب من وزير الدفاع الى النائب الثاني لرئيس الوزراء والمستشار الخاص للملك. كما يترأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي يشرف على "أرامكو "السعودية، اكبر شركة منتجة للنفط في العالم.

وبعيد اللقاء مع ترامب، اعلن البيت في بيان ان الرئيس الاميركي والمسؤول السعودي يسعيان الى "تطوير العلاقة الاستراتيجية الاميركية السعودية" في الامن والاقتصاد وفي مجالات اخرى.

وشدد على اهمية "التصدي لنشاطات ايران الاقليمية المزعزعة للاستقرار" ومواصلة التطبيق الصارم للاتفاق الهادف الى منع طهران من انتاج سلاح نووي.

وتناول البيان ايضا العلاقات الاقتصادية التي يمكن ان تقود الى خلق فرص عمل جديدة في البلدين. وقال دبلوماسي غربي ان وزراء الطاقة والاقتصاد والاعلام رافقوا الامير محمد في زيارته الى الولايات المتحدة.

وكان ترامب اثار انتقادات في العالم الاسلامي بعيد اصداره قرارا يحظر على مواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة، بينها اليمن، من الدخول الولايات المتحدة. الا ان هذه الخطوة لم تلق اعتراضا من الرياض.

وكتب رئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز" الناطقة بالانكليزية فيصل عباس الخميس "لكل دولة الحق في تامين حدودها".

ويرى كوردسمان ان المحادثات بين ترامب والامير محمد مهمة "لجعل الرئيس واعضاء فريقه يدركون ان التطرف ليس هو الاسلام، وانه يمكن العمل مع شركاء يتحلون بالثقة" في المنطقة.

التعليقات 0