انتقادات لنتانياهو بعد التخلي عن خطة الصلاة المختلطة أمام حائط المبكى

W460

أثار تخلي الحكومة الاسرائيلية الاحد عن خطة تسمح للنساء والرجال بالصلاة معا أمام حائط المبكى في القدس ردود فعل الاثنين تخطت الديانة مع اتهامات لرئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بالتراجع عن مساعيه للإصلاح من اجل تحقيق مكاسب سياسية.

وايدت حكومة نتانياهو الأحد التخلي عن الخطة مما أثار سيلا من الانتقادات والتحذيرات من أن ذلك قد يلحق اضرارا بعلاقة إسرائيل بالجالية اليهودية التي تحظى بنفوذ واسع في الولايات المتحدة.

وياتي قرار الحكومة في اعقاب ضغوط مارستها أحزاب دينية متطرفة في ائتلاف نتانياهو، تطبق التقاليد الدينية بشكل صارم.

والمؤسسة الدينية المتشددة في إسرائيل تفرض نفوذها على مجموعة من القضايا في البلاد، وكثيرا ما تضطلع بدور صانع الملوك في الشؤون السياسية.

وبموجب تطبيق صارم للشريعة اليهودية، يؤدي النساء والرجال حاليا الصلاة بشكل منفصل امام حائط المبكى الذي يطلق عليه المسلمون تسمية البراق.

وكان من شأن اتفاق تم التوصل إليه قبل أكثر من عام أن يسمح بإقامة قسم ثالث أمام الحائط يسمح للنساء والرجال بالصلاة معا.

وصوتت الحكومة الأحد على "تجميد" الاتفاق -- ما يعني الغاؤه فعليا -- رغم تبنيه في وقت سابق.

وفي مؤشر على التوتر الذي اثاره القرار، انتقدت الوكالة اليهودية، وهي منظمة شبه حكومية ساعدت في التوصل إلى الاتفاق بشدة القرار، وألغت فعالية مع نتانياهو كانت مقررة مساء الاثنين ردا على ذلك.

وقال يائير لبيد، من شخصيات المعارضة وزعيم حزب "يش عتيد" الوسطي، إن القرار يعني أن إسرائيل "هي الديموقراطية الوحيدة في العالم بدون مساواة بين اليهود".

وكتب لبيد على صفحته على فيسبوك "هل قرر رئيس الوزراء نتانياهو ووزراؤه إلغاء الاتفاق لانهم يعتقدون أنه الشيء الصحيح لشعب إسرائيل"؟

وأضاف "بالطبع لا. لقد فعلوا ذلك لأن الشيء الوحيد الذي يحفزهم هو الضغوط السياسية".

ولم يعلق نتانياهو علنا بعد على القرار.

ويشغل ائتلافه الذي يعد الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل 66 مقعدا في الكنيست الذي يضم 120 مقعدا.

وتسيطر الاحزاب اليهودية المتشددة على 13 من مقاعد الائتلاف. ونحو 10% من الاسرائيليين من اليهود المتشددين.

- حائط مبكى واحد -يعتبر اليهود حائط المبكى من أقدس المواقع لديهم مؤكدين انه من بقايا الهيكل الثاني الذي دمره الرومان العام 70 ميلادية.

وكانت الحكومة الاسرائيلية قد وافقت أساسا على خطة الصلاة المختلطة في كانون الثاني 2016 بعد مفاوضات شاقة.

غير أن الخطة لم تطبق أبدا، فيما سعت أحزاب يهودية متشددة، تحت ضغوط من أنصارها إلى منعها.

ومن المتوقع ان تصدر المحكمة العليا قريبا حكما بشأن الالتماس الذي تقدمت به حركات دينية أكثر ليبرالية لاجبار الحكومة على تنفيذ قرار ايجاد مساحة للصلاة المختلطة.

وأثار قرار الحكومة الاحد الغضب بين الحركات اليهودية في الولايات المتحدة حيث يقيم أكثر من 5 ملايين يهودي، معظمهم ليسوا من المتشددين.

وقال الحاخام ريك جايكوبز رئيس "الاتحاد اليهودي للاصلاح" ومقره الولايات المتحدة، في بيان "إن قرار رئيس الوزراء نتانياهو قول +لا+ لما وافق عليه سابقا، إهانة كبرى لغالبية اليهود في العالم".

والمسألة ذات حساسية بالنسبة لإسرائيل التي تعتمد على الولايات المتحدة كأهم حلفائها مع دعم دبلوماسي قوي وأكثر من 3 مليارات دولار (2,7 مليون يورو) سنويا كمساعدات عسكرية.

ويعتبر الكثير من الاسرائيليين الدعم الذي تقدمه الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة والعالم ضروريا.

وقال يوهانان بليزنر رئيس معهد الابحاث "ديموقراطية إسرائيل" في بيان "لا يجب أن نسمح للتسييس المتعصب أن يهدد وحدة الشعب اليهودي".

وأضاف "إذا كنا نتوقع من اليهود في الخارج أن يدعموا دولة إسرائيل علينا أيضا ضمان مساواتهم دينيا. إن الأمن القومي لاسرائيل في خطر".

لكن بالنسبة للمؤسسة الدينية المتشددة في إسرائيل فإن تغييرات مثل الصلاة المختلطة تعتبر خيانة للتقاليد اليهودية.

وقال وزير الشؤون الدينية ديفيد أزولاي من حزب شاس المتشدد لاذاعة الجيش الإسرائيلي "كان وسيبقى حائط مبكى واحد لشعب واحد".

واضاف "لن أقبل بمحاولات فرض شريعة يهودية أخرى".

التعليقات 0