أبرز تطورات الوجود العسكري الأميركي في افغانستان

Read this story in English W460

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين استراتيجيته الجديدة في أفغانستان التي تقضي خصوصا بإرسال آلاف الجنود الإضافيين إلى هذا البلد حيث تخوض الولايات المتحدة أطول حرب في تاريخها.

وينتشر حاليا 8400 جندي أميركي في أفغانستان في إطار عمليات قوات حلف شمال الأطلسي البالغ عديدها الإجمالي 13  ألف عسكري، والمكلفة بشكل أساسي تدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة لها. 

في ما يلي أبرز تطورات الوجود العسكري الأميركي في افغانستان:

- الحرب على الإرهاب -في السابع من تشرين الأول 2001، بعد أقل من شهر على اعتداءات 11 ايلول، أطلق الرئيس الأميركي آنذاك جورج دبليو بوش عملية "الحرية الدائمة" في افغانستان، بعدما رفض نظام طالبان تسليم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. 

وفي غضون أسابيع، أطاحت القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة بحركة طالبان التي كانت تحكم البلد منذ 1996. 

وفضلا عن شنها غارات جوية، قدمت الولايات المتحدة الدعم كذلك إلى ما يعرف بـ"التحالف الشمالي" الافغاني الذي كان يقاتل حركة طالبان، حيث ساهمت بفرق شبه عسكرية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) والقوات الخاصة.

وتم نشر حوالي ألف جندي أميركي على الأرض في تشرين الثاني/نوفمبر، قبل رفع عديدهم  إلى 10 آلاف في العام التالي. 

- حرب منسية -وتحولت الأنظار عن افغانستان في 2003 مع اجتياح القوات الأميركية العراق الذي أصبح بدوره على راس أولويات الولايات المتحدة. 

وفي هذه الأثناء، أعادت حركة طالبان وغيرها من المجموعات الإسلامية تجميع صفوفها في معاقلها في جنوب وشرق افغانستان، من حيث يمكنها بسهولة الانتقال عبر الحدود من وإلى المناطق  القبلية الباكستانية. 

 وعام 2008، طلبت قيادة القوات الأميركية على الأرض تعزيزات لتنفيذ استراتيجية فعالة ضد تمرد طالبان. 

ووافق بوش على إرسال مزيد من الجنود. وبحلول منتصف العام ذاته، وصل عديد القوات  الأميركية في افغانستان إلى 45800 جندي. 

- الذروة بنشر 100 ألف جندي -عام 2009، وخلال الأشهر الأولى من عهد الرئيس باراك أوباما الذي تم انتخابه بناء على وعود بإنهاء حربي افغانستان والعراق، ارتفع عدد الجنود الأميركيين في افغانستان إلى نحو 68 الفا. 

وفي كانون الأول، أرسل أوباما تعزيزات عسكرية ليصل عديد الجنود الأميركيين في افغانستان إلى نحو 100 ألف. 

والهدف كان وقف تمرد حركة طالبان وتعزيز المؤسسات الافغانية. 

- مقتل بن لادن -قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، مدبر اعتداءات 11 ايلول التي حملت الولايات المتحدة على اجتياح افغانستان، في الثاني من أيار عام 2011 في عملية للقوات الأميركية الخاصة في باكستان حيث كان مختبئا. 

- نهاية العمليات القتالية -في ايلول من العام 2014، وقعت افغانستان اتفاقا أمنيا ثنائيا مع الولايات المتحدة ونصا مشابها مع حلف شمال الأطلسي، يقضي بأن يبقى 12500 جندي أجنبي، 9800 منهم أميركيون، منتشرين في البلاد عام 2015، بعد انتهاء مهمة الحلف الأطلسي القتالية في نهاية العام 2014. 

وتتولى القوات الأميركية مهمتين منذ بداية العام 2015، هما تنفيذ عمليات لمكافحة الإرهاب ضد تنظيم القاعدة وتدريب القوات الافغانية. 

في نهاية كانون الأول، أنهى الحلف الأطلسي مهمة جنوده القتالية وبات دوره في أفغانستان يقضي بتقديم المساعدة والاستشارة ضمن عملية أطلق عليها اسم "الدعم الحازم". 

ولكن الوضع الأمني سجل تدهورا. 

ومع تصعيد طالبان أنشطتها، عمد أوباما مجددا في السادس من تموز/يوليو 2006 إلى إبطاء وتيرة الانسحاب ، معلنا بقاء 8400 جندي أميركي في افغانستان حتى العام 2017. 

- قصف مستشفى تابع لـ"أطباء بلا حدود" -في الثالث من تشرين الأول/اكتوبر 2015 وفي ذروة القتال بين المتمردين الإسلاميين والجيش الافغاني المدعوم من قوات خاصة تابعة لحلف شمال الأطلسي، أصاب القصف الجوي الأميركي مستشفى تديره منظمة "أطباء بلا حدود" في ولاية قندز الشمالية، ما أدى إلى مقتل 42 شخصا، بينهم 24 مريضا و14 من أعضاء المنظمة غير الحكومية. 

- "أم القنابل" -في نيسان/ابريل عام 2017، القى الجيش الأميركي أكبر قنبلة غير نووية استخدمها على الإطلاق في عملياته القتالية تعرف بـ"أم القنابل"، مستهدفا مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية تضم شبكة من الأنفاق والكهوف في الشرق، ما أسفر عن مقتل 96 جهاديا. 

وفي تموز، قتل الجيش الأميركي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الجديد في افغانستان، وهو ثالث مسؤول على هذا المستوى يقتل في عمليات لواشنطن وكابول. 

- استراتيجية جديدة -في الأول من شباط 2017، أفاد تقرير للحكومة الأميركية أن خسائر القوات الافغانية ازدادت بنسبة 35 بالمئة عام 2016 مقارنة بالعام السابق. 

وفي التاسع من الشهر ذاته، حذر  قائد قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في  افغانستان الجنرال جون نيكولسون بأنه بحاجة إلى آلاف الجنود الإضافيين، قائلا للكونغرس "أعتقد أننا وصلنا إلى طريق مسدود". 

وفي 21 آب، فتح ترامب الطريق أمام نشر آلاف الجنود الأميركيين الإضافيين في افغانستان في أول خطاب رسمي له بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة. 

وبعد خطاب الرئيس، أعلن وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الاثنين أن الولايات المتحدة وعددا من حلفائها اتفقوا على زيادة عديد قواتهم في افغانستان. 

وأفاد مسؤولون كبار في البيت الأبيض أن ترامب سبق وأعطى الضوء الأخضر لماتيس بإرسال 3900 جندي إضافي إلى افغانستان.  

التعليقات 0