الاعصار ماريا يعيث الخراب في جزيرة دومينيكا الكاريبية

W460

اجتاح الاعصار ماريا الثلاثاء جزيرة دومينيكا الواقعة في شرق البحر الكاريبي موقعا دمارا هائلا بحسب رئيس الحكومة، فيما ضربت الرياح والامطار المرافقة للعاصفة القوية مناطق لا تزال تعاني من آثار الاعصار ايرما.

وفيما لزم المواطنون منازلهم ضرب الاعصار اليابسة مصحوبا برياح بسرعة 257 كلم بالساعة، بحسب مركز مراقبة الاعاصير الاميركي.

وكتب رئيس حكومة دومينيكا روزفلت سكيرت على فيسبوك "خسرنا كل ما نملكه" مؤكدا تقارير اولية عن "دمار واسع".

وقال "اخشى ان نستيقظ في الصباح على اخبار عن اصابات جسدية خطيرة ووفيات محتملة نتيجة سيول قد تنجم عن الامطار الغزيرة".

وقال في وقت سابق ان الرياح اقتلعت سقف منزله العائم بمياه الامطار وانه "تحت رحمة الاعصار بالكامل".

وبعد انقاذه ناشد سكيرت ناشد "المساعدة بكل انواعها" مشيرا خصوصا الى المروحيات الضرورية لمعاينة الاضرار.

وتم اغلاق مطار ومرافئ دومينيكا.

وبعد عبوره في الجزيرة البالغ عدد سكانها 72 الف نسمة، تم تخفيض قوة الاعصار ماريا الى الدرجة الرابعة "البالغة الخطورة" لكنه يمكن ان يشتد قوة اثناء اندفاعه شمالا باتجاه الجزر العذراء البريطانية وبورتوريكو.

وحذر مركز مراقبة الاعاصير من امواج خطيرة ناجمة عن العاصفة وفيضانات وسيول ونبه الى وجوب "تسريع وإتمام الاستعدادات لحماية الأرواح والممتلكات".

وأمرت غوادلوب -- جسر ايصال المساعدات للمناطق الفرنسية التي ضربها ايرما -- جميع المواطنين بالاحتماء بعد إعلانها حالة الانذار القصوى. وانهمرت الامطار الغزيرة على الجزيرة وانقطعت الكهرباء عن العديد من المناطق صباح الثلاثاء.

وأمرت جمهورية الدومينيكان، التي ضرب الاعصار ايرما سواحلها الشرقية، المواطنين في اجزاء من مناطقها الشمالية باخلاء منازلهم قبيل وصول الاعصار ماريا المرتقب الاربعاء.

واعلنت حالة الانذار ايضا في جزر سان كيتس ونيفيس وجزيرة مونتسيرات البريطانية وكوليبرا وفييكويس.

وفي المارتينيك التي هي ايضا فرنسية، قالت "شركة كهرباء فرنسا" ان التيار انقطع عن 16 ألف منزل رغم تخفيض درجة الاعصار في الجزيرة الى عاصفة استوائية.

وانهمرت الامطار بغزارة على سانت لوسيا التي اعلن فيها الانذار من عاصفة استوائية وفيضانات وسيول فيما أكدت تقارير انقطاع الكهرباء عن أجزاء من الجزيرة.

- أسوأ السيناريوهات -بعد تعرضهما لانتقادات لبطء جهود الانقاذ في الجزر والاراضي التابعة لهما عقب الاعصار ايرما، قالت فرنسا وهولندا انهما تكثفان الموارد لمنطقة الكاريبي مع اقتراب العاصفة ماريا.

وقال كريس اوستن رئيس وحدة تدخل عسكرية بريطانية أنشأت للتعامل مع تداعيات الاعصار ايرما "نخطط لما هو غير متوقع، نخطط للأسوأ".

وفي جزيرة سان مارتان المقسومة بين فرنسا وهولندا، اعلنت السلطات حالة الانذار قبيل وصول الاعصار ماريا.

وقالت المسؤولة المحلية آن لوبيس "نراقب مساره عن كثب ونستعد لاسوأ السيناريوهات".

وكتبت البحرية الهولندية على تويتر ان عناصرها في طريقهم الى جزيرتي سابا وسانت يوستيسيوس الصغيرتين لضمان الامن بعد تقارير انتشرت على نطاق واسع في اعقاب الاعصار الاول عن اعمال نهب وفوضى في سان مارتان التي منيت بأسوأ الاضرار ومقتل 14 شخصا.

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب ان 110 جنديا اضافيا سيتم نشرهم في المنطقة لتعزيز تواجد نحو 3 آلاف شخص يقومون بتعزيز الامن وترميم البنية التحتية وتوزيع المساعدات.

لكنه حذر من "صعوبات كبرى" في حال ضرب الاعصار غوادلوب بعنف، مشيرا الى ان الجزيرة "مركز لوجستي يمكننا منه تزويد سان مارتان بالمواد وتنظيم كافة عمليات النقل الجوي".

ويتوقع ان يمر الاعصار على بعد 30 كلم جنوب غوادلوب وان تكون ذروته عند الساعة 3 صباحا بالتوقيت المحلي. وقالت سلطات الجزيرة "على الجميع البقاء داخل منازلهم وعدم الخروج مهما كانت الاسباب".

والغت شركات "اير فرانس" و"اير كاراييب" و"كورسير" رحلات من وإلى المارتينيك وغوادلوب.

- سلسلة اعاصير -أدى الاعصار ايرما من الدرجة الخامسة إلى مصرع نحو 40 شخصا في الكاريبي قبل مواصلة طريقه غربا ليضرب فلوريدا حيث ارتفعت الاثنين حصيلة الضحايا الى 50 قتيلا.

وسجل ايرما ارقاما قياسية مع رياح بلغت سرعتها 295 كلم بالساعة عصفت لاكثر من 33 ساعة متواصلة.

ويجتاح الاعصار جوزيه حاليا المحيط الاطلسي وتسبب باطلاق انذارات من عاصفة استوائية في شمال شرق الولايات المتحدة.

والعديد من العلماء مقتنعون بان العواصف الكبرى مثل ايرما وهارفي قبلها، تزداد قوة بسبب الطاقة الكبيرة التي يمكن ان تجتذبها من المحيطات التي ترتفع حرارتها بنتيجة التغير المناخي.

التعليقات 0