راهول غاندي وريث عائلة سياسية حكمت الهند لعقود

W460

بعد ان شبّه السلطة ب"السم" وشهد اغتيال والده وجدته يتولى راهول غاندي زعامة حزب المؤتمر الذي حكم الهند لسنوات طويلة منذ استقلالها عن بريطانيا.

اختار حزب المؤتمر الاثنين راهول غاندي البالغ من العمر 47 عاما وهو الابن والحفيد والحفيد الأكبر لرؤساء وزراء، لقيادة الحزب خلفا لوالدته صونيا ذات الاصول الايطالية.

جرى حفل التسليم بين صونيا وراهول السبت في نيودلهي في مقر الحزب الذي تأسس في 1855.

ولطالما بدا راهول زعيما مترددا وجاء اداؤه الضعيف في الانتخابات العامة في 2014 ليلقي ظلالاً من الشك على قدرته في تولي زعامة الحزب.

لكن المحللين يقولون ان امساك اسرة غاندي بزعامة الحزب منذ اول رئيس وزراء للهند جواهرلال نهرو، جعل صعود راهول الى المنصب شبه محتوم.

وتزعمت والدته صونيا الحزب طيلة 19 عاما وعملت جاهدة لضمان وصول ابنها بعدها.

لكن راهول يواجه معركة شرسة لاعادة احياء الحزب من الوسط-اليسار قبيل الانتخابات العامة المرتقبة في 2019.

ووصفت مقالة في صحيفة فايننشال تايمز في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي راهول "بالشخص الودود واللطيف الذي يفتقر الى الارادة للفوز بالسلطة او بغريزة القتال الضرورية لحسم المعركة السياسية في الهند".

وأظهر استطلاع اجراه مركز بيو للابحاث في وقت سابق هذا العام ان 58 بالمئة فقط من الهنود ينظرون اليه بإيجابية، وأن رئيس الوزراء نارندرا مودي يتقدم عليه بثلاثين نقطة في نسبة التأييد له.

- حياة رفاهية -قالت غوربريت ماهاجان استاذة العلوم السياسية في جامعة جواهرلال نهرو في نيودلي ان راهول "سيُعتبر دائما وريث سلاسة حاكمة. لكن الكثير سيعتمد على كيفية تحقيقه نتائج للحزب".

واضافت "درعه الوحيد لمقاومة الانتقادات هو اداؤه".

ويقول مؤيدو راهول انه تمكن من توجيه بعض اللكمات في الاشهر القليلة الماضية خلال فترة ما بعد الانتخابات التي بدا فيها حزب مودي الحاكم باراتيا جناتا لا يُهزم.

لكن آخرين يقولون إن التراجع في شعبية باراتيا جناتا يعود بشكل اكبر الى تباطؤ النمو خلال حكم مودي، نجل بائع شاي والذي غالبا ما وصف راهول "بالشهزادا" او الامير.

ولد راهول في أسرة تنعم بالرفاهية لكن سنوات شبابه غلبت عليها المآسي.

فعندما كان عمره 14 عاما اغتيلت جدته انديرا غاندي رئيسة الوزراء آنذاك على ايدي حراسها السيخ في 1984 انتقاما لاقتحام المعبد الذهبي في امريستار.

وبعد ست سنوات على ذلك اغتيل والده راجيف في هجوم انتحاري اثناء حملة لاعادة انتخابه.

وقال مرة في مقابلة تلفزيونية "في حياتي رأيت جدتي تموت ووالدي يموت، رأيت جدتي في السجن وتحملت الكثير من الالم عندما كنت طفلا".

واضاف "عندما تحصل هذه الامور لك، فإنني فقدت ما كان علي أن أخشى منه. لم اعد أخشى شيئا".

تلقى راهول علومه في الهند وفي هارفرد وكامبريدج. عمل في البدء في إدارة الاعمال في لندن قبل ان يفوز بمقعد أسرته في دائرة اميثي الانتخابية بولاية اوتار براديش.

وترشح لرئاسة جناح الشباب في الحزب، وتحسنت صورته بعد ان اصبح نائب رئيس حزب المؤتمر في كانون الثاني/يناير 2013.

لكنه بذل جهودا مضنية لفرض نفسه كرجل سياسة، ولم يساعده في ذلك افتقاره للكاريزما التي تتمتع بها شقيقته بريانكا.

رفض راهول عروضا للمشاركة في الحكومة السابقة لحزب المؤتمر مفضلا العمل على قضايا مثل تشريعات يعتبرها ضرورية لمكافحة الفساد المستشري وقانونا حول الامن الغذائي.

وأظهر حماسة كبيرة في الدفاع عن التقاليد العلمانية التي جسدها جد والده جواهرلال نهرو اول رئيس وزراء للهند والذي اسس النموذج الاشتراكي الذي بني عليه اقتصاد الهند في فترة ما بعد الاستقلال.

التعليقات 0