ترامب يقر الرسوم المثيرة للجدل متجاهلا التحذيرات من حرب تجارية

Read this story in English W460

وقع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخميس قرار فرض رسوم جمركية من 25% و10% على واردات الصلب والألمنيوم على التوالي، متجاهلا تحذيرات من حرب تجارية عالمية واحتجاجات حلفائه في أوروبا والداخل.

وقال البيت الابيض ان القرار سيصبح نافذا بعد 15 يوما، وأوضح مسؤول انه يستثني كندا والمكسيك في الوقت الحالي، وان الشركاء الأمنيين والتجاريين يمكن أن يتفاوضوا لتجنب الرسوم.

وقال ترامب بعد التوقيع، انه يتوقع التوصل الى اتفاق مع البلدين.

واضاف مبررا قراره، ان "الممارسات التجارية الاجنبية خربت" صناعة الصلب والالمنيوم الاميركية. وقال "انه فعلا هجوم على بلدنا.

وتابع "إنّني اتحدث عن الأمر منذ وقت طويل، قبل ان ابدأ العمل السياسي".

وقال مسؤول في البيت الأبيض "لقد نفذ ما وعد به. الامر ينبغي ألا يشكل مفاجأة لأحد".

وقبل التوقيع، قال ترامب "سنكون منصفين ومرنين جدا"، مشيرا الى عدم فرض الرسوم على كندا والمكسيك في حال توصلت اميركا الى اتفاق حول اعادة التفاوض حول اتفاق التجارة الثلاثية معهما.

واضاف "تربطنا علاقات وثيقة جدا باستراليا (...)  ولدينا فائض تجاري مع (هذا) البلد العظيم والشريك"، متحدثا عن اعفاءات محتملة عن "دول اخرى" لم يحددها. 

الا انه هاجم الدول التي قال انها "استغلت بلاده"، ولا سيما المانيا، اكبر اقتصاد في الاتحاد الاوروبي، وقال انها لاعب سيئ، واتهمها بالتصرف بشكل غير منصف من خلال مساهمتها بتمويل حلف شمال الاطلسي بمبلغ أقل بكثير من الذي تدفعه الولايات المتحدة. 

وقال "اذا نظرتم الى حلف شمال الاطلسي، فان المانيا تدفع 1% بينما ندفع نحن 4,2% من اجمالي الناتج المحلي (...) هذا ليس منصفا". 

واضاف "لذا، فاننا ننظر الى التجارة وننظر الى الجيش، والى حد ما فانهما يسيران جنبا الى جنب". 

- الشركاء يتوعدون بالانتقام -قال ترامب الاسبوع الماضي عندما فاجأ العالم -- والعديدين في معسكره - بإعلانه خطته فرض الرسوم، ان الاسباب الرئيسية وراء خطوته هو الافراط في الانتاج الصيني، ومخاوف تتعلق بالأمن القومي. 

وتوعد الاتحاد الاوروبي والمكسيك وكندا بالرد بالمثل، فيما يهدد قراره بزيادة تعكير العلاقات عبر الاطلسي.

وحذر دونالد توسك رئيس الاتحاد الاوروبي من ان "الحروب التجارية سيئة ويمكن خسارتها بسهولة" رافضا تاكيد ترامب بان هذه الحروب "جيدة ويمكن كسبها بسهولة". 

ومع مضي ترامب قدما في خططه، سارع موظفوه الى الحد من الاضرار. 

وقال وزير التجارة ويلبر روس "ستكون علاقاتنا مع حلفائنا منطقية"، موضحا ان سياسة ترامب تاتي "بعد تفكير دقيق. نحن لا نريد حرباً تجارية".

من جهته ندد رئيس مجلس النواب الاميركي، الجمهوري بول ريان، علانية الخميس بقرار ترامب فرض تلك الرسوم، وقال "أنا لا أتفق مع هذا القرار، وأخشى عواقبه غير المتوقعة". 

بدورها قالت المفوضة الاوروبية للتجارة سيسيليا مالمستروم مساء الخميس ان "الاتحاد الاوروبي يجب ان يعفى" من الرسوم الجمركية الاميركية على الصلب والالمنيوم التي فرضها ترامب.

واضافت عبر تويتر ان "الاتحاد الاوروبي شريك مقرب من الولايات المتحدة، ونواصل الاعتقاد بان الاتحاد الاوروبي يجب ان يُعفى من هذه الاجراءات".

واظهرت البيانات التي نشرت الاربعاء ان عجز الميزان التجاري الاميركي اتسع في كانون الثاني/يناير ليصل الى اعلى مستوى خلال تسع سنوات، ما يضع ضغوطا على ترامب الذي وعد خلال حملته الانتخابية بعكس ذلك الاتجاه. 

واطلق ترامب تغريداته التي القى فيها بمسؤولية العجز على "السياسات والقيادة السيئة" لاسلافه في البيت الابيض. 

كما انتقد الصين قائلا "طلبنا من الصين وضع خطة تقضي بخفض قدره مليار دولار في العجز التجاري الهائل مع الولايات المتحدة". 

واضاف "علاقاتنا مع الصين جيدة جدا، ونتطلع الى معرفة افكارهم. يجب علينا التحرك بسرعة". 

وحذرت الصين الخميس بأنها مستعدة للرد على الرسوم الاميركية.

واعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي ان بلاده ستعتمد "بالتاكيد ردا مناسبا وضروريا" اذا فرضت الولايات المتحدة اجراءات تجارية ضدها.

وقبل ان يصبح رسميا، ادى قرار ترامب الى استقالة كبير مستشاريه الاقتصاديين غاري كوهن، احتجاجا، وشهدت اسواق المال انخفاضا. 

ووقع أكثر من 100 مشرع جمهوري على رسالة الى ترامب اعربوا فيها عن "القلق البالغ" من سياسته، وحذروا من انها قد "تقوض" المكاسب الاقتصادية التي تحققت من اصلاحات ترامب الضريبية.

التعليقات 0