انتهاء إجلاء مقاتلين معارضين في وسط سوريا

Read this story in English W460

خرج آخر المقاتلين المعارضين من مناطق يسيطرون عليها في وسط سوريا، وفق ما أفادت مراسلة لفرانس برس في مدينة الرستن في محافظة حمص التي أصبحت خالية تماماً من الفصائل المعارضة.

وتوصلت الفصائل المعارضة في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي المتجاورين بداية الشهر الحالي، اثر مفاوضات مع روسيا والحكومة السورية، الى اتفاق يقضي بوقف لاطلاق النار في مناطق سيطرتها وأبرزها مدن وبلدات الرستن وتلبيسة والحولة، قبل تسليم سلاحها الثقيل ثم خروج الراغبين من المقاتلين والمدنيين باتجاه الشمال السوري.

واستمرت عملية الإجلاء أياماً عدة، قبل أن تدخل القوة الأمنية السورية الأربعاء إلى مدينة الرستن وبلدة تلبيسة في ريف حمص الشمالي، وفق مراسلة فرانس برس التي جالت فيهما. 

وبدأ الجيش السوري والقوى الأمنية الثلاثاء بدخول ريف حماة الجنوبي، وفق سانا.

وتجمع عشرات المدنيين في ساحة الرستن يشاهدون رفع العلم السوري في المكان.

وأعلن الجيش السوري في بيان أن "قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الحليفة والرديفة تكمل تطهير 1200 كيلومتر مربع من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي وتعيد الأمن والأمان إلى 65 بلدة وقرية"، مضيفاً أن ذلك "إنجاز تتجسد أهميته باقتلاع الإرهاب المسلح من تلك المنطقة الجغرافية الحيوية في المنطقة الوسطى التي تشكل عقدة مرور تمثل شرايين للمحافظات المجاورة وبقية المحافظات السورية".

وخلال تواجده في مدينة الرستن، قال محافظ حمص طلال برازي لوكالة فرانس برس إن "كل محافظة حمص خالية من السلاح والمسلحين اعتباراً من هذا اليوم، كل المناطق وبينها الحولة وتلبيسة والرستن، شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً".

وخرج بموجب عملية الإجلاء حوالى 34500 مقاتل معارض وأفراد من عائلاتهم ومدنيين آخرين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وانتهى بذلك تواجد الفصائل المعارضة في محافظة حمص للمرة الأولى منذ اواخر العام 2011. وتعرضت مدن وبلدات ريف حمص الشمالي للحصار وكانت المساعدات الدولية تدخل إليها بين الحين والآخر.

ويحتفظ تنظيم الدولة الإسلامية، وفق المرصد السوري، بجيب صغير في البادية السورية التي تمتد من ريف حمص الشرقي ومحافظة دير الزور المحاذية وصولاً إلى الحدود العراقية. 

وفي محافظة حماة، يقتصر تواجد الفصائل المعارضة على مناطق محدودة في ريفها الشمالي.

ويمر في ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي الطريق الدولي الذي يمتد بين أبرز المدن السورية، من دمشق الى حمص وحماة وصولاً إلى حلب. 

ومع انتهاء عملية الإجلاء، من المفترض أن يفتح الجيش السوري الطريق الذي يربط بين دمشق وحمص وحماة، ليبقى جزء صغير يؤدي الى حلب ويمر عبر محافظة ادلب خارج سيطرته.

وقال برازي للصحافيين إن "هذه المنطقة تشكل محورا رئيسيا على الطريق الدولي من دمشق - حمص - حماة، وهذا الطريق سيكون مفتوحاً خلال ايام وتعود إليه الحياة الطبيعية". 

وأتت عملية الإجلاء في وسط سوريا بعد اتفاقات مماثلة تركزت خلال الفترة الماضية في دمشق ومحيطها، أبرزها في الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات معقل الفصائل المعارضة الأبرز قرب العاصمة. 

التعليقات 0