تظاهرات غزة: تحرك سلمي أم هجوم تقوده حماس؟

W460

قتل 60 فلسطينيا الاثنين برصاص الجيش الاسرائيلي عند حدود قطاع غزة، ويقول من أدانوا رد إسرائيل أن الجنود أطلقوا النيران بدون تمييز على آلاف المحتجين، فيما اتهمت اسرائيل حركة حماس باستخدام التظاهرات ذريعة لشن هجمات.

- ما الذي حدث؟-يتظاهر عشرات الالاف من الفلسطينيين منذ 30 آذار/مارس الماضي في إطار "مسيرات العودة" للمطالبة بحقهم في العودة الى أراضيهم التي هجروا منها عند قيام دولة اسرائيل في 1948.

تبلغ التظاهرات ذروتها في العادة أيام الجمعة، مع مشاركة تتراوح بين آلاف الى عشرات الآلاف. وتقترب أعداد قليلة من السياج الامني لإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وإحراق الاطارات. بينما حاول البعض مرات عدة خرق السياج الامني الذي يبعد ما بين 50 و300 متر عن المواقع الإسرائيلية.

وتعهدت اسرائيل بمنع أي عمليات تسلل او إلحاق ضرر بسياجها الامني، وأعطت أوامر لجيشها بإطلاق النار في حال حصول ذلك.

وقتل 116 فلسطينيا منذ 30 آذار/مارس الماضي، وأصيب الالاف بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة. في حين أصيب جندي اسرائيلي واحد.

وخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين الاثنين وتجمعوا بالقرب من الحدود، بالتزامن مع نقل الولايات المتحدة سفارتها الى القدس.

وتفرض اسرائيل حصارا خانقا على القطاع منذ عام 2006، مؤكدة انه ضروري لعزل حماس التي تسيطر عليه.

بينما يقول منتقدوها إن الحصار يعزز اليأس والتطرف لدى سكان غزة وعددهم مليونان يعانون الفقر والبطالة.

- هل تقف حركة حماس خلف الاحتجاجات؟-تصف إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى حركة حماس بأنها "ارهابية". وتسيطر الحركة على القطاع منذ طرد قوات السلطة الفلسطينية من هناك عام 2007.

وعند بدء التظاهرات في 30 من آذار/مارس، أكد المنظمون انها مستقلة.

ولكن حماس منذ البداية شجعت هذه المسيرات ويبدو ان نفوذها تزايد عليها مع مروو الوقت.

وفي الايام التي سبقت الاثنين، شجعت حماس الشبان على السعي لاختراق السياج الامني رغم خطر إطلاق النار عليهم.

وتم توفير حافلات مجانية يوم المسيرة لنقل المتظاهرين الى الحدود، بينما دعت المساجد السكان الى المشاركة.

ودارت صدامات ومواجهات استمرت ساعات رد عليها الجيش الإسرائيلي بالرصاص موقعا عشرات القتلى.

ومع غروب الشمس، تزايدت المخاوف من سفك مزيد الدماء وانتهت التظاهرات فجأة. ودعت مكبرات الصوت المشاركين الى العودة.

وتقول المحللة السياسية في غزة رهام عودة ان "حماس تقود المسيرة بنسبة 90%" مشيرة إلى أنها "القوة الحالية التي تسيطر على قطاع غزة. وهذه المسيرة لم تكن ممكنة دون تنسيق منهم".

- هل كانت التظاهرات سلمية؟-تجمع الالاف على مدار أسابيع في خيم تبعد مئات الامتار عن الحدود، واقاموا تجمعات ولوحوا بالاعلام.

ولكن الاحتجاجات لم تكن سلمية تماماً، مثلما قالت حماس ومصادر أخرى، إذ شارك مئات من المتظاهرين في إلقاء الحجارة وبعضهم ألقى زجاجات حارقة.

مع ذلك، فأن هذه التجمعات شكلت خطرا محدودا على القوات الاسرائيلية ناهيك عن السكان الاسرائيليين. إذ أن النقاط التي يمكن للمتظاهرين بلوغها تقع على مسافات بعيدة للغاية من الجنود على الطرف الاخر من الحدود.

وشكلت الطائرات الورقية المحملة بعبوات مشتعلة تهديدا عملياً إذ أدت الى اندلاع النيران في عدة حقول على مدار الاسابيع الماضية.

وخلال أسابيع الاحتجاج السبعة، كانت الغالبية العظمى من المشاركين غير مسلحين، بحسب مراسلي فرانس برس.

وأعلن الجيش الاسرائيلي ان السلاح استخدم في بضع حالات ولم يتم اطلاق اي صواريخ.

والاثنين، سعى تقدم عدد صغير من المتظاهرين لاختراق السياج الامني المكون من طبقتين والدخول الى اسرائيل. وحمل بعضهم معدات لقطع السياج.

وزعم الجيش الاسرائيلي انه كانت هناك عدة محاولات لخرق السياج من قبل مجموعات مسلحة وأن متفجرات زرعت على الحدود.

ونشر الجيش على حسابه على موقع تويتر مقطع فيديو يظهر متظاهرين يحملون سكاكين ويحاولون قطع السياج الامني.

- هل كان الرد الاسرائيلي متكافئا؟-دعا الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ودول أخرى الى اجراء تحقيق مستقل في الاحداث.

اعتبر المفوض السامي لحقوق الانسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين الجمعة أن الرد الاسرائيلي على تظاهرات الفلسطينيين في غزة "لم يكن متكافئا على الإطلاق" معربا عن دعمه الدعوات لفتح تحقيق دولي.

وحذر المفوض السامي من أن "القتل الناجم عن الاستخدام غير الشرعي للقوة من قبل قوة محتلة قد يشكل كذلك أعمال قتل متعمد، ما يعد انتهاكا خطيرا لاتفاقية جنيف الرابعة".

ويشكل عادة خرق اتفاقيات جنيف التي تم تبنيها عام 1949 بعد الحرب العالمية الثانية "جريمة حرب"، لكن زيد لم يستخدم هذا المصطلح بشكل واضح.

وأشارت منظمة "انقذوا الاطفال" إلى ان 250 طفلاً بين الجرحى المصابين بالرصاص.

ورفضت اسرائيل الدعوت لإجراء تحقيق، مؤكدة ان ما قامت به ضروري لوقف عمليات التسلل.

وقال عاميت غيلوتز، المتحدث باسم منظمة "بيتسيلم" الحقوقية انه "لدى الناس الحق في الاحتجاج دون ان يتم إطلاق النار عليهم"، مؤكدا انه "ما كان ينبغي أن يسقط قتلى".

في المقابل قال جيرارد شالياند، الخبير في الحرب غير المتكافئة، انه "لم يكن هناك خيار آخر" أمام إسرائيل، وتابع "لا يمكنهم السماح للناس بعبور الحدود".

- من هم القتلى؟-قال قيادي كبير في حركة حماس ان 50 شخصا من بين 62 فلسطينيا قتلوا يومي الاثنين والثلاثاء، كانوا اعضاء في الحركة. وأوضح قياديون آخرون ان العدد يساوي بيوت العزاء التي تكفلت بها حماس ولا يعني انهم كانوا أعضاء في الجناح المسلح او يحملون أسلحة.

وأشار غيلوتز "ان كون المتظاهرون مرتبطين بحماس لا يجعلهم أهدافا مشروعة".

ومن بين القتلى، الصحافي الفلسطيني ياسر مرتجى الذي قتل رغم ارتدائه سترة عليها شعار الصحافة.

وادعت اسرائيل انه كان ناشطا في حركة حماس، لكنه ادعاء لم تثبت صحته كون المؤسسة التي انشأها مرتجى تلقت مؤخرا من "الوكالة الأميركية للتنمية الدولية" (يو اس ايد) وعدا بمنحها تمويلا.

التعليقات 0