ترامب يدافع امام الامم المتحدة عن طروحاته مهاجما إيران بحدة

Read this story in English W460

دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء إلى ممارسة ضغوط كثيفة على ايران وشركاء واشنطن التجاريين فيما قدم دفاعا قوياً عن طروحاته وخصوصا حق بلاده في التصرف بشكل منفرد.

وفي كلمة أمام قادة العالم في افتتاح الاجتماع السنوي للجمعية العمومية للأمم المتحدة، انتقد ترامب منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وسياسات الصين التجارية والمحكمة الجنائية الدولية التي تعهد بأن الولايات المتحدة لن تقبلها.

وقبل ساعات من الكلمة التي سيلقيها الرئيس الإيراني حسن روحاني من نفس المنبر، دان ترامب النظام الديني في إيران قائلا أنه يزرع "الفوضى والموت والدمار" كما أكد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الدولي الذي يهدف إلى خفض نشاطات طهران النووية.

ولكن ترامب بدا أقل حدة مقارنة مع العام الماضي عندما صدم المشاركين في الاجتماع بخطابه العدواني ضد كوريا الشمالية الذي اشتمل على تهديد ب"التدمير الكامل" لدولة الزعيم كيم جونغ اون.

وهذه المرة استعرض ترامب دبلوماسيته بشأن كوريا الشمالية وتحدث عن القمة التاريخية التي عقدها مع زعيم كوريا الشمالية في سنغافورة في حزيران/يونيو الماضي.

وقال انه عمل على "استبدال شبح النزاع بمساع جريئة وجديدة من أجل السلام". وقبل أقل من شهر من انتخابات منتصف الولاية في الولايات المتحدة، بدت كلمة ترامب في بعض الأحيان وكأنها خطاب انتخابي حيث اشاد بانخفاض معدلات البطالة.

وتباهى بأن فريقه "حقق انجازات أكثر من أي إدارة أخرى في تاريخ بلادنا" ما اثار ضحك المشاركين في هذا الاجتماع الذي عادة ما تسوده الجدية التامة.

ورد على ذلك قائلا "لم أتوقع رد الفعل هذا، ولكن لا بأس".

- عزل إيران -

تعتبر إيران محل اهتمام كبير للأسبوع السنوي في دبلوماسية الأمم المتحدة بعد أشهر من اغضاب ترامب لحلفاء بلاده في أوروبا بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 الذي وافقت إيران بموجبه على خفض نشاطاتها النووية مقابل تخفيف العقوبات عنها.

وقال "لا يمكننا أن نسمح لأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم بأن تمتلك الأسلحة الأكثر تدميراً في العالم" في إشارة لدعم طهران لبعض الحركات الاسلامية المسلحة وبينها حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني.

وأضاف "لا يمكننا أن نسمح لنظام يهتف +الموت لإميركا+ ويهدد إسرائيل بالقضاء التام عليها، أن يمتلك السبل لإطلاق رأس حربي نووي على أي مدينة على وجه الأرض".

وأضاف "نطالب جميع الدول بعزل النظام الإيراني طالما استمر في عدوانه".

- ترامب يهاجم العولمة-

هاجم ترامب ايدولوجية "العولمة"- التي تؤمن بها العديد من الدول في الأمم المتحدة واليسار السياسي في الولايات المتحدة -- وقال أن "اميركا لن تعتذر مطلقا عن حماية مواطنيها".

وأضاف أن المحكمة الجنائية الدولية التي تدعمها الأمم المتحدة "لا تحظى بأي شرعية أو سلطة".

وفي وقت سابق هدد مستشاره للأمن القومي جون بولتون بمقاضاة قضاة المحكمة في حال نظروا في اتهامات ضد القوات الأميركية في افغانستان.

وقال ترامب لن نتخلى أبدا عن السيادة الاميركية لبيروقراطية عالمية غير منتخبة وغير مسؤولة" رافضا "ايديولوجية العولمة".

ووسط الحرب التجارية مع الصين، قال ترامب أن الاختلال التجاري مع القوة الاسيوية "لا يمكن التساهل معه" كما انتقد منظمة أوبك".

وقال "اوبك ودول الأوبك تسرق باقي العالم، وأنا لا أحب ذلك. ويجب أن لا يحبه أحد".

من ناحيته، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء بشدة استخدام العقوبات الاقتصادية "كسلاح" في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في انتقاد ضمني للولايات المتحدة.

وقال أردوغان "لا يمكن لأحد أن يلزم الصمت أمام الإلغاء التعسفي للاتفاقيات التجارية وانتشار الحمائية واستخدام العقوبات الاقتصادية كسلاح".

- الاتحاد الأوروبي يرفض العقوبات -

في مؤشر على أن بعض حلفاء واشنطن غير مستعدين لاتباع ترامب بشكل تلقائي، فقد أعلنت الدول الخمس الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي مع ايران -- بريطانيا، الصين، فرنسا، المانيا، وروسيا - الاثنين عن إطار قانوني جديد على أمل أن تتمكن الشركات من القيام بتعاملات تجارية مع ايران في التفاف على العقوبات الأميركية.

كما اغتنم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كلمته في الجمعية العمومية للدعوة إلى "الحوار والتعددية" في التعامل مع ايران، وقال أن اتفاق 2015 أدت الى تراجع برنامج إيران النووي.

وفي كلمته يتوقع أن يؤكد الرئيس الايراني على أن طهران لا تزال ملتزمة بالاتفاق ويصور الولايات المتحدة على أنها خارجة عن التزاماتها الدولية.

ورغم أن أن الرئيسين الاميركي والايراني سيتحدثان من نفس المنبر، إلا أنهما استبعدا عقد لقاء بينهما على هامش اجتماع الجمعية العمومية.

وكتب ترامب على تويتر "لا أنوي لقاء الرئيس حسن روحاني رغم وجود مطالب" بذلك، مضيفا "ربما يوما ما في المستقبل. أنا متأكد بأنه رجل رائع!"

وصرح روحاني أنه لا يخطط للقاء ترامب خلال وجوده في نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة ووصف عرض ترامب بأنه "ليس صادقا ولا نزيها".

وكشرط مسبقا لأي حوار قال روحاني إن على ترامب أن يصلح الضرر الذي تسبب به بالانسحاب من الاتفاق النووي. وقال لشبكة "إن بي سي" إنه "يتعين إعادة بناء ذلك الجسر".

التعليقات 0