القرويون الأندونيسيون يروون رعب تسونامي

Read this story in English W460

سمع آسيب سوناريا صوت الموج قبل ثوانٍ فقط من انقضاض كتلة هائلة من المياه عليه، فأسقطته عن دراجته النارية وجرفت بيته وقريته.

ولا يزال سوناريا البالغ من العمر 42 عاماً غير قادر على استيعاب الكارثة التي حلت دون سابق إنذار، فيما يبحث المنقذون عن ناجين من التسونامي الذي ضرب شواطئ جزيرتي جاوة وسومطرة وقتل 281 شخصاً.

وروى لوكالة فرانس برس، "أتت المياه من ذلك الاتجاه مع صوتٍ كالرياح. صُدمت. لم أتوقع ذلك على الإطلاق، لم يكن هناك من تحذير... في البداية ظننت أنها موجة مدّ عادية لكن المياه ارتفعت كثيراً".

هرب سوناريا وعائلته من قريتهم سوكارامي إلى مناطق أكثر ارتفاعاً عن سطح البحر وليس عليهم سوى ملا بسهم.

لكن يمكن لسوناريا وعائلته اعتبار أنفسهم محظوظين، فقد لقي قرويون آخرون حتفهم عندما ضربت الأمواج المرتفعة شواطئ يكثر ارتيادها في جنوب سومطرة والطرف الغربي من جزيرة جاوة، لتُغرق الفنادق والمنازل القريبة من الشاطئ.

ويقول الخبراء إن التسونامي تشكل جراء انهيار جزء من بركان أناك كراكاتاو في مضيق سوندا بعد ثوران البركان.

"عائلتي آمنة لكن منزلي مدمّر، كل شيء اختفى"، روى سوناريا، مضيفاً "أنا الآن أبحث عن الجثث المفقودة. لقد عثرنا على جثة واحدة أمس والآن نمشّط مناطق يمكن أن يكون فيها المزيد من الجثث".

وروت سورنارتي (61 عاماً) وهي قروية أخرى كيف عثرت على جثتين عندما كانت تبحث عن أغراضها قرب منزلها المدمر. وتابعت أن والدتها البالغة من العمر مئة عام قد نجت من الأمواج، ونقلت إلى مكان أكثر ارتفاعاً إلى حين التأكد نهائياً من أنهم بمنأى عن تسونامي آخر، وهو أمر حذر الخبراء من إمكانية حصوله.

وأخبرت سونارتي وكالة فرانس برس أن حياتها كانت أصلاً صعبة: "كنا فقراء جداً والآن يحصل هذا".

وفي قرية كيلوراه، روى آدي جونادي كيف كان أوّل من شاهد غضب الطبيعة. وقال: "لقد حصل الأمر بسرعة شديدة. كنت أتحدّث مع ضيف في منزلنا عندما فتحت زوجتي الباب وصرخت مرعوبة. ظننت أن هناك حريقاً، لكن عندما نظرت عبر الباب، رأيت المياه تتقدّم".

وفي قرية سوكارامي، انتظرت سونارتي وجيرانها الجائعون وصول مساعداتٍ للمنكوبين.

لكنها قالت إن لا مساعدات قد جاءت حتى الآن، و"الناس يتضورون جوعاً".

التعليقات 0