سجال بين "مشيخة عقل الدروز" ورئاسة الجمهورية

Read this story in English W460

أثارت دعوة الشيخ نصر الدين الغريب الى القمة العربية الاقتصادية التي انعقدت في بيروت أمس الاحد، استياء مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز التي رأت في عدم انحصار الدعوة في الرئيس الروحي للطائفة "انتهاكا للبروتكول"، و"ضربا لميثاق العقد الوطني"، الامر الذي استدعى إصدار بيان توضيحي من مكتب رئاسة الجمهورية.

وقال مكتب الاعلام للرئاسة "منعا لأي استثمار خاطئ، نؤكد انّ دعوة ايّة شخصيّة دينيّة او غير دينيّة الى احتفالٍ رسميّ، لا يعني بأيّ شكل من الاشكال انتهاك رئاسة الجمهورية القيم والمفاهيم الوطنية، ولا يمثّل استطرادا مخالفة للدستور والقوانين والانظمة".

وبالتالي فإنّ الرئاسة حريصة على احترام الدستور وصونه وتطبيق القوانين، بقدر حرصها على وحدة الطوائف اللبنانية واحترام مرجعياتها، وتمثيلها في الاحتفالات والمناسبات الرسمية. بحسب البيان.

وكانت مشيخة عقل طائفة الموحدين قالت في بيان "إن ما بلغته محاولات البعض لضرب ميثاق العقد الوطني الذي يجمع العائلات الروحية اللبنانية في بوتقة الوطن، من مستوى عالي الخطورة، لم يعد واردا التغاضي عنه بأي شكل من الأشكال، ولا يجوز السكوت إطلاقا حيال أي ممارسات تتعدى الإطار الدستوري والقانوني وتضرب ركائز العيش المشترك، وتخل بالثوابت والمسلمات الوطنية المعمول بها بين مكونات البلاد وخصوصيات عائلاتها الروحية التي كفلها الدستور وشرعتها القوانين. ونأسف أن يكون لنا بيان في هذا الإطار وما كان دأبنا وعهدنا إلا المطالبة بدولة القانون وصون الدستور والعمل وفقا لما تقتضيه مزايا الحكم العاقل الرشيد".

ورأت أن "ما حصل في القمة العربية الإقتصادية التي انعقدت في بيروت لناحية تخطي الأعراف والتقاليد ومبادئ العمل البروتوكولي عبر عدم اقتصار الدعوة إلى جلسة القمة على الرئيس الروحي للطائفة التوحيدية حصرا، إنما يشكل انتهاكا فاضحا للقيم والمفاهيم الوطنية، ويمثل مخالفة صارخة للدستور والقوانين والأنظمة؛ ويعد تدخلا مشبوها في الشؤون الخاصة بطائفة الموحدين الدروز التي أولاها الدستور حق تنظيم وترتيب أمورها".

وذكرت أن ذلك "تكرس بالقانون الصادر عن المجلس النيابي عام 2006 الذي حصر التمثيل الرسمي لطائفة الموحدين بالمجلس المذهبي المنتخب وبمشيخة العقل، كمرجع رسمي شرعي وحيد للطائفة".

وأهاب البيان "بالمعنيين عدم أخذ الأمور إلى ما يتخطى أركان العقد الاجتماعي والوطني"، مؤكدة أن "ما حصل من خلل خطير يستدعي التصويب بشكل حازم".

ووضعت مشيخة العقل، "الأمر برمته برسم رئيس الجمهورية الذي تقع على عاتقه مهمة احترام وصون الدستور وتطبيق القوانين وحماية العيش المشترك واحترام خصوصيات النسيج الروحي الذي يتشكل منه لبنان".

وتعليقا على ما حصل، قال عضو اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيب في بيان "أن يدعى أي رجل دين إلى القمة العربية الاقتصادية فهذا شأن المنظمين، اما أن يدعى لأهداف سياسية مبيتة تسهدف طائفة مكونة لهذا الوطن، فهذا أمر غريب وغير مقبول وخطير".

وكان رئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان تشكر رئيس الجمهورية ميشال عون لدعوته الغريب الى القمة.

وغرد غريب عبر حسابه على "تويتر" بالقو: "أتوجه الى فخامة الرئيس العماد ميشال عون بأسمى آيات التقدير والعرفان والاحترام لدعوته سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نصرالدين الغريب لحضور القمة العربية التنموية المنعقدة في بيروت، وذلك إن دل على شيء يدل على احترام فخامته للتنوع والديمقراطية في خصوصية الطوائف والمذاهب وعدم الخضوع لسياسة الإلغاء والهيمنة والتسلط... وهذا ليس بمستغرب عن العماد ميشال عون وأخلاقياته العالية".

وتوجه الى الرئيس عون قائلا "فنقول لفخامتكم لن نتغير ولن نتبدل، وستبقى حامي الجمهورية من العابثين بأمن وسلامة ورقي الوطن... هؤلاء الذين نهبوا وسرقوا خيرات لبنان وشعبه وسنبقى وإياكم بالمرصاد لكل فاسد ومفسد".

يذكر أن الخلاف السياسي بين رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس الحزب "الديمقراطي اللبناني" النائب طلال إرسلان، يمنع توحيد مشيخة عقل الطائفة. ففيما كرست طائفة الموحدين الشيخ نعيم حسن الرئيس الروحي لها، لا يزال ارسلان ومعه رئيس حزب "التوحيد العربي" وئام وهاب معترضان، ويعترفان بالشيخ نصر الدين الغريب رئيسا روحيا للطائفة.

يشار الى أنه في عام 2006 صدر قانون لتنظيم شؤون الطائفة يقول بوجود شيخ عقل واحد.

وقانون أيلول 2006 الذي يرفضه أرسلان قد حلّ بديلاً من قانون عام 1962 الذي قضى بتكريس استقلالية الطائفة في شؤونها وأوقافها ومؤسساتها الخيرية، وراعى وجود شيخين للعقل بصفة رسمية وثالث بأحكام انتقالية إلى حين وفاة الشيخ غير المعترف به من قبل رئيس الدولة وفقاً لأحكام المادة الثانية من القانون المذكور (توفي الشيخ علي عبد اللطيف عام 1970 وانتهت مفاعيل هذه المادة من القانون).

في قانون 1962 ينتخب شيخي العقل أبناء الطائفة الذكور الذين لهم الحق في الانتخاب وفقاً لقانون انتخاب أعضاء المجلس النيابي، بعدما تتفق كلمة الطائفة الدرزية في لبنان على اختيارهما من أبنائها الأخيار. بعد وفاة الشيخ رشيد حمادة (يزبكي) عام 1970، لم يبق إلا الشيخ محمد أبو شقرا في منصب شيخ العقل (جنبلاطي) حتى وفاته في عام 1991 حين عيّن بهجت غيث قائم مقام شيخ عقل الموحدين الدروز بمباركة من وليد جنبلاط. بعد سنوات قليلة على تعيينه، نشبت خلافات حادة بين الشيخ بهجت غيث والنائب وليد جنبلاط ما لبثت أن توسعت لتشمل عدداً من المراجع الدينية الدرزية.

مصدرنهارنت
التعليقات 1
Thumb warrior 06:48 ,2019 كانون الثاني 22

In Lebanon politics and religion are intertwined.