وارسو تنتظر اعتذارات من إسرائيل بعد اتهامها بمعاداة السامية

Read this story in English W460

أعلنت وارسو الثلاثاء أنها تنتظر اعتذارات من الحكومة الإسرائيلية بعد اتهامها بمعاداة السامية، الأمر الذي حمل بولندا على إلغاء مشاركتها في قمة مقررة في القدس.

وأثار وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس غضب وارسو باتهامه البولنديين بأنهم "رضعوا معاداة السامية مع حليب أمهاتهم"، مضيفا أن "عددا من البولنديين تعاونوا مع النازيين".

وصرّح نائب وزير الخارجية البولندي سيمون سينكوفسكي فيل سيك أن على السلطات الإسرائيلية أن "تعتذر" عن هذا التصريح و"تنبذه".

وأعلن رئيس وزراء بولندا ماتوش مورافيتسكي الاثنين إلغاء مشاركة بلاده في قمة مجموعة فيشيغراد (المجر وبولندا والجمهورية التشيكية وسلوفاكيا) التي كان من المقرر عقدها في القدس، واصفاً تعليقات وزير خارجية إسرائيل حول دور بولندا خلال محرقة اليهود بأنها "عنصرية".

وحذّر مدير مكتب رئيس الوزراء ماريك سوسكي عبر قناة "بولسات نيوز" الخاصة بأنه إذا لم يتمّ تقديم اعتذارات، "سيكون هناك فعلاً برودة في العلاقات" الثنائية.

واعتبر رئيس الأمانة العامة لمجلس الوزراء مايكل دفورشيك أن من المناسب التحدث عن "توترات وليس عن انهيار" العلاقات البولندية الإسرائيلية. وقال لإذاعة "ار ام اف اف ام" إن وارسو لا تزال "شريكاً مهماً جدا، إن لم تكن الأهمّ، لإسرائيل في أوروبا" مضيفاً أن البلدين "يدعمان بعضهما في مشاريع مختلفة".

وأشار رئيس حزب "كوكيز 15" المعادي لمؤسسات النظام، بالاتهام إلى وزير الخارجية البولندي ياتسيك تشابوتوفيتش الذي فشل برأيه في تنظيمه مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط الأسبوع الماضي في وارسو، معتبرا أن عليه أن يقدم استقالته لرئيس الوزراء.

وأدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال هذا المؤتمر بتصريحات موضع جدل حول دور البولنديين في محرقة اليهود.

ومضى نائب رئيس مجلس النواب في البرلمان البولندي ستانيسلاف تيتشكا إلى حد المطالبة بإعلان كاتس شخصا غير مرغوب فيه في بولندا.

وأدلى رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال هذا المؤتمر بتصريحات موضع جدل حول دور البولنديين في محرقة اليهود.

وأعطى رئيس الوزراء البولندي مقابلات عدة، مراهنا على الوقت لعودة الهدوء إلى العلاقات الثنائية.

وقال مورافيتسكي لصحيفة دجينيك غازيتا برافنا "علينا أن نأخذ نفَسا عميقا وننتظر أن تجري الانتخابات هناك. علينا أن ننتظر أيضا أن تجري انتخاباتنا الأوروبية، وفي النصف الثاني من السنة، نستأنف الحوار حول لقاء بين مجموعة فيشيغراد وإسرائيل، مثلما فعلنا مع رؤساء وزراء مجموعة فيشيغراد".

ويسجل هذا التوتر في العلاقات بين بولندا وإسرائيل بعد أزمة كبرى طرأت العام الماضي بسبب قانون بولندي موضع جدل، اعتبر في إسرائيل والولايات المتحدة بمثابة محاولة مبطنة لمنع الناجين من المحرقة من التحدث عن جرائم ارتكبها بولنديون بحقهم، إذ يهددهم بعقوبات بالسجن.

وتعترف بولندا بمثل هذه الجرائم، لكنها تصر على عدم وجود أي شكل من التعاون المنتظم مع النازيين.

وعدلت بولندا في نهاية المطاف هذا القانون الرامي بحسبها إلى الدفاع عن صورة البلاد وعن البولنديين خلال الحرب العالمية الثانية، وأعلن البلدان عودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها.

وخسرت بولندا التي اجتاحتها المانيا النازية واحتلتها، ستة ملايين مواطن إبان الحرب العالمية الثانية، بينهم ثلاثة ملايين يهودي.

التعليقات 0