الهند ترفض عرض باكستان المساعدة بالتحقيق في هجوم كشمير

Read this story in English W460

طالبت الحكومة الهندية الثلاثاء باكستان باتخاذ إجراء "موثوق وواضح" بعد اعتداء انتحاري في كشمير، مع رفضها لعرض رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان تقديم المساعدة في التحقيق في الاعتداء.

ومع تجدد التوتر بين البلدين المجاورين اللذين يملكان أسلحة نووية، طالب خان في وقت سابق الثلاثاء الهند بتقديم "أدلة فعلية" على ادعائها بأن باكستان دعمت منفذ الهجوم الانتحاري.

وعرض خان مساعدة الهند في التحقيق في الهجوم، مؤكداً في الوقت نفسه أن باكستان ستردّ إذا ما اعتدي عليها على خلفية التفجير الذي تبناه تنظيم "جيش محمد" المتمركز في باكستان وأسفر عن 41 قتيلاً من الجيش الهندي.

وقالت الخارجية الهندية في بيان إن "رئيس وزراء باكستان عرض التحقيق في المسألة إذا قدمت الهند دليلاً. يا لها من حجة واهية".

وتابع البيان "نطلب من باكستان التوقف عن تضليل المجتمع الدولي وأن تتخذ إجراء موثوقا وواضحا ضد المتورطين في هجوم بولواما الإرهابي".

ومنذ اعتداء الخميس على عسكريين هنود في مقاطعة بولواما في كشمير، أطلقت القوات الهندية عملية واسعة النطاق ضدّ "جيش محمد".

وأكّد مسؤولون هنود الثلاثاء أن أربعة عسكريين ومدنياً هندياً قتلوا في تبادل لإطلاق النار الاثنين.

وقال الجيش الهندي إن التفجير الانتحاري "خطط له" جهاز الاستخبارات الباكستاني القوي.

وتنفي باكستان علاقتها بالهجوم، بينما أكد عمران خان في خطاب وطني بثّ على التلفزيون أنه إذا اعتدي عليها "فإن باكستان لن تفكّر في الانتقام فحسب بل ستنتقم فعلاً".

-دفع انتخابي-

سار الآلاف في المدن الهندية في الأيام الأخيرة تكريماً لضحايا الهجوم، ومطالبين الحكومة بردّ حازم.

وقامت الحكومة الهندية بالفعل بسحب امتيازات تجارية لباكستان، وأنهت حماية الشرطة لأربعة قادة كشميريين انفصاليين، كما علّقت بعض الخدمات عبر الحدود.

وقال خان إن نظيره الهندي ناريندا مودي سينال دفعاً انتخابياً قبل الانتخابات المرتقبة، إذا ما أقدمت نيودلهي على مهاجمة باكستان. وتابع "من السهل إشعال حرب"، آملاً أن "يسود التعقل".

وأكد خان أن أي تنظيم يستخدم الأراضي الباكستانية لشن هجمات فإن "مشكلته معنا. إن هذا يتعارض مع مصالحنا".

وكشمير منقسمة بين الهند وباكستان منذ الاستقلال عن بريطانيا في عام 1947. وتطالب الدولتان بهذه المملكة السابقة في الهيمالايا كاملةً، وخاضتا حربين مرتبطتين بالنزاع.

وهي من أكثر المناطق عسكرةً في العالم، مع 500 ألف عسكري هندي منتشر فيها منذ اندلاع التمرد في عام 1989. والعديد من الجماعات المسلحة باتت الآن متورطة في النزاع.

وتتهم الهند باكستان منذ وقت طويل بتدريب وتسليح عناصر مقاتلة في كشمير لإطلاق هجمات على الأراضي الهندية، بينها جماعات مثل "جيش محمد" و"لشكر طيبة"، المتهمة بتنفيذ هجمات في عام 2008 في بومباي خلّفت أكثر من 170 قتيلاً. واتهمت إيران أيضاً باكستان الأسبوع الماضي بحماية متورطين في اعتداء قتل 27 عنصراً من الحرس الثوري، فيما تقول كابول وواشنطن منذ وقت طويل إن إسلام أباد توفر ملاذاً لحركة طالبان الأفغانية.

وفي وقت سابق الثلاثاء، طلب وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التدخل في هذا العنف المتصاعد.

وكتب قرشي "على الأمم المتحدة التدخل لنزع فتيل التوتر"، وذلك في رسالة شاركها مع الصحافيين.

والاثنين، تعهدت السعودية بالعمل على "تهدئة" الأوضاع خلال زيارة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى إسلام أباد. ومن المقرر أن يزور الهند الثلاثاء والأربعاء.

وحذر سفير باكستان لدى أفغانستان من أن أي خطوة من الهند ضد إسلام اباد ستؤثر سلباً على محادثات السلام مع طالبان.

وباكستان "تلعب دوراً مهماً جداً" في المفاوضات المتواصلة منذ أشهر بقيادة الولايات المتحدة، بين طالبان والحكومة الأفغانية، وفق السفير زاهد نصرالله.

التعليقات 0