الاعتداءات تحيي ذكريات الحرب الأهلية في أذهان السريلانكيين

W460

أحيت الاعتداءات لدى المواطن شانثا براساد ذكريات الحرب الأهلية الدامية في سريلانكا أثناء قيامه بنقل أطفال أصيبوا بجروح في الهجمات يوم أحد الفصح إلى مستشفى في كولومبو.

وقال لوكالة فرانس برس الاثنين غداة التفجيرات التي استهدفت كنائس وفنادق وأودت بحياة قرابة 300 شخص "نقلت نحو ثمانية أطفال جرحى أمس".

وقال براساد "كان بينهم طفلتان عمرهما ست وثماني سنوات، نفس عمر ابنتي اثلانتين". ويعمل براساد في مستشفى حيث يساعد في نقل حمالات إلى أقسام وغرف في المستشفى.

وتابع "كانت ملابسهما ممزقة وملطخة بالدماء. لا نقوى على مشاهدة هذا النوع من العنف مجددا".

وبالنسبة لكثير من السريلانكيين أعادت الاعتداءات على كنائس وفنادق تستضيف شخصيات مرموقة، إلى الأذهان ذكريات أليمة لنزاع استمر ثلاثة عقود أودى بحياة ما يصل إلى مئة ألف شخص.

في سنوات ذلك النزاع، كانت الهجمات بالقنابل أمرا مألوفا، والكثير من السريلانكيين كانوا يشعرون بالتوتر في الشارع وفي وسائل النقل العام.

وفي العاصمة قال عامل النظافة مالاثي ويكراما الاثنين إنه يشعر بقلق خلال قيامه بعمله.

وقال "نخشى الآن حتى لمس أكياس بلاستيكية للنفايات".

وأضاف أن "سلسلة التفجيرات أمس تعيد إلى الأذهان ذكريات الوقت الذي كنا فيه نخاف التنقل في حافلات أو قطارات بسبب عبوات ناسفة".

- مقاومون -

بعد رفع حظر تجول فرض في أنحاء البلاد صباح الإثنين، بدأ الناس بالنزول إلى شوارع كولومبو حيث كانت الاجراءات الأمنية مشددة.

وأغلقت المدارس والبورصة لكن بعض المتاجر فتحت أبوابها وكانت خدمة النقل العام تعمل.

وكان سائق عربة توك-توك يدعى امتياز علي يبحث عن زبائن في العاصمة، لكنه أوضح إن عائلته فجعت بموت ابن شقيقه في التفجير الذي استهدف فندق سينامون غراند.

وقال "الشاب كان بعمر 23 عاما. كان موظف مبيعات في فندق سينامون غراند وكان عرسه مقررا الأسبوع القادم". وأضاف "خططنا جميعا لإقامة حفل الزفاف في المنزل لكنه اليوم أصبح بيت عزاء".

عندما توقف علي في محطة لشراء عبوة إضافية من الوقود، قاله له عامل المحطة إن الشرطة منعت بيع البنزين والديزل في عبوات أو قناني خشية استخدامه في تصنيع عبوات متفجرة.

وفي أماكن أخرى في المدينة كان عدد من المواطنين في طريقهم إلى أعمالهم مصممين على مواصلة ما يشبه الحياة الطبيعية رغم المأساة.

وقال الموظف في إحدى الشركات نوان سمارويرا (50 عاما) "نحن شعب مقاوم".وأضاف "شهدنا الكثير من أعمال العنف خلال الحرب الأهلية. للعالم الخارجي قد يبدو ذلك أمرا كبيرا لكن بالنسبة لنا الحياة مستمرة". وتابع "علينا أن نستجمع أنفسنا ونمضي قدما".

- "جثث في كل مكان" -

إلى الشمال من كولومبو تجمع عدد من الأشخاص في كنيسة سان سيباستيان لتكريم عشرات الأشخاص الذين قتلوا أثناء مشاركتهم في قداس عيد الفصح.

وقامت امرأة وابنها بسكب الشاي لعناصر الأمن لإظهار التضامن، فيما كان عمال النظافة يزيلون شظايا الزجاج والخشب داخل الكنيسة وقد وضعوا أقنعة واقية على وجوههم.

وقال تشرشل كاروناراتني (52 عاما) "نهضت صباحا وقلت لنفسي +ما الذي يمكنني فعله للمساعدة+؟"، فيما كان يضع زهورا أمام الكنيسة وهو يبكي.

وسارع إلى الكنيسة غداة الاعتداء آملا في المساعدة لكنه رأى مشاهد رعب.

وقال كاروناراتني وهو والد لثلاثة أبناء "جئت بعد التفجير وشاهدت جثثا في كل مكان".

وأضاف "أبنائي شاهدوا كل شيء على التلفزيون وهم الآن يخافون كثيرا بشأن الذهاب إلى الكنيسة".

وقال " يطرحون أسئلة كثيرة من بينها +أين الله؟+".

التعليقات 0