تراجع ارباح شركات الطيران في 2012 بسبب ازمة الدين في اوروبا

Read this story in English W460

اعلنت المنظمة الدولية للنقل الجوي (اياتا) الاثنين ان ارباح شركات الطيران في العالم ستنخفض هذا العام الى ثلاثة مليارات دولار (2,4 مليار يورو)، بتراجع نسبته 62 بالمئة متأثرة بخسائر الشركات الاوروبية.

وتؤكد المنظمة التي تضم كل شركات الطيران بذلك تقديرات اعلنتها في آذار في القطاع العالمي. الا انها ضاعفت تقديراتها للخسائر المتوقعة للشركات الاوروبية التي ستبلغ 1,1 مليار دولار (880 مليون دولار)، مقابل 600 مليون دولار في التقديرات الاساسية.

وقال مدير المنظمة توني تايلر في افتتاح الاجتماع السنوي العام الذي يستمر يومين في بكين ان تراجع الارباح للسنة الثانية على التوالي بعد تلك التي سجلت العام الماضي وبلغت 7,9 مليار دولار و15,8 مليارا في 2010، ناجم الى حد كبير عن ازمة الديون السيادية الاوروبية وارتفاع اسعار النفط.

واكد تايلر امام حوالى 650 مندوبا من 242 شركة اعضاء في المنظمة من ممثلين لشركات انتاج الطائرات وشركات خدمات في القطاع، ان "الارباح العالمية ضئيلة"، مشيرا الى "سنة صعبة جديدة".

واضاف ان هذه الارباح من رقم اعمال اجمالي يقدر ب631 مليار دولار "يساوي هامشا لا يتجاوز ال0,5 بالمئة"، بعد 1,3 بالمئة العام الماضي و2,9 بالمئة في 2010.

واوضح تايلر ان "كل شركات النقل الجوي تعاني من الاسعار المرتفعة للمحروقات ومن المخاوف المتعلقة بالاوضاع الاقتصادية، لكن الوضع يختلف من منطقة الى اخرى".

واضاف ان "الشركات في اميركا (الشمالية واللاتينية) شهدت تحسنا في آفاقها في 2012 بينما شهدت بقية العالم تراجعا في الارباح. اما الشركات الاوروبية فوسط الاعمال يتراجع بسرعة ما يؤدي الى خسائر كبيرة".

واضاف ان الوضع في اوروبا يشكل "الخطر الاكبر" الذي يهدد مجمل القطاع.

وحذر من انه "اذا اصبحت (الازمة) ازمة مصرفية، فيمكن ان يضرب الانكماش قارة باكملها ويجر بقية العام وكل ارباحنا نحو الاسفل".

الا ان تايلر تابع ان "خفضا في اسعار النفط وزيادة اكبر من المتوقع في حركة نقل الركاب وبعض الانتعاش في قطاع الشحن تقدم آفاقا افضل للربحية".

واعتمدت المنظمة في ارقامها على سعر لبرميل النفط الخام يبلغ 110 دولارات مقابل 115 في تقديراتها في آذار. لكن تايلر قال انه "حتى بخفض للاسعار تبقى المحروقات تمثل 33 بالمئة من نفقات عمليات الشركات".

وتابع المدير العام للاياتا ان حركة نقل الركاب يفترض ان ترتفع هذه السنة الى 2,966 مليار مقابل 2,835 السنة الماضية بفضل الوضع الجيد للقطاع في آسيا واميركا اللاتينية "حيث الاقتصادات كانت الاكثر متانة".

وستقدم منطقة آسيا المحيط الهادىء المساهمة الكبرى في الارباح هذه السنة بملياري دولار بينما ما زالت اميركا الشمالية تقاوم بارباح تبلغ 1,4 مليار مقابل 1,3 مليار العام الماضي.

وتأثر الشرق الاوسط الذي لن تتجاوز الارباح المتوقعة فيه 0,4 مليار دولار، بالازمة الاوروبية بينما ستسجل اميركا اللاتينية تحسنا طفيفا بارتفاع ارباحها من 0,3 الى 0,4 مليار دولار.

وانتقد تايلر ايضا الرسم الاوروبي المثير للجدل على انبعاثات الكربون لشركات الطيران، معتبرا انه "عقبة تؤدي الى الانقسام وتمنع اي تقدم حقيقي".

وذكر بان "البلد المضيف الصين قاد المعارضة لهذا الرسم (...) ومنع شركات النقل الصينية من المساهمة فيه".

وبدأ تطبيق هذا الرسم في الاول من كانون الثاني. وهو يلزم الشركات العاملة في الاتحاد الاوروبي ايا تكن جنسيتها بشراء ما يعادل 15 بالمئة من انبعاثاتها من غاز ثاني اكسيد الكربون، اي 32 مليون طن لمكافحة ارتفاع حرارة المناخ.

التعليقات 0