الجيش الفرنسي يغادر سوروبي في خطوة متقدمة على طريق انسحابه من افغانستان

Read this story in English
  • W460
  • W460

غادر الجيش الفرنسي رسميا الثلاثاء مقاطعة سوروبي قرب كابول، في خطوة هامة من عملية انسحابه الكامل من افغانستان المقرر بحلول نهاية 2013.

وتعتبر سوروبي التي سلمت فيها المسؤوليات الامنية رسميا الى القوات الافغانية في 12 نيسان الماضي، احدى نقاط الانتشار الثلاث الرئيسية لحوالى ثلاثة الاف جندي فرنسي ما زالوا في افغانستان، الى جانب ولاية كابيسا المجاورة (شمال شرق) وكابول.

وغادرت اخر مجموعة من 250 جنديا فرنسيا منتشرين في المقاطعة، الثلاثاء قاعدة تورا حيث كانت القيادة الفرنسية ترابط منذ انتشار قواتها في المنطقة سنة 2008.

وقبل المغادرة بقليل اقيم حفل قصير انزل خلاله العلم الفرنسي ورفع العلم الافغاني بحضور ثلاثين جنديا فرنسيا وعدد مماثل من الجنود الافغان.

وكان معظم الجنود الفرنسيين المنتشرين في سوروبي من الفوج 92 للمشاة في كليرمون فيران (وسط فرنسا) وسيعود مئة منهم الى فرنسا بينما سيظل الاخرون منتشرون في كابول ضمن قوة التدخل السريع المكلفة دعم الجيش الافغاني في المنطقة.

وقد انسحب الجنود الفرنسيون نهاية حزيران وبداية تموز من مركزي قتال متقدمين في انجيران ووادي اوزبين في الولاية نفسها كانوا منتشرين فيهما مع الجيش الافغاني وذلك بعد ان فقد الجيش الفرنسي سنة 2008، 11 جنديا في كمين نصبه المقاتلون في عملية تكبدت فيها فرنسا افدح الخسائر منذ 1983.

ورغم هذا الحادث الخطير الذي اسهم في اثارة الجدل حول مشاركة فرنسا في النزاع الذي تحول الى مستنقع، غالبا ما كان ينظر الى سوروبي على انها ولاية هادئة خلافا لولاية كابيسا المجاورة التي تعد معقلا للمتمردين.

وسقط 53 من الجنود الفرنسيين ال87 الذين قتلوا في افغانستان منذ نهاية 2001، في ولاية كابيسا، الولاية الاستراتيجية الواقعة بين كابول وشرق افغانستان، وبينهم الجنود ال24 الذين قتوا في 2011، السنة التي شهدت اكبر خسائر في صفوف الجنود الفرنسيين في البلاد.

وتنوي فرنسا التي كانت تنشر اربعة الاف جندي في البلاد منتصف 2011، خفض عديد جنودها تدريجيا ليبلغ 1400 مع نهاية كانون الاول 2012، اي قبل سنتين من موعد الانسحاب المقرر لبقية القوات الدولية المنتشرة تحت راية حلف شمال الاطلسي (ايساف).

وحسب ما ورد في الجدول الزمني الذي قرره الرئيس فرنسوا هولاند ستكون باريس سحبت في ذلك التاريخ اخر الفي جندي من القوات المقاتلة.

وبعد هذا التاريخ سيبقى 1400 جندي فرنسي في البلاد للاشراف على عملية سحب العتاد خلال 2013 ومواصلة تدريب الجيش والشرطة الافغانيين اللذين سيضمنان بدوريهما امن البلاد التي يعتقد ان النزاع سيظل قائما فيها بعد انسحاب ايساف. وباستثناء 500 عنصر سيبقون هناك للتدريب ينتهي الانسحاب الفرنسي مبدئيا مع نهاية 2013.

وقد اعلن الرئيس السابق نيكولا ساركوزي نهاية كانون الثاني انسحابا مبكرا من البلاد للجيش الفرنسي الذي كان يسيطر على سوروبي وكابيسا في خطوة سرعها خليفته لاحقا.

وسلمت المسؤولية الامنية في كابيسا رسميا الى السلطات الافغانية مطلع تموز وسيكون انسحاب القوات الفرنسية منها تدريجيا.

وقد وصلت فرنسا الى افغانستان نهاية 2001 في اطار التدخل العسكري الغربي الذي اطاح بنظام طالبان.

ورغم انتشار 130 الف جندي من قوات ايساف لدعم العسكريين والشرطيين الافغان ال352 الفا، لم تفلح حكومة كابول وحلفاؤها في الحلف الاطلسي في احتواء حركة تمرد طالبان ما ينذر بحرب اهلية بعد الانسحاب الغربي.

التعليقات 0