فيلتمان: نتمنى أن يستمر لبنان بتمويل المحكمة ولكن هناك وسائل أخرى لتمويلها وعدم الاستقرار هو خيار "حزب الله"

Read this story in English W460

اكّد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان أنه لم يزر دمشق اثناء جولته الاخيرة الى لبنان والمملكة السعودية والمغرب ومن ثم فرنسا.

وارجع سبب عدم الزيارة، في حديث لصحيفة "الحياة"، الى انه كان في مهمة محددة في لبنان وهي المشاركة مع السفيرة الأميركية الجديدة مورا كونيللي في تسليم الرئيس سليمان رسالة من الرئيس أوباما فلم تكن جولة شاملة وإنما محددة لحمل هذه الرسالة.

واوضح فيلتمان أن اللبنانيين يفهمون أن مخاطر عدم الاستقرار ليس مردّها الى المحكمة الدولية وإنما الى كل الذين يستمرون في الكلام عن احتمال عدم الاستقرار، وذلك رداً على من يتخوّف من انفجار الوضع في لبنان بسبب المحكمة الدولية والقرار الظني المرتقب.

وعن احتمال اتهام القرار الظني عناصرَ في "حزب الله" أو في سورية، وخطورة ذلك على لبنان، أكد فيلتمان أنه لا بديل من المحكمة، فهي قائمة ولا يمكن أن يكون الخيار بين زعزعة الاستقرار والعدالة و"نحن نتحدث مع المسؤولين في لبنان وأصدقاء لبنان في الخارج لنزع التوتر".وعند سؤاله عن احتمال توقف الحكومة اللبنانية عن تمويل المحكمة، أجاب: "طبعاً نتمنى أن يستمر لبنان بالتمويل ولكن هناك وسائل أخرى لتمويل المحكمة، وهذا ما لحظ عند إنشاء المحكمة لتدارك اي مسعى من أي حكومة لبنانية لوقف التمويل، فعندها لدى مجلس الأمن طرق أخرى للحصول على تمويل وهذه مسألة لا تقلقنا".

ورأى فيلتمان ان إمكانية دفع رئيس الوزراء سعد الحريري للتخلي عن رئاسة الحكومة وما يمكن أن ينجم عن ذلك، ان الهدف هو منع أي اقتتال واي حدث من هذا القبيل.

وذكر ان مشاوراتهم في هذا الشأن مع فرنسا وثيقة وإيجابية في القصر الرئاسي ووزارة الخارجية.

واكّد انه اختار زيارة النائب وليد جنبلاط بسبب الصداقة الشخصية، بالاضافة الى انه فهم من تصريحاته أن لديه مخاوف كبرى من زعزعة استقرار البلد، بالنسبة الى الدروز وكل لبنان في حال اندلاع القتال بسبب المحكمة.

واشار الى انه من المهم لاستماع الى رأيه وتقويمه وأن يسمع ما لديهم حول محاولتهم استخدام جميع الوسائل لخفض الحدة والتوتر وبناء مؤسسات الدولة من أجل تعزيز الاستقرار.

واوضح ان غياب العدالة يؤدي الى عدم الاستقرار فالخيار بين عدم الاستقرار والمحكمة ليس خياراً صحيحاً، فهو خيار "حزب الله" وغيره، ويحاولون فرضه على اللبنانيين. واكمل قائلاً ان "كل من هم منا أصدقاء للبنان في العالم والمنطقة يرفضون هذا الخيار المصطنع وغير الواقعي، وما نحاول القيام به هو التشاور مع أصدقائنا وحلفائنا حول سبل تعزيز دعم السيادة اللبنانية والاستقلال".

واشار فياتمان الى انه تابع جلسة مجلس الأمن الاثنين الماضي وكان هناك عدد من التصريحات المؤيدة للبنان وتصريح للأمين العام حول المحكمة الدولية. وذكر أن الرسالة التي تشرّف بحملها من الرئيس الأميركي باراك أوباما الى نظيره اللبناني ميشال سليمان نصّت على تأكيد الدعم الذي يقدمونه والتزامهم به.

واكّد فيلتمان ان هناك قوى داخل لبنان تحاول زعزعة استقرار البلد والأساس هو منع اندلاع أي أعمال عنف وإظهار دعمهم للجيش والمؤسسات الوطنية وجمع كل أصدقاء لبنان الذين بإمكانهم توجيه الرسائل المناسبة والمساعدة للحؤول دون أي قتال.

واوضح فيلتمان انه حالياً لا يعني عقد مؤتمر لاصدقاء لبنان وهو لا يتحدّث عن مسار محدد لحل الازمة انما عن تنسيق مكثّف بشكل كبير بين الولايات المتحدة وعدد من الدول، مؤكداً ان زياراته الى المنطقة كمثال على التنسيق الذي يقومون به.

واعترف بالمخاطر ولفت انتباه العالم الى مصدر هذه المخاطر، مشيراً، الى انها صادرة عن عدد من الأطراف وتمنى على الدول المرتبطة بهذه الأطراف، والتي تقول إنها ملتزمة باستقرار لبنان، أن تلعب دوراً على صعيد خفض حدّة التوترات.

وعن سوريا، شدّد فيلتمان على أن المحادثات التي أجرتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، شكّلت مناسبة لتوضح خلالها أن "دعمنا سيادة لبنان واستقلاله يبقى جزءاً من علاقتنا الثنائية مع سورية، التي تقول علناً إنها تؤيد استقرار لبنان".

وأاكّد فيلتمان أن واشنطن ترحب بالعلاقات الديبلوماسية بين البلدين لكنها تأمل بالمزيد من الخطوات على صعيد دعم الاستقرار والسيادة، واعطى مثالاً مذكرات التوقيف السورية بحق 33 شخصية لبنانية.

ونبّه فيلتمان الى العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، واهميتها في ان يثير السوريين مخاوفهم، بدلاً من الإقدام على خطوات أحادية من شأنها زيادة أجواء الحدة وزيادة التوتر في الجنوب.

واكّد فيلتمان أن "الحلف السوري - الإيراني ليس عليه أن يبقى عنصراً دائماً على ساحة الشرق الأوسط، كإجابة على امكانية التوصل الى حلّ مع سوريا من دون التقارب لانها متحالفة مع ايران.

واكّد أنه لا يقلل من أهمية الحلف السوري ـ الإيراني، انما اشار الى ان هناك دولتان تسعى كل منهما الى تحقيق مصالحها، وهو لا يرى أن هذا الحلف يبقى جزءاً ثابتاً على الساحة في المنطقة، لان سورية تفتخر بعلمانيتها وهذا ليس حال إيران، كما خلافهما على مستقبل العراق.

وعن عملية السلام، ذكر فيلتمان ان سورية ولبنان وقّعا مبادرة السلام العربية التي أقرت في بيروت، وشاركت في مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع إسرائيل، ولبنان من جانبه جزء من مسار مدريد، أما إيران فهي دولة عضو في الأمم المتحدة تدعو الى إزالة عضو آخر في الأمم المتحدة وهذا الكلام لا تستخدمه سورية أو لبنان بل إنهما يريدان تحقيق أهداف إقليمية عبر التفاوض والمسار السلمي.

واشار الى ان مسيرة السلام في الشرق الأوسط تشهد فترات صعود ونزول وواشنطن مستمرة في الدفع وصولاً الى مفاوضات لها صدقية وحيوية لأن ما هو قائم الآن هو عدم ثقة عميق وخيبة أمل لدى الطرفين.

وختم ان كلام الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في بنت جبيل دعا الى الانقسام والطائفية ولم يكن كلاماً للوحدّة.

التعليقات 0