ايطاليا تشهد هزة مالية بعد استقالة مونتي وعودة برلوسكوني السياسية

Read this story in English W460

استيقظت ايطاليا الاثنين مع مخاوف من عاصفة مالية جديدة بعد الاعلان عن عودة سيلفيو برلوسكوني الى الساحة السياسية واستقالة ماريو مونتي الذي كان يحظى بثقة الاسواق المالية وشركائه الاوروبيين.

وكما كان الاقتصاديون يتوقعون بعد مفاجأتي نهاية الاسبوع السياسيتين تراجعت بورصة ميلانو منذ بدء التداول الاثنين ما يعيد ذكريات احلك اللحظات في ازمة اليورو وشبح انتقال عدوى الازمة الاقتصادية الى كامل القارة الاوروبية.

وفي اوسلو الاثنين حاول رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي الذي اعلن نيته الاستقالة بعدما فقد دعم سيلفيو برلوسكوني في البرلمان، ان يطمئن الاسواق عبر تاكيده انه لا يوجد خطر من "فراغ" سياسي في بلاده.

وعلى هامش حفل تسليم جائزة نوبل للسلام الى الاتحاد الاوروبي، اعلن مونتي ايضا انه لم يطرح على نفسه بعد سؤال احتمال ترشحه الى الانتخابات المقبلة في ايطاليا.

وقال في لقاء مع الصحافة الايطالية ان "الاسواق لن تخشى من فراغ في سلطة القرار" في ايطاليا، في حين اقفلت بورصة ميلانو على تراجع كبير (-2,20 بالمئة) وارتفعت معدلات الاقراض الايطالية بعد اعلانه استقالته.

وقال "انه امر طبيعي ان تكون هناك ردود فعل في الاسواق واعتقد انها ستكون معتدلة".

لكن الاقتصاديين في كابيتال ايكونوميكس اعتبروا ان قرار مونتي اعاد "ايطاليا الى حمى التراجع بعد سنة من الاستقرار السياسي النسبي والهدوء في الاسواق" ذلك ان اليونان واسبانيا كانتا تجذبان انتباهها.

وقال الاقتصاديون "ليست سوى مسالة وقت قبل ان تعود المخاوف من الوضع الايطالي الى الظهور"، مشيرين الى الاداء الاقتصادي "السيء جدا" للبلاد.

واثار ذلك القلق في البلدان المتداعية في منطقة اليورو فاعرب وزير الاقتصاد الاسباني لويس دي غيندوس الاثنين عن "قلقه على استقرار ايطاليا السياسي" الناجم عن اعلان ماريو مونتي نيته الاستقالة وتخوفه من ان يكون للامر "عدوى فورية" في اسبانيا.

من جهته اعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن تفاؤله. وقال "انا على قناعة ان ما حصل للتو سيسمح لايطاليا بتشكيل حكومة مستقرة بعد انتخابات شهر شباط. وشعرت ان ليس لدى مونتي اي حالة احباط على الاطلاق وانما على العكس رغبة في الالتزام من اجل بلاده".

وقد كثفت حكومة ماريو مونتي منذ سنة الجهود لانجاز اصلاحات والنهوض بسمعة البلاد في الاقتراض وكسب الثقة على الساحة الدولية.

ونوه رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي قبيل حفل تسليم جائزة نوبل للسلام في اوسلو بماريو مونتي الذي قال انه "اعاد الثقة بايطاليا" وكان "مفيدا جدا في الحفاظ على استقرار منطقة اليورو".

ومن سخريات القدر ان مؤشر "سبريد" الذي يحدد الفارق بين نسبتي ايطاليا والمانيا، انخفض قبل اسبوع لاول مرة منذ اشهر، تحت عتبة 300 نقطة الرمزية (وبلغ 292) ما حمل ماريو الى الحلم بصوت عال بان يراه يزداد انخفاضا، لكنه ارتفع الاثنين الى 360 نقطة، غير انه ظل بعيدا عن عتبة ال600 التي كاد يبلغها قبل سنة.

وصرح فابيو سدوغاتي الاستاذ في الاقتصاد الدولي في معهد بوليتكنيكو في ميلانو لفرانس برس ان رد الاسواق السلبي هذا "كان متوقعا" و"كان واضحا ان العمل الذي انجز في مدة سنة من اجل تحسين سمعة الحكومة الايطالية ذهب سدى".

وفي تصريح لصحيفة سوديتشي تسايتونغ الالمانية اعرب رئيس آلية الاستقرار الاوروبية كلاوس ريغلينغ عن قلقه قائلا ان "ايطاليا باشرت باصلاحات هامة خلال السنة الماضية وتعاملت معها الاسواق ايجابيا حتى الان غير انها ردت بقلق على احداث الاسبوع الماضي".

واعتبر انه من "المهم" ان تواصل روما عملية الاصلاحات لما فيه مصلحة ايطاليا ومجمل منطقة اليورو.

وصرح وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي لمجلة در شبيغل "يجب ان لا تتوقف ايطاليا على طريق الاصلاحات بعد ان قطعت ثلثيه، قد يدفع ذلك ليس ايطاليا وحدها الى منطقة تقلبات بل اوروبا ايضا".

وكان مونتي الذي تولى السلطة منذ اكثر من عام، اعلن السبت انه ينوي "نهائيا" الاستقالة من رئاسة الوزراء فور الموافقة على الموازنة، وذلك ردا على سحب الدعم الذي كان يمنحه لحكومته سيلفيو برلوكسوني الذي سيترشح الى الانتخابات المقبلة.

وردا على سؤال عما اذا كان يعتزم الترشح الى الانتخابات، تجنب مونتي الرد.

وقال بعد لقاء مع رئيس الحكومة النروجية ينس ستولتنبرغ الاثنين على هامش حفل تسليم جائزة نوبل للاتحاد الاوروبي "لا افكر في هذه المسالة الخاصة حاليا".

وقد تؤدي استقالته الى تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة وربما في شباط اي قبل موعدها الاساسي المتوقع اصلا في نيسان.

التعليقات 0