دول الحلف الاطلسي تقرر استقبال الافغان الذين تعاونوا معها

Read this story in English W460

قررت فرنسا استقبال "عشرات" الافغان الذين عملوا مع قواتها في افغانستان متبعة بذلك السياسة نفسها التي تبنتها الولايات المتحدة بينما تعتبر برلين ولندن ان هذا الحل يجب ان يكون استثنائيا.

فقد اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية الاربعاء ان فرنسا ستستقبل في الاسابيع المقبلة "بضع عشرات" من الافغان الذين عملوا في القوة الفرنسية في افغانستان منذ احد عشر عاما ويعتبرهم امنهم مهددا في بلدهم.

وهؤلاء الافغان الذين عملوا خصوصا تراجمة سيتم استقبالهم مع عائلاتهم على الارض الفرنسية بينما انهت باريس في كانون الاول سحب "قواتها القتالية" من افغانستان حيث بقي مع ذلك 1500 جندي مكلفين خصوصا تأهيل القوات الافغانية.

وذكرت صحيفة لوموند ان الرئيس فرنسوا هولاند شخصيا اتخذ قرار رفع عدد المعنيين بهذا القرار من ثمانين الى ما بين 160 و170 شخصا، بعد اشهر من التردد داخل الحكومة.

وكان العسكريون الفرنسيون يؤكدون في الماضي ان الافغان يجب ان يساهموا في اعادة اعمار بلدهم بدلا من الهجرة الى اوروبا.

وفي الولايات المتحدة، يشمل برنامج استقبال الموظفين الافغان السابقين عددا اكبر بكثير يتناسب مع حجم القوات الاميركية التي ضمت في اوج وجودها مئة الف عسكري وتضم اليوم حوالى ستين الفا.

وقالت وزارة الخارجية الاميركية انه منذ 2007، استفاد 436 مترجما افغانيا وعائلاتهم (الزوجة والابناء الذين تقل اعمارهم عن 21 عاما) و534 موظفا افغانيا آخر من برنامج خاص للتأشيرات للاقامة في الولايات المتحدة.

وللاستفادة من هذا البرنامج يجب ان يكون الشخص قد عمل لسنة على الاقل في الجيش او السفارة الاميركية وحصل على توصية مكتوبة من ضابط برتبة عالية او من السفير.

وتبدو كندا التي نشرت قوات حجمها اقرب الى حجم القوات الفرنسية (حوالى ثلاثة آلاف رجل)، اكثر سخاء، اذ ان برنامجا خاصا للهجرة فتح ابوابه ل800 شخص عملوا لحساب عسكرييها ودبلوماسييها.

اما لندن فترى العكس. فهي تؤكد انها لا تريد التخلي عن موظفيها لكنها تؤكد ان الاستقبال في لندن سيخصص "للحالات الاستثنائية".

وقال ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية الخميس انه "عندما يكون الموظف معرضا لتهديدات فان خياراتنا تشمل نقله الى وظيفة اخرى. في الحالات الاكثر خطورة يمكننا السماح بنقل الشخص الى مكان آخر في افغانستان وفي الحالات الاستثنائية الى بريطانيا".

وكتب ثلاثة مترجمين افغان مؤخرا الى وزارة الدفاع البريطانية طالبين الاستفادة من الحقوق نفسها التي منحت للمترجمين العراقيين وعائلاتهم الذين تم استقبال اكثر من 360 منهم في بريطانيا.

وتتبع المانيا سياسة اقرب الى بريطانيا تقضي "بدراسة كل حالة خاصة" بمساعدة كتيب وضع على اساس المخاطر التي يواجهها كل افغاني عمل مع الالمان.

وقال ناطق باسم وزارة الداخلية الالمانية انه اذا كان معرضا للخطر في مكانه، يمكن مساعدته على العثور على عمل في مكان آخر في افغانستان. ولكن "اذا كان الخطر فعليا" وامنه ليس مضمونا في بلده، عندها يمكن استقباله في المانيا.

ويرى مراقبون ان تدفق طلبات اللجوء من قبل الافغان الذين عملوا مع القوات الاجنبية التي بدأت كلها انسحابها من افغانستان، يدل على فشل الغرب في هذا البلد في دحر تمرد طالبان سياسيا وعسكريا.

التعليقات 0