"قرية الكرامة" تجمع خيام جديد في بلدة فلسطينية لمواجهة الاستيطان

Read this story in English W460

وقف اهالي بلدة بيت اكسا في اعلى نقطة في القرية تنوي اسرائيل مصادرتها ونصبوا اربع خيام رفعوا عليها الاعلام الفلسطينية معلنين قيام "قرية الكرامة" ومحذرين عبر مكبرات الصوت الجنود الاسرائيليين الذين وصلوا الى المكان من ان "هذه الارض فلسطينية يمنع دخول جيش الاحتلال اليها"... فانسحب الجنود بهدوء.

ويقول اسامة زايد احد سكان بلدة بيت اكسا الواقعة في شمال غرب الضفة الغربية لوكالة فرانس برس ان "مبادرة اقامة خيام +قرية الكرامة+ جاءت من اهالي البلدة بالتنسيق مع اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار، على ارض للبلدة يطلق عليها خربة العلاونة، بعد ان اعلنت الادارة المدنية الاسرائيلية عن مصادرة 567 دونما قبل شهر وهي املاك خاصة".

ويضيف "كانوا قد صادروا في نفس المنطقة 1400 دونم قبل ست سنوات لبناء خط القطار السريع. لم يبق من ارضنا شيئ بعد ان بنوا مستوطنة راموت".

وتنتصب "قرية الكرامة" فوق احدى اعلى قمم البلدة وتطل على القدس الغربية من جميع النواحي وعلى الطريق الرئيس الذي يربط بين القدس وتل ابيب.

وبعد ظهر السبت، في اليوم الثاني لتحركهم الاحتاجي هذا، وصل الجنود الاسرائيليون الى المكان فما كان من ابناء "قرية الكرامة"، وهم حوالى 200 شخص من بيت اكسا ومجموعات المقاومة الشعبية، الا ان وقفوا صفا واحدا وغنوا امام الجنود بصوت واحد "يلا يلا يا صهيوني بره بره، وارحل ارحل يا صهيوني ما رح نرحل مهما صار الارض النا ما رح نرحل مهما صار".

وطالب المتظاهرون الجنود الاسرائليين الذين ترجلوا باسلحتهم من سيارات الجيب العسكرية بمغادرة المكان لان "قرية الكرامة" ارض فلسطينية، فما كان من قائد المجموعة الاسرائيلية الا ان امر جنوده بالعودة الى آلياتهم.

وتعتبر قرية الكرامة المشروع الثاني خلال هذا الشهر للمقاومة الشعبية السلمية بعد ان نصب الاسبوع الماضي اكثر من مئتي شاب وشابة خياما وتجمعوا في موقع قريب من القدس اسموه "قرية باب الشمس".

واقام الناشطون "باب الشمس" لمنع اسرائيل من بناء مشروع استيطاني في هذه المنطقة التي تطلق عليها اسم "اي-1" وتؤمن اتصالا بين مستوطنة معاليه ادوميم في الضفة الغربية والتي يقيم فيها 35 الف مستوطن وبين الاحياء الاستيطانية في القدس الشرقية المحتلة منذ 1967.

وفي حال تنفيذه، فان مشروع البناء الاستيطاني "اي1" سيكمل تقسيم الضفة الغربية الى قسمين وعزلها عن القدس الشرقية المحتلة.

اما بلدة بيت اكسا حيث "قرية الكرامة" فكانت تتبع مدينة القدس قبل الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 الا ان الدولة العبرية عزلت مدخل القرية ومنحت عشر عائلات تعيش عند مدخلها الهوية الاسرائيلية واعلنت ان باقي بيت اكسا تابع للضفة الغربية. ويعيش في البلدة نحو 1700 فلسطيني.

وقال عضو "اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار" سعيد يقين في كلمة امام المتظاهرين الذين تجمعوا في الخيم الزرقاء الاربع التي ارتفعت فوقها الاعلام الفلسطينية "اننا نشهد لحظة تاريخية، في هذا المكان بالامس اضأنا شمعة هنا وبقينا في الخيام، وتحولت الشمعة الى شعلة نار اضاءت وستضيء كل الارض الفلسطينية".

واضاف "سنجعل كل فلاح يبني بيتا ويحفر بئرا في ارضه، علينا ان نقاوم سياسة الاستيطان بهجوم المجتمع نحو الارض"، مؤكدا بذلك قوله قبل ايام انه ليس امام الفلسطينيين من طريقة للرد "سوى اقامة امر واقع على غرار ما يفعل المستوطنون".

بدوره قال قيس ابو ليلى عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديموقراطية ان "هذه القرية هي سلسلة من قرى ابواب الحرية التي يصر شعبنا اقامتها على ارضه وتربته لانه هو سيد الارض، والاحتلال مهما طال لا بد انه زائل ونحن نسير نحو الحرية والمستقبل".

من جهته قال القيادي في حركة فتح زياد ابو عين انه "على الاحتلال ان يرحل ويجب ان ننشر مثل هذه القرى على كل اراضي فلسطين للتصدي للاستيطان والاحتلال حتى يعرف العالم ان هناك شعبا مستعدا للنضال من اجل ارضه".

وداخل الخيم وضع الناشطون فرشات لتمضية الليل. وقال محمد (23 عاما) من قرية بدو المجاورة "جئت للتضامن مع اهل بيت اكسا، سهرنا انا والشباب طوال الليل كان الطقس باردا واشعلنا النار في الخارج كنا نتناوب على السهر".

والسبت زار "قرية الكرامة" اعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح ووزير المالية محمد زهدي النشاشيبي ومحافظ مدينة نابلس سابقا محمود العالول وغيرهم للتضامن مع الناشطين.

وتبلغ مساحة قرية بيت اكسا كاملة 14500 دونم صادرت منها اسرائيل الكثير لبناء مستوطنة راموت، وتوسعت بلدة متسفي صهيون التي امتدت على اراضي البلدة، كما ان اسرائيل تخطط لبناء جدار فاصل. واذا بني الجدار ستصبح مساحة القرية نحو 1400 دونم فقط، منها 650 دونما صالحة للبناء، بحسب الناشطين.

وبنت اسرائيل قبل عامين معبرا عسكريا فصل بلدة بيت اكسا عن باقي القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وببناء الجدار ستصبح بيت اكسا "جزيرة معزولة"، كما يقول العديد من ابنائها.

التعليقات 0