زيارة اوباما الى اسرائيل لماذا في هذا التوقيت؟

Read this story in English W460

على الرغم من الخلاف الذي يطغى على العلاقة بين باراك اوباما وبنيامين نتانياهو وجمود عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، اختار الرئيس الاميركي اسرائيل ليقوم باول رحلة له اثناء ولايته الجديدة، لماذا؟

فمع تفضيل رئيس الوزراء الاسرائيلي المعلن للمرشح الجمهوري ميت رومني اثناء الانتخابات الاميركية والرفض الاسرائيلي حتى الان لجهود باراك اوباما من اجل تحريك عملية السلام او ايضا سعي الفلسطينيين للحصول على اعتراف الامم المتحدة بدولة لهم ما اربك الادارة الاميركية، فان احتمال ان يعود الرئيس الاميركي خالي الوفاض من هذه الزيارة يبدو مرتفعا.

لكن الوضع السياسي تبدل واعيد خلط الاوراق بعد الانتخابات في الولايات المتحدة واسرائيل اللتين تواجهان ازمات مشتركة مع النزاع في سوريا والاضطرابات في مصر والبرنامج النووي الايراني المثير للجدل.

فاندفاعة حزب يش عتيد (هناك مستقبل) في اسرائيل وتسلم وزير الخارجية الاميركي الجديد جون كيري مهامه والاعلان الثلاثاء عن زيارة باراك اوباما في الربيع الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن، تثير بعض الامل لجهة امكانية مبادرة اميركية بتحريك عملية السلام.

الا ان البيت الابيض حرص على الاسراع في كبح التطلعات خصوصا بعد فشله في ذلك اثناء ولاية باراك اوباما الاولى، وآثر ان يرى في هذه الزيارة فرصة لتنسيق مواقف البلدين بشأن الملفات ذات الاهتمام المشترك.

وتأتي هذه الرحلة مع بداية الولاية الثانية لاوباما اي في اوج شعبيته. وفي هذا الصدد قال مسؤول اميركي لوكالة فرانس برس "من الافضل الذهاب (في هذه الرحلة) في بداية الولاية وليس بعد ثلاث او اربع سنوات عندما تقترب النهاية".

والاعلان عن هذه الرحلة يسمح ايضا بسحب البساط من تحت اقدام الجمهوريين التواقين للتنديد بعدم قيام باراك اوباما بزيارة اسرائيل كرئيس وكذلك بالتاكيد لدول مثل ايران ان التحالف الاميركي الاسرائيلي لا يتزعزع بالرغم من العلاقة الصعبة بين اوباما ونتانياهو.

وراى بروس جنتلسون البرفسور في جامعة ديوك والمسؤول السابق في وزارة الخارجية الاميركية ان الرحلات الرئاسية لا تصلح سوى لملء الفراغ. وقال "ان نظرتم الى الرحلات التي قام بها الرئيس اثناء ولايته الاولى، الى الصين على سبيل المثال، فان المسألة تتعلق بتحسين العلاقات".

فزيارة الصين سمحت للاميركيين بالولوج الى الاستراتيجية الجديدة التي تتمحور حول آسيا-المحيط الهادىء. والزيارة الى الشرق الاوسط ستسمح بالتأكيد على ان هذه المنطقة تبقى من اولويات الادارة الاميركية.

والديمقراطيون ينظرون ايضا بعين الرضا الى زيارة الرئيس الديمقراطي الى اسرائيل خصوصا وان المرشح الجمهوري ميت رومني الذي وعد اثناء الحملة الانتخابية بان تكون اول زيارة له الى الخارج الى اسرائيل في حال انتخابه رئيسا، اتهم اوباما بالتخلي عن الدولة العبرية.

كما ان البيت الابيض مدرك ايضا ان بنيامين نتانياهو في موقع اضعف مما كان عليه قبل الانتخابات الاميركية والاسرائيلية. الا ان واشنطن قد تحبذ ائتلافا حكوميا اقل اعتمادا على الاحزاب الدينية المتشددة.

التعليقات 0