بين الثورة والتغيير فنزويلا تنتخب خلفا لهوغو تشافيز

Read this story in English W460

فتحت مراكز الاقتراع ابوابها الاحد في بداية انتخابات خاصة لاختيار خلف للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، يتنافس فيها خليفته السياسي نيكولاس مادورو مع زعيم المعارضة هنريكي كابريليس في هذا البلد الغني بالنفط والمنقسم بعد 14 سنة على "الثورة الاشتراكية".

وبدأ الناخبون الادلاء باصواتهم في حي "23 يناير" الفقير في كراكاس الذي اعتاد تشافيز ان يدلي بصوته فيه في كل انتخابات، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس.

وبعد شهر من وفاة تشافيز، قام انصار مادورو بعزف الاناشيد العسكرية لايقاظ السكان قبل فجر اليوم، وبعد ذلك اصطف الناخبون في طوابير في الاحياء الفقيرة والغنية على السواء.

ودعي نحو 19 مليون ناخب للتوجه الى صناديق الاقتراع بين الساعة 6,00 والساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (10,30 و22,30 ت غ) بعد حملة قصيرة لم تتجاوز عشرة ايام هيمنت عليها ذكرى تشافيز الذي توفي بعد صراع مع مرض السرطان في الخامس من اذار الماضي، على خلفية تبادل الشتائم والكلام الحاد.

ويشرف حوالى 150 الف عنصر من قوات النظام على امن مراكز التصويت في سائر ارجاء البلاد التي اغلقت حدودها منذ بداية الاسبوع بامر من السلطات التي نددت ب"مخططات لزعزعة الاستقرار" مدبرة من الخارج.

ومنذ الفجر تشكلت طوابير المواطنين امام بعض مكاتب الاقتراع في كراكاس كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.

واعلن دينيز اوروبيسا الموظف في متحف في حي "23 يناير" المعقل التاريخي الذي يوجد فيه قبر "القوماندانتي" (تشافيز)، لوكالة فرانس برس ان "الالتزام بالثورة قوي جدا والناس هنا. الشعب سيصوت بكثافة للدفاع عن ارثه".

وقرب المدرسة التي كان يدلي فيها تشافيز بصوته، تبث شاحنة تسجيلا لاغانيه الوطنية.

وقد حض مادورو (50 عاما) الذي كان الذراع اليمنى للرئيس تشافيز الذي اختاره خلفا له قبل وفاته، مناصريه على تحقيق اخر رغبات "القائد" و"متابعة ارثه" في وجه "البورجوازيين" و"الفاشيين".

واكد اليخندرو الميدا وهو عامل متقاعد في السابعة والستين من عمره "ان صوتي سيكون لمادورو لكن قلبي سيكون مع تشافيز"، ملخصا بذلك شعور غالبية الموالين الذين ما زالوا شديدي الحزن على زعيمهم الراحل.

وينطلق مادورو من موقع قوة مدعوما بتقدمه الكبير في استطلاعات الرأي على منافسه كابريليس (40 عاما) حاكم ولاية ميراندا (شمال). وتراوح نسبة تقدمه على خصمه بما بين 10 و20 نقطة بحسب الاستطلاعات.

وارتقى مادورو الاتي من الاوساط النقابية والذي كان سابقا سائق حافلة، بسرعة اعلى المراتب في النظام ليصبح وزيرا للخارجية اعتبارا من العام 2006 ثم نائبا للرئيس في 2012 قبل ان يتولى الرئاسة بالوكالة.

وقدم نفسه اثناء الحملة على انه "الضامن الوحيد" للبرامج الاجتماعية الممولة من الثروة النفطية للبلاد التي تملك اكبر احتياطي للخام في العالم.

ففي خلال اربعة عشر عاما تراجعت نسبة الفقراء بصورة مذهلة من 50 الى 29% بحسب اللجنة الاقتصادية في الامم المتحدة.

واوضح الخبير السياسي لويس فيسنتي ليون مدير معهد داتانانلايسيس لوكالة فرانس برس "ان استراتيجية مادورو تقوم على تجسيد كل ما يرمز اليه تشافيز وعلى تحقيق رغبته الاخيرة".

وقال المحلل السياسي انياسيو افالوس لـ"فرانس برس"، أن "حملة مادورو تركزت على واقع انه ابن القوماندانتي (القائد)، وان فوزه سيكون بمثابة فوز لتشافيز"، لكنه اشار في الوقت نفسه الى "تقلص" الفارق بين المنافسين بفضل "القيادة المهمة" لكابريليس و"شجاعته السياسية".

اما المعارضة الملتفة حول هذا الحاكم الطموح لولاية ميراندا (شمال)، فتعهدت من ناحيتها بعدم حصر مساعدة الحكومة ب"المدعومين".

وحض كابريليس انصاره عبر تويتر بالقول "لنتوجه الى التصويت! أمل وثقة وشجاعة".

وتعهد هذا المحامي (40 عاما) المؤيد لاقتصاد السوق، بوضع حد ل"الهدايا" المقدمة الى كوبا والحلفاء الاخرين للنظام الذين يستفيدون من اكثر من مئة الف برميل من الخام يوميا، في "دبلوماسية بترولية" بنت عليها فنزويلا نفوذها الاقليمي.

وسبق ان واجه كابريليس تشافيز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الاول الماضي وخسر فيها بفارق 11 نقطة (55% مقابل 44%)، مسجلا افضل نتيجة للمعارضة في مواجهة زعيم اليسار في اميركا اللاتينية.

وشدد كابريليس الذي يأخذ على خصمه بانه "يختبىء" وراء ظل مرشده، على الافات الاجتماعية التي يعيشها الفنزويليون يوميا، من انعدام امن قياسي مع 16 الف جريمة قتل ل29 مليون نسمة العام الماضي وانقطاعات في التيار الكهربائي ونقص متكرر في المواد الغذائية.

وقال الكسي تشاكون وهو صاحب شركة في الرابعة والسبعين من عمره لـ"فرانس برس": "ارى فنزويلا مع كل هذا النفط وما يحدث اليوم، ان ذلك يحزنني"، آملا في رؤية نهاية "كابوس هوغو تشافيز".

واعلن بيترو بلاسيكو وهو مزارع سابق في الخامسة والسبعين بعدما صوت في احدى مدارس حي الاعمال في تشاكاو لوكالة "فرانس برس" ، "اريد تغييرا لان الوضع سيء. لا يوجد امن والبلد منقسم الى قسمين".

وفضلا عن خلافة مثقلة بالمهمات الشاقة فان الرئيس المقبل سيرث ايضا اقتصادا ضعيفا مع ديون توازي نصف اجمالي الناتج الداخلي واكبر تضخم في اميركا اللاتينية تجاوز معدله ال20%.

التعليقات 0