الإبراهيمي: لا اتفاق على دور ايران في "جنيف2" والسعودية مدعوة

Read this story in English W460

اخفق المفاوضون الجمعة في التوصل الى اتفاق حول مسالة دعوة ايران الى مؤتمر "جنيف2" للسلام في سوريا والذي سيعقد في سويسرا الشهر المقبل، الا ان طهران "ليست مستبعدة من القائمة" بعد، بحسب ما صرح الاخضر الابراهيمي مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الخاص لسوريا.

وصرح الابراهيمي للصحافيين "بالنسبة لايران لم نتوصل الى اتفاق بعد. وليس سرا اننا في الامم المتحدة نرحب بمشاركة ايران، ولكن شركائنا في الولايات المتحدة ليسوا مقتنعين بعد بان مشاركة ايران ستكون امرا صائبا".

واضاف "لقد اتفقنا على اننا سنجري مزيدا من المحادثات لنرى ما اذا كنا سنتوصل الى اتفاق حول هذا الامر".

ومع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر "جنيف2" في سويسرا في 22 كانون الثاني، يدور خلاف مستمر حول دور ايران التي تقوم بدور مهم في النزاع في سوريا.

وصرح مسؤول بارز في الادارة الاميركية للصحافيين طلب عدم الكشف عن هويته "نجد صعوبة في تخيل وجودهم (الايرانيين) في هذا المؤتمر".

فاضافة الى ان طهران تدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد، فانها تعتبر الداعم الرئيسي لحزب الله الشيعي اللبناني الذي يقاتل الى جانب قوات النظام السوري ضد المعارضين المسلحين.

واكد الابراهيمي والمسؤول الاميركي على ان ايران يمكن ان تقوم بدور حتى دون مشاركتها الرسمية في المؤتمر.

وقال المسؤول "لم يقل احدا ان الامم المتحدة لا تستطيع استشارة ايران، ولا احد قال ان ايران لا يمكنها ان تقوم بخطوات تحسن وضعها". وتسعى روسيا، الحليف الرئيسي للاسد، الى اشراك ايران في المفاوضات. وتجلى دعم موسكو القوي للاسد مرة اخرى الخميس عندما حالت دون صدور بيان من مجلس الامن الدولي يدين حكومة الاسد على هجومها الضاري على مدينة حلب شمال سوريا الذي ادى الى مقتل عشرات المدنيين.

ودعمت دول غربية مشاركة السعودية في "جنيف2"، واكد الابراهيمي ان السعودية على قائمة الدول المدعوة للمشاركة في المؤتمر.

وتعد السعودية ودول اخرى سنية المذهب ومن بينها قطر، من اشد المؤيدين للمعارضين السوريين المسلحين في الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات.

وعقد الابراهيمي اجتماعات مغلقة مع مسؤولين اميركيين وروسا كبار في مقر الامم المتحدة في جنيف، ثم اجرى محادثات اوسع مع دول اخرى دائمة العضوية في مجلس الامن هي بريطانيا والصين وفرنسا.

ثم التقى بمندوبين عن الدول المجاورة لسوريا وهي العراق والاردن ولبنان وتركيا التي من المقرر ان تشارك في المحادثات والتي تأوى نحو 2,4 مليون لاجئ سوري شردتهم الحرب التي ادت الى مقتل ما يزيد عن 126 الف شخص حتى الان.

واعرب الابراهيمي عن "الغضب والاسف" لسفك الدماء والازمة الانسانية التي يزيد من تفاقمها منع المساعدات، والاعتقالات دون سبب وعمليات الاختطاف.

وقال "نامل بعد ان اصبح لدينا الان موعدا للمؤتمر، بان تتخذ الاطراف بشكل احادي مجموعة من القرارات، واجراءات تشير الى انها قادمة الى جنيف لانهاء هذا النزاع".

واضافة الى مسالة المشاركة الايرانية، تتجه الانظار الى قائمة وفدي الحكومة والمعارضة السورية.

وقال الابراهيمي ان "الحكومة (السورية) ابلغتنا رسميا بانها شكلت وفدها"، مضيفا ان دمشق ستعلن عن اسماء المشاركين في الوفد قريبا.

واعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيرأس وفد بلاده الى محادثات "جنيف2". ونقلت وكالات الانباء الروسية عن غاتيلوف قوله عقب محادثات في جنيف مع مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة الى سوريا الاخضر الابراهيمي ان وفد النظام السوري "سيرأسه وزير الخارجية وليد المعلم".

الا ان المعارضة تعاني من الانقسام بشان المشاركة في المؤتمر حيث يؤيد الائتلاف الوطني السوري المشاركة، بينما يقول المتشددون ان مجرد الحديث مع نظام الاسد يعد خيانة.

وقال الابراهيمي "لقد التقينا بممثلين عن الائتلاف وقالوا لنا انهم يتصلون مع الاخرين في داخل وخارج سوريا"، مشيرا الى توقعات باحتمال تشكيل وفد المعارضة خلال الايام المقبلة.

وفي هذا الاثناء قال المسؤول الاميركي ان واشنطن متفائلة في ان تتمكن المعارضة المنقسمة بشدة من تشكيل وفد يتمتع "بالمصداقية والشرعية ويكون ممثلا باكبر قدر".

ودعت مجموعة الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب، الجمعة الى توحيد صفوف المقاتلين. وكان هذا الجيش اقوى مجموعة معارضة مسلحة الا انه اصبح مهمشا بعد هيمنة الاسلاميين على ساحة القتال.

وحذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الجمعة من ان مؤتمر جنيف-2 للسلام في سوريا المقرر في 22 كانون الثاني لن يكون ناجحا اذا اكد بقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة.

وقال هولاند اثر قمة اوروبية بحثت بشكل سريع الملف السوري ان مؤتمر السلام جنيف-2 لا يمكن "ان يكون هدفا لذاته".

واضاف "اذا كان جنيف-2 سيشكل تكريسا ل (سلطة) بشار الاسد او يؤدي الى انتقال سياسي من بشار الاسد الى بشار الاسد، سنكون ازاء فرص قليلة لاعتبار ان هذا الموعد شكل الحل السياسي للقضية السورية".

وتابع "في الاثناء بلغ الوضع في سوريا اخطر حالاته لجهة عدد المرحلين واللاجئين والازمة الانسانية".

ومؤتمر "جنيف2" مسؤول عن بدء تنفيذ خطة تم اعتمادها في مؤتمر جنيف الاول في حزيران 2012 من قبل القوى العظمى لتسوية النزاع الدامي في هذا البلد، وتشكيل حكومة انتقالية للاعداد للانتخابات الرئاسية.

ولكن تلك الخطة لم تشر الى مصير الرئيس الرئيس بشار الاسد ما يجعل هذا الموضوع احد نقاط الجدل الرئيسية في المؤتمر.

التعليقات 0