محللون: شريط "الدولة الاسلامية" تضمن مستوى فائقا من العنف وسط تراجع ميداني

Read this story in English W460

سعى تنظيم "الدولة الاسلامية" المتطرف في شريطه المصور الاخير الذي اعلن فيه ذبح رهينة اميركي وعسكريين سوريين، الى اظهار نفسه متمتعا بثقة فائضة وتوسع غير محدود، في ما يعتقد محللون انه رد على تراجعات ميدانية للتنظيم خلال الفترة الاخيرة.

واظهر الشريط البالغة مدته 15 دقيقة، والذي نشرته "مؤسسة الفرقان" الاعلامية التابعة للتنظيم، رأسا مقطوعا قيل انه يعود لعامل الاغاثة الاميركي بيتر كاسيغ الذي خطف العام الماضي في سوريا. واكدت واشنطن صحة الشريط الذي اثار موجة السخط والاستنكار عالميا.

كما تضمن لقطات اشبه بمشاهد سينمائية متقنة الاخراج، ومصورة بكاميرا عالية الجودة، يقوم فيها جهاديون بذبح 18 شخصا على الاقل قالوا انهم ضباط وطيارون سوريون، بطريقة متزامنة ووحشية.

ويعد الشريط الاكثر عنفا ضمن الاشرطة الدعائية للتنظيم الذي اقدم خلال الاشهر الثلاثة الماضية على ذبح خمسة رهائن غربيين، كما نشر اشرطة تظهر تنفيذه عمليات اعدام جماعية بحق جنود ومدنيين في العراق وسوريا.

الا ان محللين يرون في الشريط دليلا على تضعضع في صفوف التنظيم الذي يتعرض منذ آب لغارات ينفذها تحالف دولي بقيادة واشنطن.

وبحسب تقرير لمركز "صوفان غروب"، فان "تنظيم الدولة الاسلامية لا يزال خصما قويا لا سيما بالنسبة للملايين الذي يخضعون لسيطرته في سوريا والعراق، الا ان التنظيم يبدو غير مترابط وفاقدا للتوازن".

يضيف "تخلى التنظيم عن الرسائل المنضبطة، وبات الآن يرمي برسائل عامة الى مؤيديه وخصومه".

ورجح مسؤولون غربيون في اوقات سابقة ان التنظيم بلغ الحد الاقصى لنفوذه، ثم بدأ بالتراجع بعض الشيء، اثر الهجوم الكاسح في حزيران الذي سيطر خلاله على مناطق واسعة في العراق، ثم اعلانه اقامة "الخلافة".

ويقول أيمن التميمي، الباحث في "منتدى الشرق الاوسط" والخبير في شؤون الجماعات الجهادية، لوكالة فرانس برس "اعتقد انه من الممكن ربطه (الشريط) مع التراجعات التي تعرض لها التنظيم" مؤخرا.

ومنذ بدء التحالف تنفيذ ضرباته الجوية في العراق (في آب)، وسوريا (أيلول)، فقد التنظيم السيطرة على مناطق كان يسيطر عليها، وتراجع تقدمه في البلدين.

ففي شمال سوريا، يحاول التنظيم منذ منتصف أيلول السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) قرب الحدود التركية، الا انه يواجه مقاومة شرسة من مسلحين اكراد وسوريين تؤازرهم ضربات التحالف. وقتل اكثر من 700 عنصر من التنظيم خلال المعارك.

اما في العراق، وعلى رغم ان التنظيم وسع سيطرته في محافظة الانبار (غرب)، الا ان القوات العراقية حققت تقدما في انحاء اخرى، ما مكنها من استعادة بعض المناطق خلال الاسابيع الماضية، ابرزها مدينة بيجي الاستراتيجية وفك حصار مصفاتها الاسبوع الماضي.

ونشر التنظيم الشريط المصور بعد ثلاثة ايام من تسجيل صوتي منسوب الى زعيمه ابو بكر البغدادي، بعد ايام من انباء عن مقتله او اصابته في ضربات جوية نفذها التحالف ضد قيادات للتنظيم في شمال العراق.

وتوجه البغدادي في التسجيل بعبارات "الطمأنة" لمؤيديه، مؤكدا ان الضربات الجوية لن توقف "زحف" التنظيم. كما تطرق الى اعلان جماعات جهادية في بعض الدول العربية مبايعتها له، للاشارة الى توسع تنظيمه.

ويعد استقطاب جهاديين جدد جزءا اساسيا من العمل الدعائي للمتطرفين.

وتقول الباحثة في مركز "كارنيغي الشرق الاوسط" داليا غانم يزبك لفرانس برس "العنف الفائق في هذه الاشرطة يخدم هدفين: الاول (...) حشد المؤيدين، تشجيع المترددين وردع الانشقاقات"، اما الثاني "فهو اظهار ان التنظيم يحتفظ بقوته العسكرية القاسية ولا يزال موجودا على الارض وفاعلا حاليا، وقادر على ضرب اي كان، في اي مكان واي زمان".

ويشير التميمي الى ان عرض خريطة العالم التي يبدأ بها الشريط الاخير، تظهر توسع التنظيم في الشرق الاوسط وطموحه لتوسيع نفوذه على كل العالم، يهدف الى التأكيد على اهمية المبايعات التي تلقاها زعيم التنظيم مؤخرا، لا سيما من جماعة "انصار بيت المقدس" في مصر.

ويوضح "وجوه الذين نفذوا عمليات الاعدام في الشريط كانت مكشوفة (باستثناء عنصر واحد كان ملثما)، وتظهر بوضوح انهم من جنسيات مختلفة، وهذه طريقة لاظهار التركيبة الدولية للتنظيم".

ومن هؤلاء جهاديون اجانب معروفون، يعتقد ان من بينهم استرالي ودانماركي، اضافة الى فرنسي واحد على الاقل. كما ان العنصر الملثم الذي شارك في ذبح احد العسكريين السوريين وبدا واقفا الى جانب الرأس المقطوع لكاسيغ، يتحدث بلكنة بريطانية. ويعتقد بانه العنصر نفسه الذي قام في اشرطة سابقة بذبح الرهائن الاجانب، وهما اميركيان وبريطانيان.

وفي مقابلة بثتها الاثنين قناة نروجية مع من قالت انه "منشق" من تنظيم "الدولة الاسلامية"، يعتبر هذا العنصر ان الجهاديين الاجانب يثيرون بعض الشقاق في صفوف التنظيم.

ويقول هذا العنصر الذي تحدث باللغة العربية واجريت معه المقابلة في تركيا "هم مختلفون لانهم يملكون المال وعاشوا في اوروبا... لذا يقنعون انفسهم انهم اتوا الى هنا ليصبحوا شهداء ويموتوا في سبيل الله"، مضيفا ان "غالبية العمليات الانتحارية للتنظيم ينفذها جهاديون اجانب".

وتبنى التنظيم خلال الاسبوعين الماضيين تفجيرين على الاقل نفذهما انتحاريان اجنبيان، احدهما بريطاني والآخر هولندي.

وحذر البغدادي في تسجيله الصوتي الاخير ان الدول المشاركة في التحالف سترغم "للنزول الى الارض" لقتاله.

ويرى مركز "صوفان غروب" ان الدعاية الاحدث للتنظيم تظهر بعضا من اليأس، مشيرا الى ان "البغدادي لا يهدد بقدر ما هو يتوسل".

يضيف "الدولة الاسلامية يحتاج الى الهروب من العلبة التي وجد نفسه محاصرا فيها".

التعليقات 1
Thumb -phoenix1 16:57 ,2014 تشرين الثاني 17

BJ, as far as I'm concerned, foreigners make up the majority of those fighting the regime. The Syrians have seen their noble revolution disappear from their sights because of western silly miscalculations. Then lest we forget, ISIL was created by the US, supported by the west and financed by some Arab states. Now that the genie got too big, they're all scrambling to finish it off before it reaches their shores. Tell me what the FSA can do these days, except sit and watch? The moderates lost because the support never came, now it's a catch 22 situation for most, especially the Syrian people.