ميقاتي وبري قلقان من ارتفاع منسوب تورط بعض الأطراف اللبنانية بالأزمة السورية عقب حادثة تلكلخ
Read this story in English
شدد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أن " جوهر سياسة النأي بالنفس هو عدم إقحام اللبنانيين في الصراعات الإقليمية".
كذلك، أبدى رئيس مجلس النواب نبيه بري قلقه من "ارتفاع منسوب تورط بعض الأطراف اللبنانية في الأحداث السورية"، مبدياً أسفه "لمقتل عدد من الشبان اللبنانيين في تلكلخ مؤخراً".
ونقلت صحيفة "السفير" عن مصادر مقربة من ميقاتي الاثنين، تعليقاً على مقتل الشبان اللبنانيين، أن "جوهر سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة كانت تهدف إلى تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية وتحصينه من المخاطر الخارجية وعدم إقحام اللبنانيين في هذه الصراعات"، مردفة أنه "حرام استمرار الرهان على الوضع السوري لتحصيل مكاسب سياسية داخلية وهذا رهان خاطئ".
وفي السياق نفسه، أشار بري للصحيفة عينها أنه "قلق من ارتفاع منسوب تورط بعض الأطراف اللبنانية في الأحداث السورية"، مبدياً أسفه "لمقتل عدد من الشبان اللبنانيين في تلكلخ مؤخراً".
ولفت الى أنه "يعز علينا أن يسقط هذا الدم اللبناني في سوريا، بهذه الطريقة"، معتبراً أن "ما جرى يؤكد مرة أخرى وجوب المضي في سياسة النأي بالنفس، لأن أي خيار آخر سيكون مكلفاً جداً، والوقائع على الأرض تثبت ذلك".
كذلك، حذّر بري من "تداعيات الزلزال السوري على لبنان إذا استمر البعض باستسهال اللعب فوق فالقه"، مضيفاً "لقد فرّطنا بفرصة ثمينة كي نُثبت شخصيتنا".
و أكد وزير الداخلية مروان شربل لـ"السفير"، أن "الجيش اللبناني يؤدي دوراً رئيسياً في التواصل مع الجهات المختصة في سوريا لتجميع المعطيات حول حقيقة ما حصل في تلكلخ ومعرفة مصير الشبان اللبنانيين".
وشدد شربل على أنه "ليس صحيحاً أن كل أفراد المجموعة اللبنانية قد قتلوا"، مردفاً أن "معلوماته تفيد بأنهم توزعوا بين من قُتل وأُسر وجُرح وهرب".
الى ذلك، اشارت صحيفة "النهار" في عددها الصادر الإثنين ان "المجموعة المتسللة ضمت 17 لبنانياً وأربعة سوريين، وان 15 منهم قتلوا"، مشيرة الى ورود معلومات عن "دفنهم في مقبرة جماعية ميدانية، وان ثمة صعوبات في الاتصال بالقيادة السورية التي فقدت التواصل مع المراكز الحدودية، وصارت قرارات كثيرة تتخذ ميدانياً وفق الظروف المحيطة، وهو ما يجعل التواصل لتسلم الجثث أمراً معقداً".
وأضافت الصحيفة عينها أنه "بدا واضحاً ان التلفزيون السوري لم يحدد عدد القتلى وعدد الجرحى لترك الملف معلقاً، ومادة للتفاوض مع جهات لبنانية. وان المعلومات عن مقتل 15 سربت من مسؤولين ميدانيين من دون اي تأكيد رسمي من الجهات المعنية".
وكان التلفزيون السوري قد بث صوراً لعدد من الجثث، ووضعت عليها هويات واخراجات قيد لبنانية. ونقل التلفزيون الرسمي عن مصدر أمني ان "واحداً وعشرين لبنانياً سقطوا بين قتيل وجريح لدى محاولتهم التسلل من وادي خالد في مكمن في تلكلخ".
وكانت وكالة "فرانس برس" قد أفادت الجمعة عن مقتل 17 لبنانيا "اسلاميا" في كمين للقوات النظامية السورية في منطقة تلكلخ السورية القريبة من الحدود اللبنانية.
وقال قيادي إسلامي للوكالة عينها ،"انهم ينتمون الى التيار الاسلامي ويتحدرون من احياء عدة في مدينة طرابلس"، فيما تواردت معلومات صحفية أن 14 لبنانيا قتلوا في كمين للجيش السوري خلال محاولتهم التسلل الى سوريا.
وشهدت مدينة طرابلس الذي ساد فيها توترا كبيرا فور شيوع الخبر أمس ، ظهورا مسلحا سجل في عدد من مداخل الابنية في المنطقة، بانتظار جلاء ظروف مقتل الشابين ".
وتواصلت الاتصالات السياسية والأمنية، طوال ليل الجمعة-السبت وحتى صباح ا لسبت،وترافقت الاتصالات مع اتخاذ الجيش اللبناني تدابير استثنائية، بينها تسيير دوريات راجلة ومؤللة وأقامة حواجز ثابتة وقطع الطرق المؤدية الى جبل محسن.


