الكونغو الديموقراطية: 10 قتلى في مواجهات بين متمردي ام23
Read this story in English
ادت مواجهات مسلحة بين فصائل متناحرة في حركة التمرد الكونغولية ام23 الى سقوط عشرة قتلى بين المتمردين في روتشورو شمال شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، كما ذكرت مصادر طبية الاثنين.
وقال مستشفى اقليم روتشورو صباح الاثنين انه تم احصاء جثث عشرة اشخاص بينما نقل جريحان الى المستشفى.
وذكرت منظمة المجتمع المدني لشمال كيفو في بيان ان هذه "المواجهات الدامية" جرت "في وسط مدينة" روتشورو واسفرت عن سقوط 17 قتيلا بينهم احد عشر مقاتلا من الجناحين المتناحرين وستة مدنيين.
وذكر مصدر عسكري غربي ان الصدامات مرتبطة بخلافات داخل حركة التمرد وخصوصا بشأن الاتفاق الاطار الذي وقع الاحد في اديس ابابا من قبل قادة كل دول المنطقة لضمان السلام فيها.
وجرت المواجهات بين انصار الجنرال سلطاني ماكينغا الزعيم العسكرية لحكرة ام 23 والمؤيدين لجان ماري رونيغا الزعيم السياسي للحركة الذي تحالف معه الجنرال بوسكو نتاغاندا الملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية وكينشاسا، كما ذكرت مصادر عسكرية وانسانية.
وقال مصدر انساني في غوما ان رونيغا اعلن قبل توقيع الاتفاق عزمه استئناف القتال بينما تراوح المفاوضات التي بدأت منذ ثلاثة اشهر في كمبالا بين كينشاسا وحركة التمرد التي تقول الامم المتحدة انها مدعومة من رواندا واوغندا. لكن الدولتين تنفيان ذلك.
ويبدو ان ماكينغا عارض القيام باي تحرك عسكري بينما يتمركز مقاتلو ام23 على بعد كيلومترات عن غوما التي احتلتها الحركة حوالى عشرة ايام في نهاية تشرين الثاني ثم انسحبت منها مقابل بدء مفاوضات مع كينشاسا.
وقال مصدر غربي في غوما ان مسؤولي الحركة توجها الى كيغالي منتصف الاسبوع لشرح وجهة نظرهما. وبعد عودتهما، سجن رونيغا اولا ثم وضع تحت المراقبة في مدينة بوناغانا على الحدود بين الكونغو الديموقراطية واوغندا.
وغادر رونيغا الاحد مقر اقامته وتوجه الى روتشورو التي تبعد ثلاثين كيلومترا، بينما كان رؤساء 11 دولة بينهم الرئيسان الرواندي بول كاغامي والكونغولي جوزف كابيلا مجتمعين في اديس ابابا لتوقيع الاتفاق الاطار بحضور الامين العام للامم المتحدة.
وعند وصوله الى المدينة الواقعة جنوب القطاع الخاضع لسيطرة ام23، اشتبك جنوده مع عناصر ماكينغا، كما ذكرت تاجرة محلية.
سجلت تحركات كبيرة للسكان وخصوصا في بونانيا التي لجأ عدد كبير من اهلها الى اوغندا.
ووقع 11 بلدا افريقيا الاحد في اديس ابابا اتفاقا اطارا يهدف الى اعادة السلام الى شرق الكونغو الديموقراطية التي تشهد اعمال عنف جديدة منذ عشرة اشهر.
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي وقع النص بصفته ضامنا لحسن تطبيق الاتفاق، ان الاتفاق "ليس سوى بداية نهج شامل سيتطلب التزاما ثابتا" من دول المنطقة من اجل التهدئة في المنطقة الغنية بالثروة المعدنية والتي تشهد حركات تمرد كثيرة.
وتحظر الوثيقة على الدول الاجنبية دعم حركات التمرد، وتشجع سلسلة من الاصلاحات لاقامة دولة القانون في شرق الكونغو الديموقراطية حيث المؤسسات الحكومية ضعيفة الى حد كبير.
والتزمت وسائل الاعلام الكونغولية الحذر حيال الاتفاق.
وكتبت صحيفة "فوروم ديزاس" انه "اذا طبق الاتفاق فعلا" فستستعيد الكونغو الديمقراطية وحدة وسلامة اراضيها بينما حركة ام23 "ستخسر راعيتها رواندا".
اما صحيفة لوفار فقالت "من الغريب ان الاتفاق لم يلمح اطلاقا" الى رواندا واوغندا "مع انهما معروفتان بانهما من رعاة ام23".
وتابعت ان "الكونغوليين يريدون ان يعرفوا ما الهدف من اتفاق يفرض كل شىء على بلدهم ولا شىء على المعتدين الروانديين والاوغنديين".
ورأت ان الاتفاق "يتحدث عن الديموقراطية واللامركزية والاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية كما لو ان الامم المتحدة والاتحاد الافريقي يتوجهان الى مستعمرة".
واعرب مجلس الامن الدولي في بيان الاحد عن قلقه العميق ازاء تفاقم الاضطرابات في شرق الكونغو الديموقراطية على الرغم من توقيع الاتفاق ودان متمردي حركة "ام23".
من جهتها، رحبت الولايات المتحدة بالاتفاق ودعت الدول المجاورة للكونغو الديموقراطية الى وقف دعم المجموعات المتمردة في هذا البلد.
وقالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس انه "من الضروري ايضا ان تحترم الدول المجاورة لجمهورية الكونغو الديموقراطية سيادتها ووحدة اراضيها عبر منع اشكال الدعم الخارجي للمجموعات المسلحة التي تشكل انتهاكا للقوانين الدولية".
كما رحبت فرنسا اليوم الاثنين بهذا الاتفاق ودعت موقعيه الى تطبيق بنوده "بحسن نية".
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو "ندعو كل الدول الموقعة الى تطبيق الالتزامات التي قطعتها بحسن نية ومواصلة حوارها للتوصل الى مخرج سياسي للازمة".
واضاف ان فرنسا "تأمل في تعيين موفد خاص للامم المتحدة بسرعة يكلف تسهيل تطبيق هذه الالتزامات (...) وتدعو الى اقامة وحدة للتدخل السريع في اطار تعزيز بعثة الامم المتحدة لاحلال الاستقرار في الكونغو" التي تنشر حاليا حوالى 17 الف رجل.