مقاتلون معارضون يعلنون تشكيل "جهاز المخابرات العامة للثورة السورية"

Read this story in English W460

اعلن عدد من المقاتلين السوريين المعارضين تشكيل جهاز "المخابرات العامة للثورة السورية" لحمايتها في مواجهة "المنظومة المخابراتية" لنظام حزب البعث التي حكمت سوريا بقبضة من حديد منذ نحو اربعة عقود.

وفي شريط بثه ناشطون على موقع "يوتيوب" الالكتروني، قال متحدث ملثم "أنا العقيد أسامة، الرمز 102، أعلن عن تشكيل جهاز المخابرات العامة للثورة السورية (مكتب الأمن الوطني) ليكون احد الاذرع القوية للثورة السورية بمواجهة المنظومة المخابراتية للعصابة الحاكمة وحلفائها الاقليميين والدوليين".

اضاف ان هذا الجهاز سيقدم ايضا "الدعم الاستخباراتي لكافة قوى الثورة السياسية والعسكرية على الارض"، التي تقاتل القوات النظامية للرئيس بشار الاسد.

وظهر "العقيد اسامة" الذي قدم نفسه كمدير الادارة في الجهاز، ملثما في الشريط وهو يتلو البيان جالسا الى طاولة وضع عليها علم الثورة السورية، وامامه جهاز كومبيوتر محمول. ووضعت امام الجهاز نسخة من القرآن ومسدس. وبدا قارىء البيان محاطا بسبعة مسلحين ملثمين، وارتدى الثمانية ملابس سوداء بالكامل.

وقال المتحدث ان الجهاز سيعمل على "تعزيز قدرات قوى الثورة السورية السياسية والعسكرية عبر تزويدها بالمعلومات التفصيلية عن خطط وتحركات قوى الاحتلال الاسدي وادواتها من شبيحة (افراد ميليشيات موالية للنظام) وعملاء"، وبناء "درع امني صلب لحماية ابناء الثورة السورية من كل محاولات الدهم والاعتقال والتصفية".

واشار الى ان الجهاز سيقوم بالتنسيق مع "كل قوى الثورة العسكرية والمدنية" بالعمل على "حماية المدنيين وممتلكاتهم العامة والخاصة وصون المقدسات الدينية لجميع مكونات الشعب السوري"، مؤكدا البقاء على مسافة واحدة من كل مكونات الثورة "ما يحتم محاسبة جميع المخطئين ايا كانت مواقعهم عاجلا ام آجلا وفق القوانين الوطنية الجامعة والقوانين الدولية المرعية والمتمثلة بشرعة حقوق الانسان".

وعدد المتحدث 19 كنية ورمز (من 100 الى 118) لاشخاص هم "مدراء مكاتب الامن الوطني"، منهم "الحرة ام عائشة" مديرة مكتب الدعم اللوجستي.

وقال مدير المكتب السياسي والعلاقات الخارجية بسام جعارة في الجهاز الجديد لوكالة فرانس برس ان الجهاز الناشىء الذي اعلن تأسيسه مساء الاثنين "عامل منذ اشهر ونجح في تعطيل عشرات التفجيرات بسيارات مفخخة كان هدفها التسبب بفتنة طائفية".

وردا على سؤال عن مصادر المعلومات التي اتاحت احباط هذه العمليات، اشار جعارة في اتصال هاتفي من مقر اقامته في لندن الى ان "المئات من عناصر الاجهزة الامنية يتعاونون معنا ويقدمون الينا معلومات عن تحركات النظام".

وفي حين رفض اعطاء رقم عن عدد افراد الجهاز الناشىء، اكد الصحافي والمتحدث السابق باسم "الهيئة العامة للثورة السورية" في اوروبا، ان الجهاز الجديد يضم المئات من المدنيين والعسكريين والامنيين السابقين "من مختلف مكونات المجتمع السوري، وبوصلتهم الوحيدة حماية الوطن ومنع الاقتتال الطائفي، وهم موجودون في كل المناطق السورية".

وبحسب المناصب الموزعة في الشريط المصور، يضم الجهاز الجديد "قوة ضاربة" وكتيبة للمهمات الخاصة وغرفة عمليات وفرعين داخلي وخارجي ومكاتب في مناطق سورية مختلفة ابرزها دمشق وريفها وحلب (شمال) وحمص (وسط) والقنيطرة ودرعا في الجنوب، ودير الزور (شرق)، وادلب (شمال غرب).

واوضح جعارة ان تشكيل هذا الجهاز تم بقرار من "الحراك الثوري والعسكري" الذي يعمل على اسقاط النظام منذ منتصف آذار 2011، وهو على علاقة "بكل الفصائل" التي تقاتل على الارض في سوريا، من دون ان تكون له "طبيعة ايديولوجية محددة". واشار الى ان قيادته "ستكون في داخل سوريا".

وياتي تشكيل هذا الجهاز لان "لا ثورة في العالم (تنجح) ما لم يكن ثمة جهاز امني يحميها من الاختراق"، لكن مهمته الاهم ستكون "في اليوم التالي لسقوط النظام، خشية من اقتتال طائفي او عمليات نهب في البلاد".

وارسى نظام حزب البعث الذي يحكم سوريا منذ نحو اربعة عقود، عددا من الاجهزة الامنية التي غالبا ما تؤدي ادوارا متنافسة.

وتجمع الاجهزة الاربعة الرئيسية تحت مظلة مكتب الامن القومي، وهي ادارة الامن العام غير الخاضعة لسلطة وزارية وتتولى النشاطات المدنية الداخلية والخارجية وتلك الخاصة بالفلسطينيين، وادارة الامن السياسي المرتبطة بوزارة الداخلية، وشعبة المخابرات العسكرية، وهي الاقوى، وتتولى النشاطات السياسية الداخلية والخارجية، اضافة الى ادارة المخابرات الجوية التي تتولى العمليات الداخلية والخارجية الاكثر دقة.

ونظرا الى تجربة السوريين مع هذه الاجهزة التي عرف عنها قمعها الشديد، قال جعارة "نحن امام جهاز مختلف بطبيعته عن الاجهزة القمعية التي فتكت بالناس".

التعليقات 0