طبق عليه صورة المسيح قد يقود إلى إعادة النظر في تاريخ إسبانيا

W460

عرضت في الأندلس إحدى أقدم الرسوم التي تمثل السيد المسيح في إسبانيا وهي محفورة على طبق زجاجي عائد للقرن الرابع وتظهره بشعر قصير مرتدياً ثوباً، مع العلم أن المعروف حتى اليوم هو أن المسيحية بدأت في إسبانيا في القرن الخامس.

وهذا الطبق الذي يستخدم لوضع القربان المقدس خلال الأفخارستيا (التناول أو القربان المقدس) معروض منذ الأول من تشرين الأول في متحف الآثار في ليناريس في الأندلس. وقد أعيد تشكيل الرسم جزءاً بجزء من جانب فريق من علماء الآثار على مدى ثلاث سنوات.

وعثر على هذا الطبق تحت أنقاض مبنى كان مكرساً للطقوس الدينية في موقع كاستولو الأثري وهي مدينة آيبيرية - رومانية قديمة تقع جنوب إسبانيا.

وأوضح مارسيلو كاسترو المشرف على المشروع لـ "فرانس برس"، أنه في تموز وبعد اكتشاف أجزاء أكبر سمحت للفريق بتمييز "الزخرفة التي تزينه"، أدرك العلماء أنهم أمام "وثيقة أثرية استثنائية".

وأضاف أنه بعد جمع الأجزاء تبين أنها تشكل طبقاً زجاجياً قطره 22 سنتيمتراً وسماكته أربعة سنتيمترات وقد أعيد إلى سابق عهده بنسبة 80 في المئة.

وتظهر على سطح الطبق صورة محفورة لثلاثة أشخاص تعلو رؤوسهم هالة، في الوسط السيد المسيح بشعر قصير ومشعث يحمل صليباً كبيراً في يد وكتاباً مقدساً مفتوحاً في اليد الأخرى، وإلى جانبيه اثنان من الرسل قد يكونان بطرس وبولس على ما يشير الباحثون.

ويعتمد الرسم أسلوباً فنياً سابقاً للعهود الكلاسيكية وهو أسلوب تتميز به المرحلة التي كانت المسيحية تخرج فيها للتو من السرية.

وأوضح كاسترو أن "التقليد المسيحي تخلى بعد ذلك عن هذا الأسلوب مفضلاً طرقاً أخرى لتمثيل صورة المسيح لكنه موجود في بدايات المسيحية" عندما سمح الإمبراطور الروماني قسطنطين (303 - 337) بهذه الديانة.

وكانت أطباق القربان المقدس تصنع يومها من الزجاج وليس من المعادن النفيسة كما أصبحت الحال بعد ذلك، على ما يوضح علماء الآثار.

وأوضح كاسترو أنه بعد استشارة خبراء في الزجاج القديم في إسبانيا وإيطاليا واليونان، خلص الفريق إلى أن الطبق "صنع في روما بالتأكيد وربما في أوستيا التي كانت تضم مشاغل للزجاج في تلك الفترة".

وأضاف العالم أنه ثمة ذخائر أخرى مماثلة بأسلوبها وطريقة صنعها في العالم، لا سيما كأس مقدسة معروضة في متحف اللوفر الفرنسي وزجاجية مذهبة في متحف توليدو للفنون في ولاية أوهايو الأميركية.

وقد يقود الاكتشاف إلى إعادة النظر في تاريخ الديانة المسيحية في إسبانيا، وفق ما ذكرت صحيفة "إل موندو" الإسبانية.

فالطبق يعود تاريخه إلى القرن الرابع بينما يعتقد أن المسيحية بدأت في إسبانيا في القرن الخامس نتيجة وصول القوط الغربيين من وسط أوروبا وبيزنطية.

وقال كاسترو للصحيفة الإسبانية إن "اكتشاف الطبق أثار نقاشاً كبيراً بين مجموعة علماء الآثار. نحن نخشى قول ما اعتقدناه في البداية لأنه يجبرنا على إعادة النظر في التسلسل الزمني لتاريخ إسبانيا المسيحية".

التعليقات 0