القادة الافغان يعدون باصلاحات امام مؤتمر لندن للحفاظ على المساعدات الدولية
Read this story in English
تسعى الادارة الافغانية الجديدة الى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الغرب من خلال مؤتمر للمانحين في لندن الخميس، كما تحاول منذ فترة احلال السلام في الداخل مع دنو موعد رحيل قوات الحلف الاطلسي من افغانستان.
وليس من المتوقع ان يحصل الافغان على تعهدات باموال جديدة خلال المؤتمر الا انه سيشكل منصة للرئيس اشرف غني ورئيس الحكومة عبد الله عبد الله لعرض خططهما الاصلاحية.
وياتي المؤتمر بعد الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية في ايلول ومع انتهاء المهمة القتالية لقوات الحلف الاطلسي وعلى خلفية تصعيد في الهجمات التي تشنها حركة طالبان ضد اهداف اجنبية في كابول.
وسينضم الى غني وعبد الله مسؤولون دوليون كبار من بينهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
واكد مسؤول بريطاني لوكالة فرانس برس الخميس "هذا ليس مؤتمرا لوعود (مالية) وبالتالي نحن لا نتوقع ارقاما كبيرة. المسالة تتعلق بمنح غني منصة لتوضيح" رؤيته لمستقبل البلاد.
وصرح دانيال فيلدمان الممثل الاميركي الخاص الى افغانستان وباكستان امام صحافيين الاسبوع الماضي ان المؤتمر الذي يستمر يوما واحدا "يشكل فرصة للولايات المتحدة والشركاء الدوليين الاخرين للتاكيد على التزامها ازاء افغانستان".
واضاف فيلدمان "وربما الاهم انه فرصة لغني وعبد الله من اجل عرض سياستهما من اجل مستقبل افغانستان السياسي والاجتماعي والاقتصادي".
ومع ان الاسرة الدولية خصصت مليارات الدولارات لدعم افغانستان بعد اطاحة نظام طالبان في 2001، الا ان علاقاتها كانت متوترة مع الرئيس الافغاني السابق حميد كرزاي.
ويامل العديد من الدبلوماسيين في ان تتحسن العلاقات مع الرئيس الجديد الخبير السابق لدى البنك الدولي.
ويفترض ان ترحل القوات القتالية للحلف الاطلسي بحلول 31 كانون الاول على ان توكل الى المهمة الجديدة للحلف والتي اطلق عليها اسم "الدعم الحازم" مهمة المساعدة على تكوين الجيش الافغاني.
وسيبقى 12500 جندي تقريبا من بينهم 9800 اميركي بعد 31 كانون الاول ومهمتهم مساعدة وتدريب الجيش الافغاني.
ومع ان الرئيس الاميركي باراك اوباما تعهد بانتهاء المهمة القتالية للقوات الاميركية في افغانستان بحلول نهاية العام، الا ان مسؤولين قالوا الشهر الماضي ان القوات الاميركية سيظل بامكانها مساعدة الجيش الافغاني والشرطة على محاربة طالبان في بعض الحالات.
وقال مسؤولون ان القوات الاميركية تؤمن مؤقتا النقص الذي يتراوح بين 400 و700 جندي من قوات التحالف خلال شتاء 2015.
كما تراجعت المساعدات الى افغانستان في السنوات الاخيرة مع تقليص عديد القوات الاجنبية ونفاد صبر الغرب ازاء كرزاي.
والهدف الاخر للمؤتمر هو ضمان ان تفي الدول المانحة بالتعهدات التي قطعتها في مؤتمر سابق بهذا الصدد في طوكيو في 2012.
وتعهدت بريطانيا بتقديم 178 مليون جنيه استرليني (225 مليون يورو) سنويا حتى العام 2017. وقال المسؤول البريطاني ردا على سؤال لوكالة فرانس برس "نبقى ملتزمين جدا حيال هذا الامر. اعتقد ان (الدول) الاخرى ستجدد تعهداتها لطمأنة غني".
وكتبت كريستينا رورز من شبكة محللي افغانستان ومقرها كابول هذا الاسبوع انه "يبدو ان التعاطف الذي فقد في السنوات الماضية يعود ببطء الى الاسرة الدولية".
واضافت ان غني اذا تمكن من تشكيل حكومة واجراء اصلاحات فعلية بشكل سريع نسبيا فان "النوايا الحسنة يمكن ان تستمر".
وقبل المؤتمر، حثت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش الدول المانحة على التشديد على اهمية حقوق النساء وغيرها من قضايا حقوق الانسان.
وقال براد ادامز مدير مكتب اسيا لهيومن رايتس ووتش ان "مؤتمر لندن لحظة حاسمة لتحديد ما اذا كانت حكومة افغانستان الجديدة ستتخذ اجراءات ملموسة لوضع حد لانتهاكات حقوق الانسان وما اذا كانت الدول المانحة تريد الاستمرار في الدفاع عن حقوق الافغان بعد 2014".
واضاف ادامز "من دون ضغوط دولية ومساعدات محددة من اجل وقف انتهاكات حقوق الانسان، فسيكون من السهل تبديد الكثير من المكاسب التي تم تحقيقها في غضون 13 عاما".
وترى صحيفة "ذي تايمز" انه "من دون استراتيجية شاملة للمساعدة، ومن دون حوكمة صلبة وتمويل آمن، فان البلد حيث قتل 453 جنديا بريطانيا و2210 جنود اميركيين، قد ينهار فعلا".