السلفادور تستعد لتطويب الاسقف روميرو

Read this story in English W460

تستعد السلفادور لتطويب اوسكار روميرو اسقف الذين "لا صوت لهم" ونموذج كنيسة ملتزمة اجتماعيا في اميركا اللاتينية، بعد 35 عاما على مقتله خلال قداس برصاص قناص من اليمين المتطرف.

وقال اسقف سان سلفادور غريغوريو روزا تشافيز ان الاحتفال الذي سيقام السبت "سيكون يوما لا ينسى، عيد للعالم". واضاف ان "هذا العيد سيجمع كل الناس على امل اقامة عالم تكون فيه القيم التي قتل من اجلها المونسنيور روميرو حاضرة فعلا".

وسيبدأ الاحتفال الذي سيترأسه الكاردينال انجيلو اماتو المبعوث الخاص للبابا فرنسيس ورئيس جميعة قضايا القديسين، عند الساعة العاشرة (16,00 تغ) في سان سلفادور.

وسيشارك في الاحتفال ستة كرادلة واكثر من مئة اسقف ورئيس اساقفة ورؤساء السلفادور سلفادور سانشيز سيرين والاكوادور رافايل كوريا وهندوراس خوان اورلاندو هرنانديز وبنما خوان كارلوس فاريلا ونواب رؤساء بوليفيا وكوستاريكا وكوبا وبيليز.

ومنذ ايام، بدأت الورود التي يجلبها المؤمنون تغطي ضريح الاسقف روميرو في قبو كاتدرائية سان سلفادور.

وقالت البائعة الجوالة اماندا دومينغيز التي كانت راكعة امام الضريح الكبير "انه ينام مرتاحا مثل العادلين". 

واوسكار روميرو الذي يوصف بانه رجل بسيط وقريب من الشعب يعتبر نموذجا لكثير من السلفادوريين. وتغطي صوره الجدران وقمصان وحمالات مفاتيح وفناجين تباع في الشارع.

وكان الاسقف روميرو المولود في 1917 دافع عن الفلاحين الذي لا يملكون اراضي بعد النظام العسكري المستبد، خلال مواجهة بين حكومة محافظة وحركة التمرد اليسارية المتطرفة جبهة فارابوندو مارتي التي تحكم اليوم.

وترك اغتياله اثرا كبيرا على كل اميركا اللاتينية حيث غالبية السكان من الكاثوليك في فترة كانت انظمة عدة من اليمين المتطرف تكافح اليسار المتطرف.

ويقف وراء الدعوة الى تطويبه الكاهن رافايل اوروتيا الذي لفت نظر الكنيسة منذ 1990 الى قضيته.

ووصلت قضية الاسقف روميرو المعتدل الذي لم يكن ينتمي الى تيار "لاهوت التحرير" الاكثر تسييسا الى جمعية قضايا القديسين.

وقال اوروتيا لوكالة فرانس برس ان الجمعية عملت "لتحديد ما اذا اغتيل لاسباب سياسية او عقائدية او كان شهيدا بسبب كره للايمان لذلك استغرق الامر بعض الوقت، عشر سنوات (2000-2010)".

وبقيت القضية التي عرقلتها معارضة جهات محافظة تراوح مكانها حتى نيسان2013 عندما حرك البابا فرنسيس الملف.

وفي هذا البلد الصغير في اميركا الوسطى، طلب الرئيس اليساري موريسيو فونيس في 24 آذار 2010 الصفح باسم الدولة على هذه الجريمة واعلن المونسنيور روميرو "مرشدا روحيا للامة".

 وعلى الرغم من تحفظات اليمين، اطلق اسم روميرو على جادة جديدة والمطار الدولي قبل تدشين لوحة جدارية على شرفه في قصر الحكومة.

وقال رئيس السلفادور الحالي سلفادور سانشيز سيرين مؤخرا "ماذا يعني التطويب للسلفادور والعالم؟ انه يعني ان الحقيقة والعدالة الاجتماعية ستكونان حاضرتين الآن في حياة السلفادور".

وكان الاسقف روميرو اغتيل في الكنيسة الصغيرة لمستشفى المصابين بالسرطان لا ديفينا بروفيدانسيا، برصاصة في الصدر خلال احيائه قداسا في 24 آذار/مارس 1980. ولم يعثر على قاتله.

وكان قد دعا عشية مقتله الجنود الى عصيان الاوامر باطلاق النار على الحشد.

وتحولت جنازته في 30 آذار الى مأساة كبرى عندما اطلق الجيش النار لتفريق الحشد مما اسفر عن سقوط عشرات القتلى. وكانت هذه الحادثة الشرارة التي اشعلت حربا اهلية مؤلمة استمرت 12 عاما (1980-1992) واسفرت عن سقوط اكثر من 75 الف قتيل وفقدان سبعة آخرين على الاقل.

وفي 1993، اعلنت لجنة للمصالحة والحقيقة تابعة للامم المتحدة ان الذي يقف وراء اغتيال روميرو هو القائد العسكري والزعيم اليميني روبرتو دوبويسون الذي توفي بالسرطان في 1992.

 

التعليقات 0