تماثيل بوذا المدمرة في أفغانستان باتت ذكرى ومنحدرات باميان مأهولة

W460

لم تعد تماثيل بوذا العملاقة التي فجرتها حركة طالبان في 2001 سوى ذكرى في باميان جوهرة وسط افغانستان، لكن الجبال الصخرية الحمراء التي كانت منحوتة فيها ما زالت تشكل مأوى لمئات العائلات الفقيرة التي تعيش في مغاورها.

كان الرهبان البوذيون اول من استخدم هذه المخابىء الصخرية المطلة على الوادي للانصراف الى التأمل في هذه المدينة الوادعة الواقعة على طريق الحرير. وقد اصبحت مزارا دينيا بفضل ثلاثة تماثيل لبوذا حفرت قبل حوالى 1500 عام وكان يبلغ ارتفاعها مئات الامتار. 

وقد افسحت في المجال اليوم لعائلات مهجرة ومعوزة تقاوم فصول الشتاء الافغاني القاسية، محرومة من المياه الجارية والكهرباء في هذه الكهوف الباردة والمظلمة والرطبة والمعلقة على ارتفاع 2500 متر.

وقال حجي حسين الذي يعيش منذ 30 عاما مع زوجته واولاده الثلاثة في كهف على احدى الصخور الكبيرة، "هذا ليس مكانا ملائما للعيش، ولم يكن مناسبا في أي وقت".

واضاف هذا العامل المياوم الذي يقيم على بعد مئات الامتار من موقع تماثيل بوذا العملاقة السابقة، "من الصعب جدا التسلق الى هنا، والنزول من هنا خصوصا مع الماء الذي يتعين علينا حمله الى هنا".

وتعيش مئات العائلات الاخرى كما يعيش حسين في كهوف باميان، واحة الهدوء النادر التي تسكنها اكثرية من شيعة اتنية الهزارة، وظلت الى حد كبير بمنأى عن المعارك المستمرة في أفغانستان.

وقد لجأ اليها قسم منهم عندما احرقت حركة طالبان السنية المتطرفة منازلهم لدى استيلائها على باميان في نهاية التسعينات.

وفي اعقاب سقوط حركة طالبان اواخر 2001، ادرجت منظمة اليونيسكو باميان في لائحة التراث العالمي للبشرية.

وعلى رغم استمرار النزاع، عمدت الحكومة الافغانية التي ترغب في تطوير السياحة في هذا الوادي الخلاب، الى ابعاد 250 عائلة  تقيم في الكهوف القريبة من تماثيل بوذا القديمة، واعادت اسكانها في مخيمات مرتجلة في الوادي.

وتعرب السلطات عن قلقها للاضرار اللاحقة بالموقع من جراء استمرار سكن مئات العائلات في المغاور واضافة أبواب ونوافذ ومنتفعات إليها.

وقال كبير ددراس رئيس المكتب الثقافي والاعلامي في باميان، ان "الذين يعيشون هنا يلحقون اضرارا بالمغاور والرسوم الجدارية القديمة التي يتعين علينا انقاذها".

وقد اعلنت باميان هذه السنة عاصمة ثقافية لجنوب آسيا، وتنعش هذه الالتفاتة الامل في اعادة الوادي الى الخريطة السياحية العالمية. لكن هذا الامر يتطلب مزيدا من الجهود، بدءا بالتوصل الى السلام مع طالبان الذين دمروا تماثيل بوذا العملاقة في نيسان 2001.

التعليقات 0