باريس تطلب من واشنطن وقف ممارسات التنصت على اتصالات فرنسيين والبيت الأبيض يرد
Read this story in English
طلبت فرنسا الاثنين من السفير الاميركي بعد استدعائه الى مقر الخارجية أن يقدم لها ضمانات بعدم اجراء تنصت على اتصالات فرنسيين بعد الان، على أثر الكشف عن معلومات جديدة بحسب الخارجية الفرنسية، فيما قلل البيت الأبيض من شان هذا الجدل.
وأكد البيت الأبيض أن "واشنطن تجمع من الخارج معطيات "من النوع نفسه التي تجمعه كل الدول".
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الاميركية كايتلن هايدن لوكالة "فرانس برس": "لن نعلق علنا على كل انشطة الاستخبارات المفترضة (...) وقلنا بوضوح ان الولايات المتحدة تجمع معطيات استخباراتية في الخارج من النوع نفسه الذي تجمعه كل الدول".
وكان مدير مكتب وزير الخارجية لوران فابيوس، استقبل اليكساندر زيغلر السفير الاميركي تشارلز ريفكين.
وصرح نائب مدير قسم الاعلام في الوزارة اليكساندر جيورجيني في لقاء صحافي :"ذكرناه بأن هذا النوع من الممارسات بين شركاء غير مقبول البتة وينبغي تقديم ضمانات لنا بانها لن تجري" بعد الان.
وطلبت باريس "تقديم رد ملموس في أقرب وقت على مخاوفنا".
وسيبحث وزير الخارجية لوران فابيوس هذا الموضوع مع نظيره الاميركي جون كيري في لقاء مرتقب في مقر الخارجية الفرنسية الثلاثاء قبل اجتماع لاصدقاء سوريا في لندن.
واوضح جيورجيني ان "لقاء فابيوس ونظيره الاميركي صباح غد سيتناول بشكل اساسي الوضع في سوريا والملفات الاقليمية لكن سيجري التطرق الى هذه المسألة".
وكشف موقع صحيفة لوموند على الانترنت استنادا الى وثائق سربها العميل السابق في وكالة الامن القومي الاميركية (ان اس ايه) ادوارد سنودن في حزيران ان الوكالة الاميركية سجلت 70,3 مليون تسجيل لمعطيات هاتفية للفرنسيين طيلة ثلاثين يوما بين 10 كانون الاول 2012 و8 كانون الثاني 2013.
واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاثنين انه "استدعى فورا" سفير الولايات المتحدة في باريس تشارلز اتش. ريفكين، واصفا هذا النوع من الممارسات بانه "غير مقبول بتاتا".
وسبق ان استدعي السفير في الاول من تموز ليقدم توضيحات للخارجية الفرنسية في اعقاب كشف المعلومات الاولى حول ممارسات وكالة الامن القومي الاميركية.
بعد صدور تلك المعلومات وبطلب من فرنسا تم تشكيل مجموعة عمل بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لحماية البيانات في تموز، وسبق ان اجتمعت مرتين.
من جهتها، طلبت المكسيك الاحد ايضاحات من واشنطن اثر معلومات كشفتها الاسبوعية الالمانية دير شبيغل تفيد بان اجهزة الاستخبارات الاميركية تجسست على البريد الالكتروني للرئيس السابق فيليبي كالديرون.
وافادت دير شبيغل استنادا الى وثائق سربها المستشار السابق في وكالة الامن القومي الاميركية ادوارد سنودن ان الوكالة قامت بمراقبة اتصالات الحكومة المكسيكية على مدى سنوات.
واعلنت وزارة الخارجية المكسيكية في بيان الاحد ان "الحكومة المكسيكية تكرر ادانتها القاطعة للانتهاكات لسرية اتصالات المؤسسات والمواطنين المكسيكيين".
واضاف البيان ان "هذه الممارسات غير مقبولة وغير شرعية ومخالفة للقانون المكسيكي والقانون الدولي" مطالبة بتحقيق "باسرع وقت ممكن".
وبحسب المعلومات التي نشرتها دير شبيغل على موقعها الالكتروني فان وكالة الامن القومي الاميركية تمكنت في ايار/مايو 2010 من الاطلاع على الرسائل الالكترونية للرئيس السابق كالديرون وغيره من المسؤولين المكسيكيين.
واكدت وزارة الخارجية ان "لا مكان في العلاقة بين جيران وشركاء للممارسات التي افيد عنها".
وكانت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف علقت الشهر الماضي زيارة رسمية للولايات المتحدة اثر الكشف عن حالات تجسس من قبل الوكالات الاميركية على اتصالاتها واتصالات زملاء مقربين وشركات مثل شركة النفط العامة العملاقة بيتروبراس.
وحملت هذه المعلومات دول اميركا اللاتينية على استدعاء السفراء الاميركيين فيها لطلب توضيحات.
واشارت لوموند الى ان وكالة الامن القومي الاميركية تملك عدة سبل لجمع المعلومات، فعندما يتم استخدام بعض ارقام الهاتف في فرنسا، فإنها تقوم بتفعيل اشارة تطلق تلقائيا عملية تسجيل بعض المكالمات. كذلك يطال هذا التنصت الرسائل الهاتفية القصيرة ومضمونها بالاستناد الى كلمات مفاتيح. وفي النهاية، تقوم وكالة الامن القومي بشكل منهجي بالاحتفاظ بسجل الاتصالات لكل رقم مستهدف، وفق الصحيفة.
وتعطي الوثائق ايضاحات كافية تدفع للاعتقاد بان اهداف وكالة الامن القومي الاميركية تشمل اشخاصا يشتبه في صلاتهم بانشطة ارهابية وايضا افرادا يتم استهدافهم فقط لانتمائهم الى عالم الاعمال، السياسة او الادارة الفرنسية. ويظهر الرسم البياني لوكالة الامن القومي الاميركية معدلا للاعتراضات الهاتفية بثلاثة ملايين بيان يوميا مع ارقام قياسية بلغت 7 ملايين في 24 كانون الاول 2012 و7 كانون الثاني 2013، بحسب الصحيفة.