كيري يؤكد دعم بلاده للسلطة الإنتقالية في مصر ويحض على عدم تمديد حالة الطوارىء
Read this story in Englishاكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد ان بلاده عازمة على مواصلة العمل مع السلطة الانتقالية في مصر، في اول زيارة يقوم بها الى الحليف العربي المهم للولايات المتحدة منذ اطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي.
وبحسب ما قال مسؤول في الخارجية الاميركية رافق كيري الى السعودية بعد زيارة مصر، للصحافيين ان الوزير الاميركي "طلب بالحاح عدم تمديد حالة الطوارىء التي ينتهي العمل بها في 14 تشرين الثاني".
ووصل كيري الى القاهرة ظهرا عشية بدء محاكمة رئيس الدولة المعزول، بهدف اعادة تعزيز العلاقات بين واشنطن ومصر حليفة الولايات المتحدة منذ وقت طويل، والتي اضطربت بفعل عزل الرئيس المنتخب مرسي والقمع الدموي الذي تلاه ضد انصاره.
وقال كيري في مؤتمر صحافي في القاهرة والى جانبه نظيره المصري نبيل فهمي "نلتزم بالعمل سويا ومواصلة تعاوننا مع الحكومة الموقتة"، داعيا الى انتخابات "حرة وعادلة وتشمل الجميع".
وايد كيري خطوات الحكومة الموقتة لاعادة الديموقراطية في مصر، وقال ان "خارطة الطريق يتم تنفيذها بشكل جيد بحسب ما نراه".
وتابع "اننا نؤيدكم في هذا التحول الهائل الذي تمر به مصر ونحن نعرف انه صعب ونريد المساعدة ونحن مستعدون لذلك".
ووفقا لخارطة الطريق التي اعلنها الجيش عقب عزل مرسي فان دستورا جديدا في البلاد سيقر نهاية العام الجاري او مطلع العام المقبل ويتم الدعوة بعدها لانتخابات تشريعية تليها انتخابات رئاسية بحلول منتصف 2014.
واضاف الوزير الاميركي "لدينا العديد من المواضيع للعمل عليها والوزير (فهمي) وانا بحثنا هذا الصباح بكل صراحة مسائل وتحديات نواجهها سويا".
واكد انه يريد ان يقول للمصريين "باوضح العبارات واشدها ان الولايات المتحدة هي صديقة المصريين ومصر واننا شركاء".
وفي ما يتعلق بالتجميد الجزئي مؤخرا للمساعدة الاميركية --1,5 مليار دولار منها 1,3 مليار من المساعدات العسكرية-- اعتبر "ان العلاقات الاميركية المصرية لا يمكن ان تختصر بالمساعدة".
ولم يشر اي من المسؤولين الى محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي التي تبدأ الاثنين والتي يواجه فيها، مع 14 شخصا اخرين، اتهامات بالتحريض على قتل ثمانية متظاهرين امام قصر الرئاسة في كانون الثاني 2012.
وقال كيري ان "احدا لا ينبغي ان يسمح له باللجوء الى العنف بلا محاسبة" مدينا الاعتداءات والمواجهات الدامية التي شهدتها البلاد اخيرا.
من جهته، قال فهمي انه "منذ ايام قليلة" وصف العلاقات المصرية الاميركية بأنها تمر بمرحلة اضطراب (ولكن) "أظن ان حديث وزير الخارجية الاميركي اليوم في الجلسة المغلقة وحديثه الان عن دعم الولايات المتحدة للشعب المصري كلها مؤشرات اننا نسعى جميعا لاستئناف العلاقات الطبيعية في شكلها المعتاد واننا نسير نحو هذا التوجه".
والتقي كيري كذلك في القاهرة الرئيس الموقت عدلي منصور والرجل القوي في البلاد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وممثلين للمجتمع المدني.
وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان محادثات كيري مع السيسي تناولت "العلاقات بين البلدين والتأكيد على الطبيعة الاستراتيجية لهذه العلاقات وضرورة العمل على دعمها وتطويرها".
وكان مسؤول رفيع في الخارجية الاميركية قال ان محادثاته مع المسؤولين المصريين ستتركز خصوصا على العملية الانتقالية السياسية الواردة في خارطة الطريق التي وضعها العسكريون ومدى تقدمها بهدف تحديد متى "سيكون ممكنا رفع تجميد (تسليم) بعض المعدات"، كما اعلن مسؤول كبير في الخارجية الاميركية.
واضاف المسؤول ان كيري سيدعو السلطات الجديدة الى ان تكون هذه العملية الانتقالية "ديموقراطية" وان "تشمل كل الاطراف"، في حين تواصل السلطات قمعها لجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي وفازت بالغالبية الساحقة في الانتخابات التشريعية التي نظمت في نهاية العام 2011.
وايدت الولايات المتحدة خلال العقود الثلاثة الماضية رئاسة سلف مرسي --الرئيس حسني مبارك الذي اطيح اثر حركة احتجاج شعبية في بداية 2011-- ما جعل من اكبر دولة عربية من حيث عدد السكان حليفا قويا للمحافظة على الاستقرار في المنطقة المضطربة.
وقررت واشنطن في العاشر من تشرين الاول "اعادة تقويم" مساعدتها للقاهرة ما ادى الى فتور في العلاقات ودفع مصر الى التأكيد انها تريد منح نفسها المزيد "من الخيارات" عبر اضفاء توجيهات جديدة على سياستها الخارجية.
وهكذا اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي للصحافيين ان مصر التي تقيم علاقات متينة مع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي ستنفتح على دول اخرى لتوسيع خياراتها بهدف خدمة مصالحها القومية.
وكيري الذي امضى ست ساعات في القاهرة، يفترض ان يكون التقى ايضا بعض فعاليات المجتمع المدني وتباحث معهم في لقاءات مغلقة بشان هواجس المدافعين عن حقوق الانسان.
وغادر كيري القاهرة مساء الاحد متوجها الى السعودية المحطة الثانية في دولته الاقليمية التي تستغرق 11 يوما وتشمل كذلك اسرائيل والاراضي الفلسطينية والاردن والامارات العربية المتحدة والجزائر والمغرب.
وعلى الرغم من ان واشنطن طالبت بالافراج عن مرسي وانهاء المحاكمات السياسية، الا ان الولايات المتحدة رفضت دائما وصف عزل مرسي بانه "انقلاب عسكري".
واعتبرت مساعدة وزير الخارجية الاميركي بيث جونز اخيرا امام البرلمانيين الاميركيين ان "مرسي اظهر انه لا يريد او لا يمكنه الحكم بمشاركة كل الاطراف ما اثار غضب العديد من المصريين".
واستجاب الجيش "لرغبات ملايين المصريين الذين كانوا يعتقدون ان الثورة تاخذ منحى سيئا"، كما اضافت جونز في اشارة الى التظاهرات الحاشدة التي طالبت في نهاية حزيران برحيل مرسي وهو ما استند اليه الجيش.
وتجميد المساعدة الاميركية للقاهرة لم يلق استحسانا ايضا في الرياض - الحليف الكبير الاخر للولايات المتحدة - حيث سيصل كيري في وقت لاحق الاحد لاجراء محادثات يبدو انها ستكون صعبة مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.